تمتد الرحلة الجغرافية لهذه الصورة من سراى حلمية الزيتون بالقاهرة التى عاش فيها أمير الحج المصرى اللواء إبراهيم رفعت، الذى كان منكبًا على تعلم فن التصوير الضوئى، إلى مكةالمكرمة، ومنها الى أحد دواوين الصعيد، حيث ضمت شخصية شهيرة من أحد أبنائه كانت من علماء الأزهر الشريف وهو الشيخ محمد حسين الديابى المولود بقرية أبو دياب غرب بمحافظة قنا. أحمد الرشيدى حفيد الشيخ الديابى قال ل"بوابة الأهرام": ابن عم جدى الشيخ الشهير محمد حسين الديابى الجالس على جهة اليمين من أمير الحج، والذى أنجب ذرية من البنات وليس الذكور وأراد الاستقرار فى أخريات حياته فى الصعيد، هو الذى جعل لهذه الصورة مكانة كبيرة عند ديوان العائلة، فقد أتى ومعه كتاب صديقه اللواء إبراهيم رفعت "مرآى الحرمين الشريفين المكتظ بمشاهد الحرمين الشريفين"، والذى زيله بكتابة "جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة للواء إبراهيم رفعت ". وأضاف الرشيدى: حين مات الجد قامت العائلة فى ستينات القرن الماضى حين دخل التصوير الفوتوغرافى فى قنا بسحب الصورة من الكتاب وبروزة الصورة ووضعها فى الديوان احتفاءً برحلة شريفة، وبجدٍّ كان تلميذًا للشيخ طموم شيخ الشريعة الذى كان معاصرًا للإمام محمد عبده الموجود على جهة اليسرى، وهى تعتبر أقدم صورة لصعيدى كان متجهاً لأداء مناسك الحج. الدكتور علاء أبو الحمد مدرس فى كلية الفنون الجميلة بالأقصر قال ل"بوابة الأهرام": المتعارف عن اللواء إبراهيم رفعت أنه كان أميرا للحج مرتين الأولى عام 1901 وهى المرة التى كان يشتاق فيها لاصطحاب مصور فوتوغرافي لتسجيل مشاهد الحرم المكى، والرحلة الثانية عام 1904، والتى كان فيها ماهراً بفن التصوير، واصطحب معه آلة تصوير، وهى الرحلة التى قام خلالها بالتقاط أكثر من 400 صورة نشرها فى مجلد منشور باللغتين العربية والإنجليزية. وأضاف أبو الحمد: اللواء رفعت كان ثانى مصرى يقوم بالتصوير فى الأماكن المقدسة بعد محمد صادق أفندى الذى أرسلته الحكومة عام 1895م، الذى دوَّن كأول مصرى وعربى مشاهد الحج بالصور الفوتوغرافية التى كانت قاصرة على الرحالة والجواسيس آنذاك. وقال: أجمل ما فى الصور الفوتوغرافية لرحلة أمير الحج المصرى اللواء إبراهيم رفعت أنه كما تجزم الوثائق سمح لأصدقائه المصور محمد سعودى والمصور خليل القازانى بالتقاط صور أخرى إضافية، وعلى ما يبدو تكون تلك الصورة التى يجلس فيها وسط الشيخين الجليلين قام أحد أصدقائه بالتقاطها له، بينما كتابه المهم يمثل حتى الآن مرجعًا مهمًا لبلاد الحجاز العربية التى دوَّن نشاطات رجالهها بجانب الصور.