ودعت الفيوم مساء اليوم الشهيد شهاب الدين أحمد إبراهيم الدكروري، في جنازة مهيبة حضرها الآلاف من المواطنين وأهالي وأصدقاء الشهيد، الذي لقي مصرعه في أثناء أحداث العنف من قوات الشرطة بميدان التحرير أمس الأحد. وقد تجمع مايزيد عن 3000 مواطن بميدان السواقي بمدينة الفيوم لأداء صلاة الجنازة على الشهيد، وتعالت صيحات المواطنين مطالبة بالقصاص ممن قتلوا المتظاهرين الأبرياء في ميدان التحرير، ومنها: "قتلوا شهاب فى التحرير ..قوم ياطالب شد الحيل" و "الشرطة العسكرية ..أسوأ من الداخلية" و"يسقط يسقط حكم العسكر"و "ياابو دبورة ونسر وكاب.. ليه قتلت أخونا شهاب"، و"أفرحي ياأم الشهيد الثورة رجعت من جديد" . وانطلقت الآلاف إلى المقابر لدفن الشهيد وسط دموع ونحيب أهالي الشهيد وأصدقائه، وانضم إلى الجنازة المئات من المواطنين فى شوارع مدينة الفيوم. وكان شهاب الدين أحمد إبراهيم وسط حشود ميدان التحرير أمس وأطلقت قنبلة مسيلة للدموع بجواره، وأصيب باختناق، وذلك في الوقت الذي كانت تحاول فيه مدرعة دهس المتظاهرين فتفرقت الحشود، وسقط شهاب وسط تدافع المتظاهرين ثم دهسته المدرعة، وتم نقله لمستشفى الميدان إلا أنه لقي مصرعه. وشهاب الدين احمد محمد إبراهيم الدكروري من مواليد 3 مارس 1986، حاصل على بكالوريوس تجارة من أحد المعاهد العليا، ولديه مشروع خاص بطباعة وتصوير المستندات داخل محكمة الفيوم، ووالده يعمل مديرا لمستشفى حميات الفيوم. ولدى الشهيد شقيق فى الصف الثالث الثانوي، وشقيقتان؛ إحداهما تصغره بثلاث سنوات والأخري تكبره. وأكد الدكتور أحمد إبراهيم الدكروري، مدير مستشفى حميات الفيوم ووالد الشهيد، شهاب كان يمتع بدماثة الخلق، وكان قريب من الله، وبعد تخرجه من المعهد اعتمد على نفسه وقام بعمل بمشروع خاص. وأضاف والد الشهيد أنه كان يحب الإنترنت والرياضة، كما أنه كان له آراء سياسية فى أوضاع البلاد قبل ثورة يناير، وهذا مادفعه للنزول إلى ميدان التحرير في يناير الماضي، وفى المرة الثانية عندما شعر بوجود ظلم وعنف ضد المتظاهرين فى ميدان التحرير أمس. وطالب والد الشهيد المشير طنطاوي، بمحاسبة قتلة ابنه وجميع الشهداء الذين سقطوا في ميدان التحرير، ومازالت الضحايا تزداد قبل أن ينفجر غضب المواطنين في وجه كل سلطة في مصر. أما عن والدة الشهيد فكانت منهارة تماما وتدخل فى نوبات بكاء شديدة، ولم تستطع الحديث، ولكنها رددت كلمات "حسبي الله ونعم الوكيل". وقال عبد الرحمن شعبان صديق الشهيد، ورفيقه في ميدان التحرير، كنا نصلي أنا وشهاب قبل وفاته بدقائق وطالبته بالبقاء في المسجد، وسأتوجه أنا للميدان مرة أخرى لمتابعة الأجواء، ولكنه أصر على العودة للميدان مرة أخرى، قائلا لي: "مصر تحتاج إلينا فى كل دقيقة ولا وقت للراحة". وأضاف، خرجنا للميدان وفى شارع محمد محمود وجدنا حشود كثيفة من الثوار، واشتباكات، بين الأمن الذي كان يستخدم العنف المفرط من قنابل غاز ورصاص حي، وخرطوش ومطاطي، وفى لحظة أطلقت قنبلة دخان بجوار شهاب الذي أصيب باختناق، وفى الوقت نفسه كانت مدرعة تابعة للشرطة تحاول دهس المتظاهرين، فسقط شهاب بين الأقدام حتى صدمته المدرعة، ثم حملناه سريعا للمستشفى الميداني، ولكنه لفظ أنفاسه الأخيرة هناك.