جاء قرار تعيين فاطمة سالم باعشن من قبل الخارجية السعودية كأول امرأة تتولى منصب المتحدثة باسم السفارة السعودية في واشنطن، كخطوة إيجابية من جانب المملكة العربية السعودية، نحو تولي المرأة السعودية المناصب السيادية، حيث لم تعد الحياة السياسية حكرًا على الرجال بعد اليوم. ويبدو أن السعوديات يعشن أيام سعادتهن في الحصول على حقوقهن بشكل متوالي، فقد تلقت الأوساط العالمية خبر تعيين باعشن، بسعادة ودهشة بالغتين، خاصة بعد أن جاء قرار تعيينها عقب إصدار الملك سلمان بن عبدالعزيز الأمر الملكي بمنح المرأة السعودية حق قيادة السيارة واستخراج رخصة لأول مرة في تاريخ السعودية؛ عقب عهود طويلة من حرمان السعوديات من هذا الحق الأصيل. وباعشن التي ولدت بالولاياتالمتحدةالأمريكية، ونالت تعليمها هناك، حيث التحقت بجامعة شيكاغو، وبعد ذلك عملت طيلة 7 سنوات بالخليج، انتقلت من للرياض، ثم العودة مرة أخرى إلى وشنطن، لتحصل على هذا المنصب رفيع المستوى. ليس هناك الكثير من المعلومات عن حياة فاطمة باعشن المهنية والشخصية، سوى ما تم ذكره عبر حسابها على موقع "لينكدن"؛ حيث حصلت باعشن على درجة الماجستير من جامعة شيكاغو والتي خصصتها في التركيز على التمويل الإسلامي، أصبح لها باع طويل في ذلك المجال واكتسبت خبرة كبيرة أثقلت بها نفسها، جعلتها مؤهلة لشغل منصب تعمل بين عامي 2014-2017، مع وزارة العمل والاقتصاد والتخطيط، والتي تتضمن ملفات كثيرة أهمها سوق العمل وتمكين المرأة اقتصاديًا وتنمية القطاع الخاص، كما أنها شغلت منصب مديرة بمؤسسة الجزيرة العربية في العاصمة الأمريكية، كذلك عملت مستشارة في الإستراتيجية الاجتماعية والاقتصادية للبنك الدولي والبنك الإسلامي للتنمية ومؤسسة الإمارات لتنمية الشباب. وساهمت باعشن والتي وُصفت بالمرأة القوية وتعد من واحدة من السعوديات الأكثر انفتاحًا على العالم، وتتميز برؤية ثاقبة، في كثير من القضايا التي تهم المرأة السعودية ومنها تمكينها اقتصاديًا، جنبًا إلى ذلك عملت على الكثير من الملفات، منها حقوق الإنسان والمشاركة المدنية. منذ اللحظة الأولى لتلقي باعشن خبر توليها منصب المتحدث الرسمي للسفارة السعودية بواشنطن، عبرت عن سعادتها بتغريدة كتبتها عبر موقع التغريدات الصغيرة "تويتر" قائلة: فخورة بأن أخدم السفارة السعودية في الولاياتالمتحدة كمتحدثة باسمها..أشعر بالامتنان". وعبرت شخصيات سعودية وعربية سياسية عن سعادتها بقرار تعيين باعشن، واعتبروه خطوة هامة، خاصة بعد أن أطلقت السعودية العام الماضي حزمة من القرارات التي تنصف المرأة السعودية، وتدعم حقوقها، وتمكنها من كافة مناحي الحياة، وذلك طبقًا لأجندة التنمية المستدامة 2030. سبق قرار السعودية بمنح باعشن هذا المنصب، خطوات تمهيدية كثيرة حيث قد وافق مجلس الشورى السعودي منتصف الشهر الجاري، على توصية لطيفة الشعلان العضوة بالمجلس، بأهمية تمكين المرأة من تولي المناصب القيادية العليا في الدولة وحددت أن يكون ذلك بوزارة العدل والتنمية الاجتماعية. كذلك كان الملك سلمان بن عبد العزيز قد أصدر قرارًا في مايو الماضي ينص على عدم مطالبة المرأة بالحصول على موافقة ولي الأمر في الحصول على الخدمات المقدمة إليها في شتى المجالات. كما أمر بدعم هيئة حقوق الإنسان بالتنسيق مع الجهات الحكومية لوضع خطة شاملة للتوعية بحقوق المرأة من خلال وسائل الإعلام والمؤسسات التعليمية والتدريبية. عبر كثيرون عن فرحتهم بقرار السعودية تعيين، وسعيها لتمكين المرأة سياسيًا، مؤكدين أن المرأة السعودية في طريقها للاستقلال بعد أن كانت حبيسة عدة قرارات اجتماعية يفرضها عليها المجتمع السعودي، ويضعها في مكانة أقل من الرجل، ولكنهم طالبوا أيضًا بأهمية حصول السعوديات على حقوق أخرى محرومة منها مثل حقها في السفر بمفردها والعمل والسكن، بحرية كبيرة تضمن لها تحقيق طموحاتها العلمية والمهنية باستقلالية. ويتوقع أن يكون باعشن الوجه الأبرز في الأخبار المحلية والعالمية في الفترة القادمة، وأن يعقب قرار تعيينها عدة قرارات أخرى لصالح المرأة السعودية.