التقت "بوابة الاهرام" بأسرة قتيل دار القضاء العالي محمد جمال الدين عبدالرازق بمنزلهم، كما التقت بأصدقائه وجيرانه بالشرابية. في البداية قال طاهر جمال الدين الذي يعمل بمجال السياحة وتحديدًا بفندق هليوبلس، هو الشقيق الأكبر لمحمد الذي قتل بطعنه في القلب ونحر بالرقبة خلف دار القضاء العالي فجر أمس بعد خروجه من اعتصام القضاة وكان محمد متضامنًا معهم، وكان ينسق لحشد عدد كبير من الشباب للتضامن مع القضاة. وقال: إن أكثر ما يؤلمني هو موت اخي غدرًا وعملية التشويه الممنهجة ضده إعلاميًا برغم ان شقيقي كان يتمني ان يموت شهيد علي تراب مصر إلا أن الطعنه جاءته من الخلف، وليس في مشاجرة أو لأنه مخموراً كما قال البعض عنه بل نتيجة طعنة نافذة بالقلب أدت إلي تهتك بالرئة وهبوط حاد في الدورة الدموية. وأضاف طاهر أنه سوف يلاحق الجاني مهما كان قائلا: لم أعلم حتي الآن من وراء مقتل أخي فهل بلطجية أم جهة بعينها حاولت التخلص منه لنشاطه القوي داخل ميدان التحرير، ولكني لم أعلم ماذا أفعل بعد ذلك إذا لم يتم التوصل للجاني والمعرفة من وراء اغتيال أخي؟. واستطرد طاهر أن شقيقه كان يشعر دائما أنه سوف ينال الشهادة فداء لمصر ووسط بكاء شديد لم يتمالك نفسه قال إنه يحتسب شقيقه شهيدًا عند الله عز وجل، وإنما الذي أحزنني هو الهجوم الشرس التي شنته بعض وسائل الاعلام ووصف محمد أنه كان مخمور واعتبر طاهر أن هناك محاولة لتشويه صورة شقيقه الأصغر وعدم احترام حرمة الميت. وأكد طاهر أنه سوف يتوجه ببلاغات وإقامة دعاوى قضائية ضد كل من تناول سيرة شقيقه بصورة مغالطة ولن يتهاون في استرداد حقه من خلال النيل من كل من اشترك في تزيف الحقيقة أو في اغتياله، وخاصة أن الطب الشرعي لم ينته ولم تنته النيابة العامة من كتابة تقريرها في الحادث. وأوضح أن محمد جمال والمشهور بمحمد المصري كان محبوبًا من جميع القوي السياسية والشباب بميدان التحرير، وأضاف أن شقيقه كان له نشاط مستقل به، وكان أحد منسقي المسيرات منذ أكثر من ثلاثة اشهر، وأنه يتميز بشعبية واسعة بين الجيران والأصدقاء. وقالت هدي شقيقته الصغري إنها كانت مرتبطه بشقيقها محمد جدًا وأنهم كانوا أصدقاء وكان دائم التحدث إليها عن التحرير وأحواله ومدي إيمانه بالقضية الثورية، وكان يأمل في استكمال الحلم الذي بدء في 25 يناير، ولكن هناك من سرق حلم الشباب منهم ثم انخرطت في البكاء. وعادت تروي انه كان دائمًا يؤكد علي أنه نصفه مسلم والنصف الاخر مسيحي وكان يعشق كل أصدقائه، وأضافت انه تزوج من سيدة تدعي" آنا "سوسيريه الجنسية ورفض الحصول علي جنسية اخري سوي الجنسية المصرية برغم من انه كان متاحا له السفر للخارج إلا أنه رفض وكان يتمني أن يكتمل الحلم وأن تنال مصر شرف الحرية بعد أن فقدت العديد من شبابها وأبنائها. وأكدت أنها لا تعلم من الذي قام باغتيال شقيقها ولكنها قالت إن محمد قال لها آخر مرة انه في 25 يناير القادم لا يعلم اذا كان هايكون متواجدا معهم أم لا، فقلت له ليه يامحمد بتقول كده قال لي في حد حاططني تحت عنيه وبعدها طلب مني الموبايل الخاص بي وأعطيته وقال لي علشان لو حصل لي أي حاجة اتصل بكم. وأضافت أنهم لم يصل إليهم خبر موت محمد منذ يومين بل الخبر الذي جاء الينا أنه مصاب فقط، ولكن والدي هو الذي تلقي الصدمه بعد أن شاهده بالمشرحه. ووسط حالة الذهول التي كانت عليها الأم لم نتمكن من التسجيل معها، اما الأب المكلوم الذي لم يتمالك نفسه من البكاء المستمر أثناء تلقيه العزاء فأيضًا لم نتمكن من الحديث إليه سوي تقديم واجب العزاء فقط. وأكد بهاء بشير صديق "المصري" ان علاقته استمرت لمدة 15 سنة وكانوا يعملون بمدينة شرم الشيخ لمدة أربعة سنوات ولم يفارقوا بعضهم البعض إلا بعد خبر وفاة محمد فجر السبت. وقال بشير إنه ترك محمد بالميدان يوم الجمعة الماضية في مظاهرة حلم الشهيد حوالي الساعة 11 مساءً بعد أن انتهوا من المسيرة التي تم تنظيمها لتجوب شوارع وسط البلد مرورا الي دار القضاء العالي لإيمان محمد بقضية القضاة الذين تم فصلهم من عملهم، وعادت المسيرة إلى الميدان من جديد وأكمل أنه ترك محمد وجلس علي أحد مقاهي وسط البلد إلا أن محمد اتصل بي وطالب مني العودة إلى الميدان لوجود البلطجية هناك، ويخشي من اعتدائهم علي المتظاهرين وبالفعل توجهت اليه وانتظرنا لمدة ساعة ولم يعد البلطجية من جديد لكبر عدد المتظاهرين، وطالبته بالمغادرة إلا أنه طالب مني ان يظل بالميدان. وأضاف بشير أنه غادر الميدان وترك صديقه ليواجه ويلات الغدر وأنه ندم أشد الندم عندما علم بما حدث له، وتمنيت أني لم أتركه، فقد علمت بالخبر من خلال اتصال طاهر شقيق محمد بي يخبره بأنه بمستشفي الهلال وفور وصولي تلقيت اتصالاً هاتفيًا من رئيس مباحث قسم الأذبكية يطالبني بضرورة التوجه إلي القسم، وتم أخذ أقولي في الواقعة.