عقدت الجمعية المصرية لامراض السرطان مؤتمرها العلمى السنوى الثانى بالتعاون مع الجمعية الأمريكية للسرطان( أسكو) على مدى يومين برئاسة الدكتور مصطفى الصيرفى أستاذ علاج الأورام بالمعهد القومى للأورام وقد شارك فى المؤتمر أكثر من 400 طبيب من مختلف التخصصات المتصلة بعلاج وجراحة الأورام. وقد اختيرت مصر هذا العام ضمن 12 دولة على مستوى العالم ليتم فيها عرض أهم الأبحاث العالمية التى ناقشها مؤتمر الجمعية الأمريكية الأخير. ويقول الدكتور مصطفى الصيرفى رئيس المؤتمر إنه تم خلال المؤتمر عرض أهم 70 بحثا عالميا تعرض للجديد فى علاج مختلف أنواع الأورام وقام نخبة من كبار أساتذة الأورام المصريين والعرب بإلقاء هذه الأبحاث وشمل المؤتمر 12 جلسة علمية. وعن الجديد فى المؤتمر يقول الدكتور الصيرفى حدث تطور كبير فى العلاجات الموجهة والتى تستخدم فى علاج الأورام ، وهى جيل حديث من العلاج الذى يهاجم خلايا السرطان فقط و لا يهاجم خلايا الجسم مما يوقف استمرارية نشاط الورم، وهو يضاف إلى العلاج الكيميائى أو العلاج الاشعاعى حسب نوع الورم ومكان وجوده وهناك جلسة هامة فى المؤتمر تحدثت عن الجديد فى علاج أورام القولون الشرجى والذى يعد ثالث انواع السرطانات انتشارا. وقد أثبتت الدراسات العلمية الحديثة أن إضافة العلاج الموجه مثل سيتوكسيماب إلى العلاج الكيميائى فى علاج سرطان القولون المنتشر يحسن من النتائج المتوقعة من استخدام العلاج الكيميائى بمفرده مثل (معدلات الاستجابة، تقليل مخاطر تطور المرض، معدلات الحياة) ولتحديد العلاج الموجه المناسب لسرطان القولون الشرجى المنتشر، يتم عمل تحليل يسمى "كيراس" وهو أول دليل حيوى تم تحديده فى سرطان القولون الشرجى. ولقد وجد أن مرضى القولون الشرجى المنتشر يحصلون على معدلات إستجابه حتى 80% مع تقليل مخاطر تطور المرض لأكثر من 40% من المرضى عند معالجتهم بالعلاج الموجه (و هذا التحليل متوفر فى مصر و لا تزيد تكلفته عن 1000 جنيه و يتم عمله بصوره روتينية قبل بداية العلاج الموجه. ويقول الدكتور ياسر عبد القادر أستاذ علاج الأورام ورئيس مركز علاج الأورام قصر العينى يتميز سرطان القولون عن بقية أنواع الأورام أنه يستجيب في مراحله المتقدمة للعلاج الكيميائي والموجه مما يضاعف من آمال الشفاء وليس التخفيف واستحداث العلاج الموجه يعد إنجاز علمي حقيقي وبعد أن كانت نسبة الشفاء لا تتعدى 5% أصبحت تقترب الآن من 50%. و أشار إلى أن نسبة الإصابة بسرطان القولون والمستقيم تمثل حوالي 10-12% من إجمالي حالات السرطان في مصر وأضاف: "ينتشر المرض بنسبة أعلى لدى الذكور تبلغ 3:1، كما يصيب 30% من المرضى في سن مبكرة (أقل من 45 سنة) ومن هنا تأتي أهميته كمشكلة قومية صحية في مصر لأنه يصيب حقبة عمرية منتجة وبالتالي له تداعياته الاقتصادية." عن أورام الرأس والرقبة والتى عادة ما يتم اكتشافها متأخرا قال الدكتور طارق شومان استاذ علاج الاورام ورئيس وحدة اورام الرأس والرقبة بالمعهد القومى للاورام قائلا يرتبط سرطان الرأس والرقبة بشكل كبير بعوامل خطيرة بيئية وحياتية، منها تدخين التبغ وتناول الكحوليات والتعرض لبعض المواد الضارة أثناء العمل والأشعة فوق البنفسجية، هذا بالإضافة إلى الإصابة بسلالات معينة من الفيروسات، مثل فيروس بابيلوما البشري الذي ينتقل عن طريق الاتصال الجنسي. وكثيرًا ما تتسم تلك الأورام السرطانية بالعدوانية في مراحل تطورها البيولوجي؛ حيث إن المرضى الذين يعانون من هذا النوع من السرطان غالبًا ما يصابون بورم أولي آخر وأضاف أنه يمكن الشفاء من سرطان الرأس والرقبة بدرجة كبيرة إذا تم اكتشاف الإصابة به مبكرًا، وذلك يكون عن طريق الجراحة، على الرغم من أن العلاج الكيماوي والعلاج الإشعاعي و العلاج الموجه لهم أيضًا دور مهم في الشفاء منه.