مع الإعلان عن تشغيل "الأتوبيس الذكي"، على خطوط مواصلات نقل الركاب بمحافظة الفيوم، ارتفعت الأصوات المنادية بسرعة تحديث أسطول النقل الجماعي بالمحافظة، وإلغاء السيارات غير الآدمية، التي تنقل الركاب بين المدينة والقرى ومراكز المحافظة المختلفة. "كان أولى تعميم الفكرة لخطوط المراكز"، بهذه العبارة انتقد أحمد السني، أحد مواطني مركز سنورس، الموافقة على اقتصار خطوط النقل الجماعي على داخل مدينة الفيوم، رغم ضيق شوارعها الرئيسية، التي يتوافر بها السرفيس والتاكسي، فيما يعاني سكان جميع العزب والقرى من سيطرة السائقين، واستغلالهم لغياب الرقابة، ووضعهم 14 راكبًا في صندوق كل سيارة. ويضيف السني، أن الذي يرفض سلوك السائقين، يضطر إلى استقلال "توك توك"، لكن التوك توك، تكلفته عالية للغاية حيث لا يقبل سائقه بأقل من 20 جنيهًا كأجرة توصيل الراكب، مما يضطر الموظفين وطلاب المدارس، الانصياع لأوامر السائقين، والتكدس في صناديق السيارات، التي تشهد حالات تحرش جسدي بالسيدات والفتيات. لم يخالف محمد السيد -من أبناء مدينة الفيوم- سابقه في الرأي، حيث شكى من خطي سيرفيس "1" و"5"، واللذان تم منع مرورهما من أمام ديوان محافظة الفيوم، مشيرًا إلى أن منع مرور الخطين أمام المحافظة زاد من معاناة موظفي المحافظة ومديرية الزراعة والطب البيطري، حيث يضطرون للسير مسافة حتى "النجدة" لركوب الخط، كما أن المواطن لا يلتزم بالمحطات، ولكنه يريد النزول في المكان الذي يريده. ويضيف محمد السيد، أن هناك خطوطًا أخرى، مثل (11 - 3 - 6 - 9) مُنع دخولها لمنشأة عبدالله، ومعظمهم يصل إلى استراحة المحافظ، ويرفض الدخول للمنطقة، وأن غالبية السائقين على خطوط (7 -2 -1)، لا يصلون إلى موقف بني سويف، أو الشيخ حسن والسلخانة، مما يضطر معها المواطنين لاستقلال مواصلة إضافية، بأجرة جديدة، وهي أعباء إضافية على ميزانية المواطن، وأرجع ذلك لغياب مباحث المرور. يصف عيد كامل، مدرس من مركز إطسا، وسائل المواصلات بأنها غير آدمية، ولا تليق بالمواطن؛ معللًا ذلك بأن أغلب السيارات العاملة على الخطوط بين القرى والمدينة، عبارة عن سيارات ربع نقل، مجهزة في الأساس لنقل البضائع والماشية، ويتم تعديلها لتصبح قادرة على نقل البشر، متسائلًا: "لا أعلم لماذا يتم تجديد الترخيص لهذه السيارات عامًا بعد آخر؟"، ولافتًا إلى استغلال السائقين للمواطنين برفع الأجرة، في ظل عدم وجود رقابة، وتحميل عدد ركاب زائد عن المسموح به، يصل إلى 14 راكبًا، رغم أن تستوعب 11 راكبًا فقط، مما يعرض المواطنين للخطر. ويقترح عيد، أن يتم إحلال "السيارات الصندوق"، واستبدالها بأخرى ميكروباص، وتقسيط فارق المبلغ بين السيارات القديمة والجديدة، وتشديد الرقابة على السائقين، وتفعيل الرقابة الشعبية؛ لمواجهة استغلالهم للركاب برفع الأجرة عليهم. أشرف عزيز، عضو مجلس النواب عن محافظة الفيوم، قال إن الدولة أهملت منظومة النقل وخصخصت الشركات، التي تحولت لشركات قابضة، لا يهمها جودة الخدمة، بقدر ما تبحث عن الأرباح، وأصبحت المواصلات غير آدمية، وتم ترك المواطن فريسة لسائقي السيرفيس والمواصلات الخاصة. ويؤكد عضو مجلس النواب، ضرورة إلغاء ترخيص سيارات نقل الركاب "الصندوق"، الموجودة على خطوط القرى والمراكز، وتحويلها إلى سيارات لنقل البضائع فى القرى، وأن يتم تحويل خطوط السيرفيس الداخلي بمدينة الفيوم التي تعمل عليها سيارات "ترامكو"، للعمل على الخطوط بين المدينة والمراكز، بدلا من السيارات الصندوق، وأن يدخل أسطول وسائل المواصلات بالمدينة حيز التجديد، باستبداله بسيارات حديثة. وأشار إلى أن تجربة دخول سيارات "ميني باص" المكيفة، والمزودة بال Wi fi جيدة، ويجب أن تكون أحد روافد منظومة المواصلات بالمدينة، مع عدم إلغاء سيارات الميكروباص الحالية، لأن الأجرة المدفوعة به تبلغ نصف قيمة تذكرى الميني باص، ولكن يجب تحديثها. ويضيف عضو مجلس النواب، أنه يجب أن توضع فترة زمنية تضمن تحديث خطوط المواصلات، حتى تتلاءم مع احتياجات المواطنين، وبحيث تكون متطورة طول الوقت، مع ضرورة إدخال أتوبيسات نقل عام، لنقل الركاب بين المدينة والمراكز، مثلما كان متواجدًا من قبل، مع ضرورة تشغيل خطوط أتوبيسات مكيفة متميزة؛ لتشغيلها من داخل محطة مصر بمدينة الفيوم على خط (الفيوم - القاهرة)؛ لمواجهة سيطرة الميكروباص، وتوفير خدمة أفضل للمواطنين. كان الدكتور جمال سامي، محافظ الفيوم، قد أطلق، مساء السبت، إشارة بدء التشغيل التجريبي لسيارات الميني باص الجديدة، سعة 26 مقعدًا، والتي تم تزويد المحافظة بها؛ لتعمل تحت اسم "الأتوبيس الذكي"، بتعريفة قيمتها 2.5 جنيه للفرد. وأصدر محافظ الفيوم، توجيهاته خلال الجولة، بتقريب المسافات بين المحطات، من خلال إنشاء محطات جديدة، تيسيرًا على المواطنين، وتحديد حرم للمحطات، ومشددًا على ضرورة وضع خط السير على التذاكر، وإبراز السعر بصورة واضحة، ومحذرًا من سحب التراخيص من السائقين، في حال عدم التزامهم بخطوط السير المحددة. وأكد محافظ الفيوم، في تصريحات سابقة، أن المحافظة تشدد الرقابة على سائقي السيرفيس والميكروباص، على خطوط (الفيوم - القاهرة)، والخطوط الداخلية، بوضع استيكرات على كل سيارة، مدون عليها تعريفة الأجرة، وتليفونات غرفة العمليات بديوان المحافظة؛ لمساعدة الركاب بالتقدم بشكوى ضد السائقين المخالفين، لاتخاذ الإجراءات القانونية معهم.