قال الروائي مازن مصطفي: أن الوقت قد حان لتغيير شكل الرواية بعد أن اصبحت الحبكة الروائية القديمة القائمة علي بداية ووسط ونهاية مفضوحة تمامًا لدي القارئ. وأضاف مازن أن الرواية التي تعتبر فن حديث بحسبه كان يجري التكريس لشكل واحد للرواية يقوم علي مفاهيم قد تم تجاوزها بشكل كامل مع تعقد العالم الذي نحيا فيه، وما أريد أن أفعله في روايتي "عنقاء المديح المنمق" هو التحول إلي شكل روائي جديد. جاء ذلك في حفل توقيع روايته الأولي "عنقاء المديح المنمق" الصادرة عن دار شرقيات الذي أقيم مساء أمس بمكتبة ديوان الزمالك، ومازن مصطفي هو كاتب سوداني مقيم بالقاهرة، ويعمل علي إتمام رسالة الماجيستير في الفلسفة عن "شخصيات نيتشة المفهومية". ويري مازن أن الملل من الشكل القديم للرواية والسعي للتجريب ليس أمراً جديدًا فالرواية لا شكل واحد لها منذ الأساس ولكن التجريب بدأ في أوائل القرن العشرين ووصل إلي ذورت،ه مع الأديب الأيرلندي جيمس جويس المعروف بتعقد رواياته والألماني هيرمان هسه الذي كتب روايته الذهنية "لعبة الكريات الزجاجية" منذ 50 عامًا والإنجليزية فرجينيا وولف، وبإستثناء تلك المحاولات جري التكريس لشكل واحد للرواية جرت داخله تغييرات كثيرة في تكنيكات الكتابة دون تغييره هو ذاته. ويرجع الإبقاء علي ذلك الشكل بحسب مازن إلي مكاسب إجتماعية وتجارية للمؤلف ودورة النشر تعامل الرواية كوجبة سريعة يسهل علي القارئ فهمها ويسهل ترجمتها إلي لغات عدة، بما يتيح الإنتشار الواسع والمكاسب المادية وهي الحسابات التي لا تنتج أدباً ولكن مجموعة من الوصفات الجاهزة والحيل والألاعيب. وقال مازن الذي تخلي عن رواياته الثلاث الأولي أن السبب في تخليه هو استحضاره لتجارب كبار الكتاب الذين تخلوا عن كتبهم الأولي كبورخيس الذي اشتري كل كتبه المبكرة واحرقها بعد 30 عامًا علي إصدارها والشاعر السوري أدونيس ومحمود درويش، فلم أرد أن أندم علي أعمالي الأولي.