يتسم بالبساطة، وعدم التكلف في الحديث، خطابه الإعلامي سهل، ويصل إليك بسهولة، يحب أن يسمع الآخرين أكثر من التحدث إليهم.. إنه الدكتور زياد بهاء الدين، أحد الاقتصاديين المصريين الذين قرروا خوض التجربة الانتخابية بأسيوط علي قائمة الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي بالدائرة الجنوبية. تعود أهمية "بهاء الدين"، ليس لكونه فقط رئيس هيئة الاستثمار، وسوق المال الأسبق، ولكن لأنه يعد من أهم الخبراء في مجال التشريع الاقتصادي الذي تحتاج مصر إلي خبراتهم ونصائحهم في مثل هذه الأوقات العصيبة التي تمر بها البلاد. "بوابة الأهرام" قررت النزول إلي قرية الدوير بمركز صدفا، وإجراء حوار معه للتعرف منه علي أهم ملامح الانتخابات القادمة، وإلي نص الحوار: * لماذا قررت الانتخابات في الصعيد؟ لقد قررت خوض الانتخابات بغرض خدمة أهالي دائرتي، خاصة وأن الصعيد يمثل منطقة محرومة، ويحتاج إلي التنمية، وأنا منذ 20 عامًا وأنزل إلي قريتي "الدوير" بصدفا، ولكنني لم أشعر بهموم المواطنين بشكل كبير، إلا عندما حدث احتكاك بيني وبينهم بشكل مباشر، بعد أن دفعني كثير من أهالي القرية إلي خوض الانتخابات المقبلة، فضلًا عن ذلك فإن ما شجعني علي خوض الانتخابات هو أن هناك فرصة حقيقية لأن تنتخب الناس برلمان نزيه في ظل الإشراف القضائي الكامل. *ما الآليات التي تستخدمها في الدعاية الانتخابية؟ الحقيقة أن الدائرة متسعة، وعامل الوقت محدود جدًا، حيث إن القترة التي مابين فتح باب الترشيح والدعاية الانتخابية شهر تقريبًا، وهو مايجعل المرشح يلجأ إلي الشكل التقليدي في الدعاية الانتخابية كالنزول إلي القري ولقاء رؤوس العائلات، فضلًا عن الاتصال بمجموعات تكوين الرأي، حيث التقيت بالمحامين في الغنايم، والمثقفين والأدباء في الغنايم، والمدرسين في صدفا، وذلك من أجل كسب تأييدهم *ماذا تمثل العصبية القبلية لك باعتبارك أحد الليبراليين الذين لايعترفون بالتقاليد القديمة؟ لدي قناعة شديدة بأن العصبية القبلية سلاح ذو حدين، فالرؤية التقليدية للعصبية هي أن الرأي السائد هو لكبار العائلة، أما بالنسبة لي فإن العصبية القبلية تمثل التكافل المجتمعي، والعمل علي حفظه من الأخطار التي تحيط به، وكما نعلم أن الصعيد محكوم عليه بالعصبية، ولكن في هذه الانتخابات بدأ ظهور طبقات مثل المهنيين والمثقفين سوف يشكلون رأي عام داخل الدائرة، وسيكون لهم مردود إيجابي في سير العملية الانتخابية، وعدم تزوير الانتخابات سيخفف من حدة العصبية بالقري، خاصة في ظل المنافسة الشريفة، فأنا أتعامل مع الجميع علي قدم المساواة، وحينما التقي مع المرشح محمد عبد العزيز "الحرية العدالة" تبادنا الود فيما بيننا وتعاملنا بشكل متحضر. * هل للمال دور في العملية الانتخابية بالنسبة لك؟ أرفض استخدام المال في العملية الانتخابية، ومن ضمن العيوب الجوهرية في قانون الانتخابات هو أنه ليس به ضوابط للتمويل، بمعني أنه ليس هناك شفافية كاملة يمكن من خلالها ضبط عملية التمويل بالنسبة للمرشحين، خاصة فيما يتصل بموضوع المصروفات والإيرادات ومصادر التمويل، وبالنسبة لحزب المصري الديمقراطي، فإن موارده محدودة وماتم صرفه للمرشحين لايكفي مصاريف التنقلات والدعاية الانتخابية والضيافة. * كيف تري عملية النزول إلي القري للدعاية الانتخابية كبديل لإقامة المؤتمرات الانتخابية؟ أعتقد أن هذا الشكل النمطي في أسلوب الدعاية هو الذي يوجد نوع من الحميمية بين الناخب والمرشح، بمعني أن هذا الأمر يشعر الناخب بأنه هو السبب الرئيسي في وصول النائب إلي البرلمان. *كيف ساهم مركز بهاء الدين الثقافي في تعريف الناس بك؟ بلا شك أن الناس عرفتني من خلال المركز، ولكن هذا لايعني أنه لم يكن لي نشاط سابق علي إنشاء المركز، حيث إن نشاطي بالقرية بدأ منذ عدة سنوات، بإنشاء مدرسة بهاء الدين، ولكن احتكاكي بالناس زاد بعد افتتاح المركز، وللعلم منذ أن أعلنت عن ترشحي للانتخابات لم أدخل المركز سوي مرة واحدة، خوفا من أن يقال إن زياد بهاء الدين يتخذ من المركز دعاية انتخابية له، كما رفضت أن يتم وضع ملصقات عليه. *ما أهم مشكلات الدائرة؟ المشكلات كثيرة بلاحصر، ولكن أهمها السماد، والبوتجاز، والعيش، والخدمات الصحية، وقلة المدارس، والطرق، والصرف الصحي، والمياه، والبطالة، ولدي بعض الأفكار التي من الممكن أن تحد من البطالة ومنها تفعيل منطقة الزرابي الصناعية خاصة بعد إضافة 30 فدان إليها، وذلك من خلال إنشاء مجموعة من المشروعات الصناعية المتعلقة بالمواد الغذائية، ومواد البناء، والورش الصغيرة، وهو ماسوف يوفر فرص عمل كثيرة للشباب. *ما تصورك لشكل البرلمان القادم؟ البرلمان المقبل ذو طبيعة خاصة، لأنه يتم في ظروف استثنائية، وفي ظل نظام وقانون انتخابي معيب للغاية، ولكن الانتخابات ستكون كاشفة لحجم التيارات السياسية في مصر، ومنه سوف تثبت صحة أو خطأ التقديرات الخاصة بجميع التيارات. *هل أنت مع تأجيل الانتخابات في الوقت الحالي؟ التأجيل في حد ذاته مطلب، ولا شك أن أحداث التحرير قد ألقت بظلالها علي العملية الانتخابية، وعليه يجب تأجيل الانتخابات من أجل تصحيح المناخ الانتخابي، وعودة الثقة للناس لكي يذهبوا إلي التصويت. *مارأيك في اختيار الدكتور الجنزوري رئيسًا للوزراء؟ ج: ليس اختيارا موفقا، لأن البلد في حالة انقسام هائلة، والناس ليس لديها ثقة في السلطة، وهناك تجاهل لوضع التحرير، ولم يأخذ المجلس العسكري برأي الثوار في الأشخاص الذين تم ترشيحهم. *هل لو عرض عليك حقيبة وزراية في حكومة الجنزوري سوف تقبل؟ بالطبع لا أوافق، لأنه ببساطة ليس هناك أية صلاحيات للوزراء الآن.