فرضت مشكلة الغياب الأمني نفسها علي المجتمع السيناوي خلال هذه الفترة حيث شهدت المحافظة العديد من الأحداث، التي روعت المواطنين كان آخرها غلق الطريق الدولي من أبورديس إلي شرم الشيخ في الاتجاهين، مما أدي إلى تكدس مئات السيارات بطول 5 كيلو مترات، بسبب قيام عشرات من البدو بالمطالبة بوفاء وزارة البترول بوعودها تجاههم بتعيينهم بقطاع البترول وعندما فشلوا في استمرار إغلاق شركة بترول بلاعيم علي مدي أكثر من يومين قاموا بقطع الطريق الدولي. وقد تسبب ذلك في تعرض مئات المواطنين القادمين والمغادرين إلي مختلف محافظات الجمهورية للعديد من الأزمات الصحية نتيجة انتظارهم لأكثر من 5 ساعات متتالية فضلاً عن المضايقات من قبل "قطاع الطرق" خاصة أنه كان من بينهم عدد من المدرسين والمدرسات الذين تم تعيينهم حديثاً للعمل بمدينتي أبورديس وأبوزنيمة لخدمة المواطنين، الأمر الذي سيكون له مردود سلبي علي قطاع الاستثمار والتنمية بالمحافظة إذا لم تتخذ الجهات الأمنية موقفاً حاسماً ضد الخارجين علي القانون. عقب تدخل القوات المسلحة والشرطة وقيامهما بإعادة فتح الطريق الدولي وفور وصولهم إلي طور سيناء نظم المدرسون والمدرسات وقفة احتجاجية أمام ديوان عام المحافظة احتجاجاً علي تعرضهم لبعض المضايقات ورشق الأتوبيس، الذي كانوا يستقلونه بالحجارة مما اضطرهم إلى الانبطاح أسفل المقاعد تحسباً لإطلاق النيران عليهم. في البداية تروي سلوى سامي يونس محمد، مدرسة حاسب آلي بمدرسة أبورديس الإعدادية، بعض المضايقات التي حدثت لها عقب خروجها من المدرسة في نهاية اليوم الدراسي وبرفقتها زميلاتها اللاتي تم تعيينهن حديثًا بمدينة أبورديس حيث فوجئن بعد أن استقلوا الأتوبيس في طريقهم إلي طور سيناء حيث محل إقامتهن بقيام مجموعات مسلحة من الشباب الملثمين بقطع الطريق الدولي أمام شركة بترول بلاعيم مما أدي إلي تكدس مئات السيارات علي الطريق، وعندما مر أكثر من 4 ساعات متتالية ولم تتدخل قوات الأمن لإعادة فتح الطريق قام سائق الأتوبيس بالتحرك بعيداً عن "قطاع الطرق" إلا أنه فوجئ بسيارة يستقلها عدد من الملثمين وبحوزتهم أسلحة آلية وأجبرونا علي العودة مرة أخري إلي منطقة قطع الطريق ومن هنا انطلق صراخنا طلباً للنجدة خاصة بعد أن تم رشقنا بالحجارة. أضافت إيمان صلاح زهران، مدرسة بمدرسة فريد عزت وهبة بأبورديس، أنها كادت أن تتعرض للإجهاض نتيجة المعاناة التي تعرضت لها خلال فترة الانتظار داخل الأتوبيس بسبب نزولها بين المقاعد خشية لتعرضها لطلقات نارية من قبل الملثمين، وتساءلت إلي متي يظل مسلسل قطع الطرق بجنوبسيناء خاصة أننا نقطع مسافات كبيرة يومياً لمواصلة العمل بمدينتي أبورديس وأبوزنيمة بعيداً عن مكان إقامتنا. ولم تختلف مروة سعيد محمد مدرسة اللغة الإنجليزية بنفس المدرسة عن سابقتها حيث تعرضت لأكثر من مضايقة من قبل بعض الشباب خاصة أثناء نزولها من الأتوبيس للذهاب بطفلتها البالغة من العمر 5 أشهر إلي أحد المساجد القريبة من الطريق لإطعام رضيعتها لكن فوجئت بعدد من الشباب يستقلون دراجات بخارية يطوفون حولها في محاولة منهم لايزائها حتى تدخل زميلها بالمدرسة وقام بإنقاذها. وتساءلت أمل أحمد زكي مدرسة الحاسب الآلي بنفس المدرسة إلي متى يظل مسلسل الانفلات الأمني بجنوبسيناء ولماذا لا يعود رجال الأمن بقوة لردع الخارجين علي القانون واعتقالهم بدلاً من التفرغ للمطالب الفئوية وزيادة مرتباتهم وناشدت المشير محمد حسين طنطاوي، رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، بسرعة التدخل لحماية مواطني المحافظة الذين يتعرضون للانتهاكات الخطيرة التي قد تودي بحياة الكثير منهم وطالبت بسرعة نقلها وزميلاتها للعمل بمدارس طور سيناء القريبة من محل إقامتهن بدلاً من قطعهن لمسافات كبيرة يومياً. أما داليا عمر التهامي، المدرسة بمنطقة الكيلو 9 بأبوزنيمة فأكدت عزمها علي ترك العمل بمدينة أبوزنيمة إذا لم تتدخل قوات الأمن لحمايتهم خاصة أن معظم المدرسات من المقيمات بعاصمة المحافظة طور سيناء، ووافقن علي العمل خارج محل إقامتنا لمساعدة أسرنا في ظل غلاء المعيشة وارتفاع قيمة الإيجار الشهري للوحدات السكنية التي نقطنها. أما جمعة حسين السيد حسين أحد شباب البدو الذي ينتمي إلي قبيلة المزينة الذي حرص علي تهدئة المدرسات الغاضبات أكد ضرورة نقل المدرسات اللاتي يعملن بمدن خارج محل إقامتهن للعمل بمدينة طور سيناء وذلك حفاظاً عليهن، وطالب مديرية التربية والتعليم بالمحافظة الاستفادة مما أسماه أخطاء الماضي، وعدم تكرار تعيين الفتيات بالمناطق البعيدة عن محل إقامتهن مما يترك فراغاً بمدارس المدن والقرى والوديان والتجمعات البدوية عقب نقلهم للعمل بمدارس قريبة من محل إقامتهن.