أكد الكاتب الأمريكي البارز توماس فريدمان، أن حصول حزب الحرية والعدالة التابع لجماعة الإخوان المسلمين، وحزب النور التابع للتيار السلفى، الأكثر تشددًا، على نحو 65% من أصوات الناخبين المصريين في المرحلة الأولى لأول انتخابات برلمانية بعد سقوط مبارك لم يكن أمرًا مفاجئًا.. واعتبر فريدمان فى مقال اليوم بصحيفة "نيويورك تايمز الامريكية" تحت عنوان "هل هى البداية فى مصر أم غير ذلك " أن فوز مثل هذه الأحزاب بالانتخابات لا يعنى بالضرورة المرور بتجربة مثل تجربة الخمينى في إيران. ورأى فريدمان أن الصحوة الديمقراطية المصرية المتمثلة فى تواجد أجندات علمانية للاصلاح على المستويين السياسى والاقتصادى، لم تتشكل معالمها حتى الان كما لم يعرف بعد من سيقود مصر، الأمر الذى يثير بالتبعية الكثير من التساؤلات التى تحتاح إجابة عنها. ومضى فريدمان يقول إن السؤال الاول الذى يفرض نفسه الآن هو :" هل تعلمت الاحزاب العلمانية التى قادت ثورات ميدان التحرير فى وقت سابق من هذا العام من أخطائها؟ لافتا إلى أن المتظاهرين العلمانيين المطالبين بالديمقراطية والاصلاح الذين احيوا الاحتجاجات فى التحرير الشهر الماضى يستحقون الحصول على مكاسب. لكن ما حدث كان مغايرًا لهذا، وجاء على حسابهم عندما خسروا الكثير من أصوات الناخبين لصالح أصحاب الفكر التقليدى.. وهو ما تجلى فى الجولة الاولى من الانتخابات ومجىء الكتلة المصرية فى المرتبة الثالثة بعد الحرية والعدالة والنور بنسبة 15 % من الاصوات. وقال فريدمان إن السؤال الثانى هو:" هل لدى الاحزاب الاسلامية، التى قد تسيطر على الحكومة فى المستقبل، أفكار حول كيفية إدارة الاقتصاد وتحقيق نمو اقتصادي فى وقت يغرق فيه الاقتصاد المصرى؟". وتابع فريدمان أن مصر تنفق نحو مليار دولار من احتياطى العملات الاجنبية شهريا وانخفض الاحتياطى إلى 21 مليار دولار وانخفضت قيمة الجنيه المصرى للعام السابع على التوالى وبلغت نسبة البطالة 25 % مشيرًا إلى أن قطاع السياحة استحوذ على نسبة 17.5% من قيمة الناتج المحلى في مصر بما يعادل 39 مليار دولار أمريكي واليوم نرى نسبة الاشغال فى الفنادق منخفضة للغاية مقارنة بالأعوام التى مضت . ومضى فريدمان يقول إن التركيز الاساسى للسلفيين ليس فى تعزيز الاقتصاد وتنميته بقدر ما يتعلق بأمور أخرى قد تتضمن الفصل بين الجنسين وتحريم الخمر والنقاب، وان كانت جماعة الإخوان المسلمين أقل تشددًا من ذلك ولكنها ربما تبدو إلى الآن بعيدة عن الديمقراطية. وتساءل فريدمان عن قدرة هذه الأحزاب على تنفيذ رؤاها إذا ما حاولت الاستغناء عن أى من مصادر الدخل القومى وكذا الاستثمارات الاجنبية المباشرة والمساعدات الأجنبية من الاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة.