أشاد خالد بن فيصل السحلي، سفير المملكة العربية السعودية في تركمانستان بالعلاقات الثنائية بين البلدين، وقال إنها قوية ومتطورة وتمتد إلى نحو ربع قرن من الزمان فهي الأقدم عربيًّا، حيث كانت السفارة السعودية هي أول سفارة عربية تتفتح مقرًا لها في العاصمة التركمانية عشق أباد 1997 ، ثم توالى بعد ذلك افتتاح بعض السفارات والمكاتب لدول أخري مثل الإمارات العربية المتحدة وقطر وفلسطين وليبيا . وأضاف السفير في تصريحات خاصة ل "بوابة الأهرام " بمناسبة الاحتفال بمرور 25 عامًا على العلاقات الدبلوماسية بين البلدين أنها شهدت تطورًا كبيرًا منذ بدايتها في 1992 واعتراف المملكة العربية السعودية باستقلال تركمانستان وإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين ومن ثم تبادل الزيارات بين المسئولين بداية من زيارة الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية إلى تركمانستان ثم زيارة الرئيس التركماني صبر مراد نيزوف للمملكة 1995 وزيارة الرئيس قربان قولي بيردي محمدوف عام 2007 للمملكة العربية السعودية في أول زيارة خارجية له بعد تقلده الحكم، وهو ما يعكس ثقل ومكانة المملكة العربية السعودية ومكانتها العربية والإسلامية والدولية وأخيرًا الزيارة التي قام بها الرئيس محمدوف إلى المملكة في شهرمايوعام 2016 ولقاء خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز. وأضاف : كما تم توقيع عشر اتفاقيات ومذكرات تفاهم وهي من أهم الاتفاقيات ، ما يعكس العمل المشترك بين البلدين علي أرض الواقع بعد أن دخلت في مرحلة التنفيذ، لاسيما بعد أن تزايدت الزيارات المتبادلة أيضًا بين المسئولين لأنه لا يكاد يمر شهر دون أن نرى زيارة وفد رسمى من بلد إلى آخر، فتركمانستان دولة مهمة فهي تملك رابع احتياطي غاز عالميًّا، وأعلنت حيادها لدى الأممالمتحدة 1995 وتم تأييد هذا الحياد في العام 2015 في الأممالمتحدة وهي تبني نفسها بنفسها، وخلال عشر سنوات حققت نهضة كبيرة جعلتها تتبوأ مكانة كبيرة وتتطور بسرعة فائقة ومذهلة ،وهي أيضًا أرض خصبة لاستثمارات السعودية لاسيما في مجالي البتروكيماويات والأسمنت. وحول حجم التجارة البينية بين البلدين، قال السفير خالد بن فيصل السحلي، إنه لايحقق المأمول أو المستوي المطلوب، ولكن بعد توقيع هذه الاتفاقيات نتوقع أن يتضاعف، ونرى شركات سعودية أكثر في تركمانستان ، وخاصة أنه سيتم إقامة جسر جوي مباشر مابين عشق آباد والرياض . وعن الدعم السعودي لتركمانستان، قال إن المملكة سعت منذ أن استقلت تركمانستان عن طريق الصندوق السعودي للتنمية إلى إقامة مشروعات تنموية خاصة وبناء بعض المراكز الصحية وهناك قروض سوف يتم منحها من قبل الصندوق لدعم خط أنابيب الغاز "تابي "وهو يمتد من تركمانستان إلى أفغانستان ثم باكستان والهند وهو شريان حيوي ويبلغ طوله نحو1814 كيلو مترًا، وينتهي العمل به 2019 وهناك مشاريع خاصة بالنقل الدولي عن طريق السكك الحديدية ومن بينها خط النقل الذي يبدأ من الصين مرورًا بدول آسيا الوسطى ثم تركمانستان وينتهي بإيران، وهو ما يميزها بحكم موقعها الاستراتيجي في آسيا الوسطى وقربها من أوروبا ودول الخليج العربي. وحول مرور 25 عامًا علي إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين ، قال السفير إن هناك فعاليات للاحتفال بهذه المناسبة ، فقد شاركت تركمانستان في القمة العربية الاسلامية في الرياض بوفد رفيع المستوي برئاسة نائب رئيس الوزراء رشيد مرزوف ما يدل علي اهتمام تركمانستان بهذه العلاقة المتميزة مع المملكة العربية السعودية، وهذا حالها فهي تملك علاقات طيبة مع دول كثيرة وأيضًا المنظمات الدولية خاصة الأممالمتحدة، ولعل زيارة الأمين العام للأمم المتحدة الأخيرة لها تعكس التعاون الوثيق مع المنظمة فهي في مصاف الدول الأولي التي تمتلك علاقات متوازنة مع الجميع، ويعكس بالطبع حرصها على إقامة مركز الدبلوماسية الوقائية في عشق آباد 2007 ، ما يدل علي علاقاتها المتميزة مع المنظمة الدولية والمجتمع الدولي . وأوضح السفير أن كل التسهيلات يتم تقديمها إلى بعثة الحج في تركمانستان وعددها 1500 حاج، وهم يتميزون دائما بالتنظيم والدقة والتقيد بالتعليمات والقواعد. وأثنى السفير على النهضة التي تشهدها تركمانستان والتي سبقت الزمن والحسابات والتوقعات، فقد تغيرت البنية التحتية بشكل مذهل وأكمل الرئيس قربان قولي بيردي محمدوف الإنجازات من خلال العمل علي مسارين، الأول هو بناء المواطن التركماني والثاني بناء الدولة. وأكد السفير السعودي أن تركمانستان سوف تنجح في استضافة دورة الألعاب الآسيوية داخل الصالات بما تملكه من منشآت رياضية جبارة وضخمة وحرص على النجاح من الجميع حكومة وشعبًا لتقديم تركمانستان في أبهى صورة للعالم أجمع، مشيرًا إلى أن المملكة العربية السعودية ستشارك في 12 لعبة . وعلى صعيد العلاقات المصرية السعودية، أكد السفير أنها دائمًا ما تكون متميزة ومتطورة ومتينة وأكبر من الوصف والزمن، فهي تربط بين بلدين كبيرين لهما ثقلهما في المنطقة، داعيًا بالتوفيق لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، والرئيس عبد الفتاح السيسي، لخدمة شعبي البلدين والأمة العربية والإسلامية .