أهدت مؤسسة مصر الخير، نجاحها في الإفراج عن 50 ألفًا من الغارمين إلى "منتدى شباب العالم"، المقرر في الرابع من نوفمبر الجاري، وذلك في أعقاب قيام قطاع الغارمين بالمؤسسة بعمل ورشة عمل موسعة بحضور عدد من الغارمين المفرج عنهم، شهدت خلالها عرضًا عن نجاح تجربة شباب المؤسسة في هذا الإطار. في هذا السياق، قالت سهير عوض، مدير برنامج الغارمين بمؤسسة مصر الخير، إن البرنامج يهدي تجربة نجاج الشباب في هذا الموضوع إلى المنتدى العالم للشباب المقرر انعقاده يوم السبت المقبل، برعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، موضحة أن برنامج الغارمين بدأ في فبراير عام 2010 من خلال 7 شباب فقط في القطاع. وكشفت "عوض"، خلال كلمتها في فعاليات ورشة العمل، أن البرنامج بدأ منذ عام 2010 بالإفراج عن 45 غارما وغارمة، حتى تم التوصل حتى الآن، للإفراج عن 50 ألف غارم وغارمة في 2017. وأضافت "عوض": "لم نكن نتوقع الوصول لهذا الرقم، والسر هنا في نواة عمل البرنامج وهم الشباب الذين لم يكن يتخطى عددهم 7 شباب، حتى أصبحوا 47 شابا وشابة". ونوهت "عوض"، أن الهيكل التنظيم لعمل البرنامج، يتم من خلال إجراء أبحاث على الغارم أو الغارمة، والكشف عن القضايا في المحاكم، والسجون للتأكد من القضايا المسجون بها، قائلة: "الشباب عندهم فكر متقدم في العمل، وأحييهم، وأدعو الوزارات والشركات الخاصة أن يستخدموا الشباب كطاقة وكنواة لعملهم". وكشفت مدير برنامج الغارمين، أن الرئيس عبدالفتاح السيسي، من أبرز المتبرعين والمشجعين والداعمين لقطاع الغارمين. وأشارت "عوض"، إلى تجربة ناجحة من أحد الغارمين المفرج عنهم والذي أقام مشروع مخبز صغير بعد خروجه من السجن، قائلة: "الغارمين المفرج عنهم لديهم ولاء لرد الجميل، وعدد منهم يتبرع من أرباح مشاريعهم للإفراج عن غيرهم، وهذه رسالة سامية منهم". من جانبه، قال جابر رشدي، نائب مدير برنامج الغارمين، إن الهدف الأول للمؤسسة هو شعارها "تنمية الإنسان مهمتنا الأساسية، موضحة أنه من خلال هذا الشعار استطاع قطاع الغارمين أن يصل بعدد المفرج عنهم إلى 50 ألف غارم وغارمة. وعن الجانب التنموي الذي يمنحه برنامج قطاع الغارمين للشباب، أوضح رشدي أنه تم تدريب الشباب منذ أن كانوا باحثين صغار حتى أصبحوا رؤساء أقسام أكفاء، وذلك بسبب إصرارهم وعزيمتهم لخدمة الغارمين. فيما ذكر أحمد محسن محامي ببرنامج قطاع الغارمين، أن رحلة الغارمين بمحافظات الصعيد تمر بشكل أشد من المحافظات الأخرى، مؤكدا أن الصعيد به نسبة كبيرة من المتعثرين ماليا، مما يلجأ عدد كبير منهم للدين. وأضاف محسن، أن البرنامج يذلل لنا كل العقبات للإفراج عن الغارمين بالتعاون مع الداخلية وقطاع السجون، موضحا أن سجن أسيوط وسجن قنا ملء بالغارمين، واستطعنا بفضل السياسيات الموضوعة خروج عدد كبير منهم. فيما عرض عدد من شباب البرنامج تجربة عملهم بالبرنامج، وقال رشا المسلمي، مسئول أول بحوث مجتمعية ببرنامج الغارمين بمؤسسة مصر الخير، إن نطاق عملها يتلخص في تتبع المصدر المقدم للطلب حتى التأكد من انطباق الشروط عليه والوصول لمعلومات دقيقة عن الظروف المجتعمية له، حيث يحدد الباحث الميداني ظروف الأسرة وعدد أولادها، وممتلكاتها للتأكد من عدم قدرة الأسرة على سداد الدين، قائلة: "من ضمن الأسئلة المهمة، التي نوجهها هي سبب الدين وقيمته، وبناء عليه يتم تحديد مدى انطباق عليه الشروط، بعد الكشف عليه في المحكمة". وعن إفادتهم كشباب من العمل في البرنامج، قالت: "التجربة فادتنا بشكل شخصي، وبالتالي يوفر لنا قطاع الغارمين في المؤسسة كل الإمكانيات اللازمة للتحري والبحث عن الحالة، كما ساعدنا البرنامج في التدريب ومنحنا الخبرة الكافية للعمل". فيما تحدث عماد عبدالله، المستشار القانوني لبرنامج الغارمين بمؤسسة مصر الخير، عما واجه البرنامج من تحد واضح وهو تغطية جميع المحافظات، وبالفعل قدرنا على التحدي من خلال تنسيق كبير بين المحامين والباحثين، قائلا: "بالنسبة لعمل الباحثين في المحاكم لاستخراج القضايا، فيتم أولا تأهيل الباحثين وتطويرهم كي يستطيعوا إنهاء عملهم بالمحاكم".