ألقي المهندس إبراهيم محلب مساعد رئيس الجمهورية للمشروعات القومية والاستراتيجية كلمة مصر فى قمة الاتحاد الإفريقى فى دورته العادية ال 29، التي عقدت في الفترة من 4-3 يوليو بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا تحت شعار "تسخير العائد الديموجرافي من خلال الاستثمار في الشباب". وفيما يلي نص الكلمة "السيدات والسادة رؤساء الدول والحكومات ..السيد الرئيس اسمحوا لى أن أنقل إليكم تحيات السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس جمهورية مصر العربية وتقديره مجهودات فخامة الرئيس ألفا كوندى رئيس الاتحاد الافريقى والتزامه بإعطاء الدفعة القوية المطلوبة لتنفيذ أجندة 2063 التنموية وخطة عملها العشرية الأولى وتضمينها فى الخطط الوطنية للدول الأعضاء بالاتحاد، بما يصب لصالح تحقيق التنمية المنشودة فى جميع أرجاء القارة وإننا لعلى ثقة فى قدرتكم على إحداث تقدم ملموس فى هذا الصدد. لقد باتت التنمية الشاملة المستدامة التحدى الأكبر أمام قارتنا للاستجابة لتطلعات الشعوب الإفريقية نحو غد أفضل ومستقبل مشرق للأجيال القادمة، وحيث آن الأوان لإنهاء المعضلة المتمثلة فى قارة غنية بالموارد والثروات الطبيعية بينما يعانى مواطنها من الفقر، ومن ثم جاءت أجندة 2063 كرؤية وخطة عمل فى آن واحد للتنمية الشاملة فى القارة وذلك عبر تمكين المرأه والشباب وترسيخ الديمقراطية والحكم الرشيد وتعزيز التكامل الإقليمى والوحدة القارية لإفريقيا، مما يستدعى شحذ الهم والعمل بخطوات ثابتة وبشكل مؤسسى نحو تنفيذ الأجندة، بما فى ذلك تشجيع الشركاء الاستراتيجيين للقارة على التعاون معنا بطريقة تتناسب مع الأهداف التحولية والطمموحة لأجندة 2063 . لقد كان الحق فى التنمية نصب أعين الشعب المصرى حينما نهض لصياغة مستقبله، ومن أجل ذك أطلق السيد رئيس الجمهورية فى فبراير 2015 إستراتيجية التنمية المستدامة "رؤية مصر 2030" التى تعد خارطة طريق لمصر الجديدة التى نريدها حيث تستهدف أن تكون " مصر الجديدة " من بين أفضل 30 دولة على مستوى العالم فى مجالات التنمية الاقتصادية والتنافسية والتنمية البشرية ومكافحة الفساد وجودة الحياة، كما تسعى إلى تحقيق العدالة الإجتماعية وتوفير سبل العيش الكريم للمواطن المصرى وهو ما سيصب بالإيجاب لصالح تحقيق التطلعات غير المسبوقة التى تضمنتها أجندة 2063 التنموية الطموحة . كما تم استحداث لجنة وطنية لتنفيذ أجندة 2030 للتنمية المستدامة برئاستى وعضوية جميع الوزارات والهيئات المختصة وتضلع وزارة التعاون الدولى بمهمة التنسيق الوطنى، بينما تتولى وزارة التخطيط مهمة التنفيذ والمتابعة وتم إعطاء الدور الأكبر للقطاع الخاص لتحقيق أهداف التنمية المستدامة وتنفيذ الجزء الأكبر من المشروعات والبرامج ذات الصلة مع أهمية دور المجتمع المدنى فى رفع الوعى وبناء القدرات والمتابعة والمراقبة باعتبارهما شركاء أساسيين فى مسيرة التنمية . لقد لمس وفد مفوضية الاتحاد الإفريقى خلال زيارته الناجحة إلى مصر الشهر الماضى تقاربًا كبيرًا بين أجندة 2063 وخطة عملها العشرية مع رؤية مصر 2030 فى العديد من الأهداف والتطلعات والرؤى، ولقد بدأت مصر بالفعل فى عملية تضمين أجندة 2063 ضمن خطط العمل التنموية المصرية، حيث سيتم تشكيل فريق عمل منبثق عن اللجنة الوطنية الخاصة بمتابعة رؤية مصر 2020 للاضطلاع بالتنسيق والإشراف على تنفيذ أجندة 2063 وتتولى وزارة التخطيط إعداد خطة تنفيذية لدمج أهداف وبرامج أجندة 2063 فى إطار منظومة التخطيط والمتابعة بالتعاون مع كافة الوزارات والهيئات ذات الصلة وسيتم عقد اجتماعات تنسيقية للتشاور حول هذه الخطة تمهيدًا لبدء التنفيذ . هذا وتؤكد مصر أهمية تفعيل وتعزيز التعاون والتنسيق بين الاممالمتحدة والاتحاد الافريقى لتحقيق المواءمة بين خطة التنمية المستدامة 2030 وأجندة التنمية الإفريقية 2063 استغلالاً للميزة النسبية المتوفرة لدى كل طرف من أطراف المشاركة، لا سيما القدرة على حشد الموارد اللازمة للتنفيذ بالنسبة للأمم المتحدة وبالنظر إلى الترابط والتماس بين الأجندتين التنمويتين وإننا لندعو المفوضية للإسراع فى الخطوات المتخذة لمواءمة الأجندتين التنمويتين وإطلاق العمل التقييمى الموحد لهما من خلال عمل مقياس للأهداف التنموية المشتركة وذلك وفقًا لما تم تناولة خلال إفطار العمل الرئاسى مع سكرتير عام الأممالمتحدة على هامش قمة الاتحاد الإفريقى فى أيس أبابا فى يناير 2017 . إن العمل الإفريقى الجماعى والعمل مع الشركاء والمانحين الدوليين لتنسيق الجهود وتبادل الخبرات وحشد الموارد اللازمة للوفاء بالالتزامات والتعهدات المرتبطة بتنفيذ الأجندة، يشكل ركيزة أساسية لتنفيذ أجندتنا القارية التنموية الطموحة، ولطالما كانت مصر عضوًا فاعلاً فى إطار الاتحاد الإفريقى والتزمت بحماية مبادئه والدفاع عنها وتعزيز أهدافه وأولوياته. ومن هذا المنطلق أؤكد دعم مصر للإسراع فى تنفيذ أجندة 2063 وخطة عملها العشرية الأولى وكذلك ما يتصل بها من مشروعات رائدة تستهدف تحقيق التنمية الشاملة المنشودة فى كافة أرجاء قارتنا الإفريقية، وإن مصر لتضع جميع إمكاناتها فى خدمة أشقائها الأفارقة للتعاون على تنفيذ الأجندة وخطة عملها العشرية الأولى، ومن هذا المنبر اسمحوا لى أن أعرب عن استعداد مصر لتقديم مختلف أنواع المساندة كالتدريب وتبادل الخبرات والمعلومات مع مختلف الدول الإفريقية الأخرى لمساعدتهم على الوفاء بالتزاماتهم تجاه الأجندة وأهدافها لتحقيق رؤيتنا المشتركة لقارة متكاملة ومزدهرة يقودها مواطنوها وتتبوأ المكانة التى تليق بها فى العالم . على هامش القمة التقي المهندس إبراهيم محلب، رئيس وزراء غينيا الاستوائية حيث نقل تحيات الرئيس السيسى للرئيس أوبيانج، هذا وقد أشاد رئيس الوزراء الغينيى خلال اللقاء بقوة العلاقات الطيبة التى تجمع بين الدولتين فى مختلف المجالات، وأكد دعمه شركة "المقاولون العرب" التى تعمل فى دولة غينيا الاستوائية منذ فترة كبيرة، حضر اللقاء السفير محمد إدريس مساعد وزير الخارجية للشئون الإفريقية، والسفير أبوبكر حفني سفير مصر بإثيوبيا والمهندس إبراهيم مبروك رئيس قطاع إفريقيا والأستاذ عماد عبيد رئيس القطاع المالى بشركة "المقاولون العرب" . كما التقي محلب الرئيس التشادي إدريس ديبي، حيث نقل لسيادته تحيات الرئيس عبدالفتاح السيسى وحرصه على توطيد العلاقات الثنائية بين البلدين فى مختلف المجالات، خاصة فيما يتعلق بقضايا السلم والأمن ومكافحة خطر الإرهاب الذى يهدد القارة الإفريقية. وعقد مساعد رئيس الجمهورية للمشروعات القومية والاستراتيجية عدة لقاءات شملت رئيس وزراء الصومال السيد/ حسن على خيري الذى نقل إليه دعوة الرئيس الصومالى من الرئيس السيسى لزيارة مصر. وقد أكد التزام مصر بدعم الصومال، خاصة في مجالات بناء القدرات البشرية في معظم المجالات، وكذا تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، خاصة في مجالات البناء والتشييد والبنية التحتية والثروة الحيوانية والسمكية، كما أكد دعم الحكومة الصومالية الحالية في هدفها نحو بناء قدرات الجيش الوطني والمؤسسات الأمنية الصومالية، وبما يساعد على تعزيز قدرة الدولة الصومالية في مواجهة الإرهاب والتحديات الأمنية. وأشار محلب إلى حرص الرئيس عبد الفتاح السيسى منذ بدء ولايته على الالتقاء بمختلف فئات الشباب للاستماع لرؤيتهم المستقبلية وإعلان عام 2016 عامًا لشباب المصرى، كما أشار إلى العديد من المبادرات مثل البرنامج الرئيسى لتأهيل الشباب للقيادة ومشروع بنك المعرفة المصرى، انتهاء بالمؤتمر الوطنى للشباب. على جانب آخر أعرب خيري عن شكر وتقدير الشعب والحكومة الصومالية للدور المصري الداعم لبلاده، معربًا عن التطلع لتلبية الدعوة الموجهة الى الرئيس الصومالي من الرئيس السيسي بزيارة القاهرة في الفترة القريبة القادمة، مرحبًا بالتوجه المصري نحو تعزيز العلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين البلدين. في نهاية اللقاء، اتفق الطرفان على استمرار جهود التعاون والتنسيق بين مصر والصومال، وبما يدعم المصالح المشتركة لشعبي البلدين.