أكد الدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم، أن مصر تسير فى طريق "مجتمع التعلم" وبناء نظام تعليمي جديد من خلال استثمارات كبيرة في نظام التعليم، والتركيز على تخريج متعلم ومتدرب قادر على التفكير، مؤهل فنيًّا وتقنيًّا وتكنولوجيًّا، قادر على التعامل تنافسيًّا مع الكيانات الإقليمية. وأضاف أنه يوجد تصور متكامل عن نظام تعليمي بمواصفات معاصرة، يبدأ تطبيقه فعليًّا اعتبارًا من عام 2018؛ للوصول إلى نظام تعليمي مصري، حديث يعمل على تطوير المنتج المعرفى بما يلبى احتياجات سوق العمل، ويسهم فى إعداد شباب قادر على الابتكار والمنافسة، مؤكداً أن هناك حاجه لإدخال أساليب التعليم الحديثة بما يحقق بناء الشخصية وتنمية قدرات الطلبة البحثية. وأشار الوزير إلى أن ملف تطوير المنظومة التعليمية يضم عددا من الموضوعات المهمة يأتى فى مقدمتها الاهتمام بالمعلمين وتنمية مهاراتهم، موضحاً أنه تم الانتهاء من المرحلة الأولى من مشروع "المعلمون أولاً" في 30 إبريل 2017، وأنه جارٍ استكمال باقى مراحل تطبيق المشروع تدريجياً، كما أشار إلى أن التطوير سيشمل أيضا الكتب المدرسية، وكذا ربط مناهج العلوم والرياضيات بمحتوى مكتبة مصادر التعلم ببنك المعرفة الرقمي. وعن بنك المعرفة المصري، طرح الوزير دراسة التوسع فى بنك المعرفة ليشمل القارة الإفريقية؛ ليصبح "بنك المعرفة الإفريقي"، ويستفيد منه جميع دول القارة الإفريقية، بما يسهم فى حل الكثير من المشكلات التى تواجه التعليم فى إفريقيا؛ حيث يعتبر أكبر مكتبة رقمية تتكون من المحتوى المعرفي لأكبر دور النشر في العالم في المجالات المختلفة، والتى تحتوي على دوريات علمية في كل مجالات المعرفة، من كتب ومجلات إلكترونية ومناهج دراسية للتعليم الأساسي والجامعي، وقواعد بيانات ومحركات بحث ومكتبات رقمية للفيديو والصور، وكذلك برامج للحاسبات في مجالات الرياضيات وغيرها. وأوضح الوزير أن بنك المعرفة الإلكترونية مصمم لإتاحة المعرفة لكل أطياف المجتمع من مختلف التخصصات، حيث يساعد الباحث الأكاديمي للوصول إلى كل ما يفيده للارتقاء بالبحث العلمي كما يجد فيها الشاب المتطلع للمعرفة أحدث ألوان المعرفة الإنسانية في كل المجالات ويجد فيها المعلم كل ما يساعده على التطوير. جاء ذلك، خلال استقباله ليلى المقدم الممثل لبنك التنمية الإفريقي في مصر، وجيهان السكري الخبير الاجتماعي والاقتصادي لمجموعة بنك الإفريقي للتنمية، وذلك فى إطار تفعيل الشراكة معه؛ لتطوير التعليم بمصر. وأشادت ليلى المقدم برؤية الوزارة الجديدة لتطوير التعليم فى مصر، مشيرةً إلى أنها تتماشى مع الخطة الإستراتيجية التي يضعها البنك فى مجال تطوير التعليم فى إفريقيا، والتى تعتمد على تحسين النتائج التعليمية في القارة، واستغلال الاستثمارات الاقتصادية الأفريقية، مساعدة البلدان الإفريقية على اتباع نهج شامل تجاه نظمها التعليمية، لإعداد الخريجين المهرة اللازمين للتنمية الوطنية. كما أشارت إلى تعزيز العلوم والتكنولوجيا والابتكار في البلدان الإفريقية، لضمان عدم تخلف قارة إفريقيا عن العالم. وفي نهاية اللقاء، أكدت ليلى المقدم على ضرورة توطيد العلاقة بين الوزارة والبنك، ودعم الشراكة بينهما فى مجال التعليم، لافتةً إلى أن البنك على أتم الاستعداد لتقديم الدعم الكامل لتنفيذ رؤية الوزارة الجديدة، وفق الأولويات التى تحددها القيادة السياسية.