قال أحمد تنوح، مدير قسم الإعلام الاجتماعي في شبكة "معا" الفلسطينية، إن المستوى الرسمي في إسرائيل دشن العديد من الصفحات الإسرائيلية عبر مواقع التواصل الاجتماعي باللغة العربية تنشر خلالها محتوى يهدف تحسين صورة إسرائيل لدى الجمهور العربي وإظهار ما يمكن تسميته "بالوجه الإنساني" لها، من خلال نشر أخبار ومحتوى يتعلق بتقديم ما تسميه إسرائيل ب "التسهيلات" للفلسطينيين على المعابر والحواجز وتقديم تصاريح لدخول إسرائيل وغيرها الكثير من المواضيع. وباعتقاد "تنوح" فإن إسرائيل نجحت في استقطاب عدد كبير من المتابعين العرب عبر صفحاتها باللغة العبرية، واستشهد تنوح بعدد من الصفحات الإسرائيلية باللغة العربية مثل صفحات: "المنسق، وآفيخاي آدرعي وإسرائيل تتكلم بالعربية وإسرائيل في مصر". وقال تنوح ل"بوابة الأهرام": وربما تصفح العرب لهذه الصفحات يكون أكثر من باب حب الفضول للتعرف على إسرائيل من منظور الإسرائيليين أنفسهم، ولكن الأمر المقلق هو أنّ إسرائيل من خلال هذا السلاح الخطير وشديد التأثير معنية بالتواصل "الشخصي" مع الفلسطينيين والعرب في محاولة منها لتقليص تأثير وسائل الإعلام العربية على الجماهير عبر ما تبثه من صور وفيديوهات تتدعي فيها أنّها محبة للسلام وتساعد الفلسطينيين وتسهل حياتهم وبالتالي الترويج للدعاية الإسرائيلية المرادة من خلال منصات التواصل الاجتماعي. وأضاف أن إسرائيل تقود وتدير هذه الصفحات عن وعي وإستراتيجية محكمة، هو تأسيسها لوحدات وطواقم خاصة تجيد إدارة هذه الصفحات للحصول على قياس نفسي لرد الفعل العربي تجاه الكثير من القضايا. وردا على سؤال عن كيفية مواجهة هذه الصفحات، أجاب تنوح أن النشطاء الفلسطينيين يحاولون محاربة هذه الصفحات وإطلاق حملات لتوعية الشباب العربي بخطورة التعاطي معها لكن للأسف في كثير من الأحيان كانت هذه الحملات تأتي بنتائج عكسية سلبية تروج دون قصد لهذه الصفحات وتخلق حولها جدلا يزيد من قوة حضورها عبر منصات التواصل الاجتماعي. وقال تنوح، إن الفلسطينيين أطلقوا صفحات باللغة العبرية عبر مواقع التواصل الاجتماعي لمخاطبة المجتمع الإسرائيلي، وأيضا عندما كان الفلسطينيون يطلقون حملات عبر مواقع التواصل الاجتماعي- (حملات إسناد للأسرى، فضح لممارسات وانتهاكات وجرائم الاحتلال) الأمر الذي يعكس قوة هذه الحرب. وكان مسئولون بجيش الاحتلال الإسرائيلي نشروا مجموعة من الفيديوهات على مواقع السوشيال ميديا بشأن دخول المصلين الفلسطينيين إلى القدس، ما أثار الانتباه إلى اهتمام إسرائيل بهذا السلاح في استقطاب العديد من الشباب وصناعة صورة ذهنية في اتجاه محدد يخدم قضيتهم، ماحدا بالجانب الفلسطيني ضرورة التنبيه ومواجهة هذا التحرك المشبوه من جانب الكيان الصهيوني.