لم يكن فوز الكاتب إبراهيم عبدالمجيد بجائزة ساويرس في الرواية عن روايته "في كل أسبوع يوم جمعة" متوقع بالنسبة له؛ لأنه لا يهتم كثيرًا بالجوائز والمسابقات، لأنه يرى أن إعجاب المتلقي بالعمل هو الجائزة. لكن عبدالمجيد لم ينكر سعادته بالجائزة، مؤكدًا أن الجائزة لها مكانة جيدة كما أن الرواية فازت وكان بجوارها أعمال أخرى جيدة. يقدم عبدالمجيد في روايته عالمًا جديدًا لم يتطرق إليه من قبل، إذ يتناول عالمًا افتراضيًا موازيًا للواقع المعيش عبر لغة جديدة وفكرة وأسلوب مبسط، متناولا ظاهرة اجتماعية كانت جديدة في لحظتها سيطرت علي كثير من أفراد المجتمع، دون أن يقع في فخ محاكاة الواقع. اختار عبد المجيد، أحد المواقع على الإنترنت، والذي تشترط صاحبته قبول أعضاء جدد في يوم الجمعة فقط من كل أسبوع، ليكون موضوع لروايته. وبتوالي دخول الأعضاء الجدد للموقع، يحكي كل منهم حكايته، ويدخل الروائي ليكشف كيف يفكر هؤلاء الأفراد في ظروفهم وواقعهم، وما طموحاتهم وخلفياتهم الاجتماعية، وإحباطاتهم، من خلال مجتمعهم الصغير، فتتجلى فيه كل ظواهر وأمراض المجتمع الكبير. وقال عبد المجيد أن الواقع الإفتراضي أصبح جزء من حياة الكثيرين بيه كثير من العلاقات الصحيحة والخاطئة وله اغرائاته مثل الواقع فهو أشبة "بالمدينة المستقلة". وأضاف عبد المجيد: أخذت الرواية مجهودا كبيرا في الكتابة للحفاظ علي الشكل والعناية باللغة، فكل رواية بها بطل لكن هنا أكثر من شخصية، وهذا تطلب عدم الغموض حتي لا يصاب القاريء بالملل. ولأن لغة العالم الإفتراضي تختلف عن واقعنا، فقد أكد عبدالمجيد أن الرواية عموما كرنفال لغات وأنا ممن يسعوا الي الإيجاز والحذف، فقامت الرواية علي لغة مكثفة بسيطة مستخدما اللغة المتعارف عليها للشات. وعن الحس البوليسي بالنص أوضح عبد المجيد أنه لم يكن مقصودا وأظن أنها نتيجة نابعة عن ممارستي للكتابة الدرامية والأعمال التليفزيونية فهي "إثارة من خلال الممارسة". وبين ما يلقية الواقع من هموم ومشاكل علي أفراد المجتمع وما يتيحه الواقع الإفتراضي من مساحة للتعبير بحرية يري عبدالمجيد " أن مشاكل هذا الواقع لاتنفصل عن واقعنا المعيش لكنه به امكانية الخداع ومساحة أكبر للكذب لكنه يشبة واقعنا بنسبة 90% من أول مشاكل الأفراد حتي مشاكل الإختراق لكنه يعطي مساحة أمان أكثر، لكن هذا يتحقق في بلاد أخري لا يقوم فيها الأمن بإختراق المواقع . والحرية فيه أكثر حسب الهدف فهو تقنية جديدة لها شروطها ، لكن تستطيع من خلاله مع الأخرين تغيير شكل الحياة علي أرض الواقع. ومسيرة إبراهيم عبد المجيد الروائية أهلته؛ ليكون واحدًا من روائيي مصر الكبار، فيخترق دائما الحيوات الجديدة ويتناولها بشكل مختلف فكما يري أن الإنجاز الحقيقي في شكل العمل وليست الموضوعات فهي موجودة في الطريق لأي عابر، فالطريقة والمفردات هي التي تعطي للعمل قيمة فتاريخ الأدب الحقيقي قائم علي الشكل الأدبي وليس الموضوع. ويقول: عندما كتبت لا أحد ينام في الإسكندرية تناولتها من خلال وثائق لانها تتحدث عن فترة تاريخية محددة وكنت مراعي الظرف والمكان وفارق الإسكندرية عن أي بلد أخري. وقد صدر لعبد المجيد من قبل روايات منها "المسافات، الصياد واليمام، ليلة العشق والدم، البلدة الأخرى، بيت الياسمين، لا أحد ينام في الإسكندرية، طيور العنبر، برج العذراء، وعتبات البهجة". كذلك نشرت له خمس مجموعات قصصية هي "الشجر والعصافير، إغلاق النوافذ، فضاءات، سفن قديمة، وليلة انجينا". وترجمت رواية "البلدة الأخرى" إلى الإنجليزية والفرنسية والألمانية، كما ترجمت "لا أحد ينام في الإسكندرية" إلى الإنجليزية والفرنسية، و"بيت الياسمين" إلى الفرنسية. حصل عبدالمجيد على جائزة نجيب محفوظ في الرواية، من الجامعة الأمريكية بالقاهرة عام 1996 عن روايته البلدة الأخرى، وفي نفس العام واختيرت روايته "لا أحد ينام في الإسكندرية" كأحسن رواية لهذا العام، كما حوّلت بعض أعماله إلى السينما والتليفزيون، وفاز إبراهيم عبد المجيد بجائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 2007.