"عملت لك إيه الست حماتك، عملت لي وعملت لى، وآخر السهرة عشتنى، وقالت لى: كل يا جوز بنتى الست حماتك يا وله" بهذه الكلمات بدأ محمد أمين عبد الصمد، مدير إدارة التراث الشعبى بالمركز القومى للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، حديثه عن شخصية "أم العروسة"على مدى التاريخ من خلال التراث الشعبى سواء أقوال أو حكايات أو أغانى. وأضاف أمين " فى الماضى بعد حكم الأتراك كان دور أم العروسة من وراء الستار، لذلك كان يجب أن يكون هناك دور آخر مساند لأم العروسة وهو ما كان يتمثل فى "الأسر الممتدة" والممثلة فى الجد والجدة والأبناء المتزوجين وأبنائهم، والتى كانت تساهم فى إعداد الفتاة وتهيئتها لتكون زوجة تتحمل المسئولية، هذا بالإضافة الى إننا من المجتمعات التى تعد الفتاة لتكون زوجة فى المقام الأول وبعد ذلك يمكن أن يضاف اليها بقية الأدوار الاجتماعية الأخرى". وواصل أمين سرد بعض النصوص الغنائية الشعبية التى تحاكى كل من "أم العروسة" و "أم العريس" ومنها " أم العريس تقول "ربى عطانى.... دى مشيتها تنور وسط دارى دى قعدتها تخلف الصبيانى"...أم العريس "اقول ربي عطاني" و " يمه إغسلي لي راسي ريحة غريبة حطوا الصابون في العلبة.... ريحة غريبة حطوا الهدوم في الشنطة..... ريحة غريبة". و" بطل كلام أمك...و اسمع كلام الست أنا و إن جات لى أمك...لادبح لها الكلبة و أقفل الرزة وأقول لها أقعدي..... ده إنتي العدوة من زمان و إن جات لي أمي... لادبح لها الوزه... و أقفل الرزة وأقول لها كلي..... ده إنتي الحبيبة من زمان". وأوضح محمد أمين أثناء الحوار، كيف اختلف دور أم العروسة عبر العصور، حيث كان ممكنًا قبل ذلك أن تقوم أم العروسة باختيار العريس المناسب لابنتها عن طريق الوسائط مثل الخاطبة. كما كانت تقوم أم العروسة بنوع من التمهيد للعريس عن طريق الكلام أو عن طريق بعض الهدايا البسيطة كنوع من التلميح له. وفى الريف، كان يتم اختيار العروسة على أساس معيارين؛ السمعة والجمال والمهارات المنزلية والحقلية، وكان يقال مثل شعبى على ضرورة تقارب المستويات الاجتماعية فى الزواج "خد اللى يربط حمارتك ومتاخدش اللى تربط حمارته" وهو الأمر الذى يحث على ضرورة اختيار العريس للزوجة من مستوى اجتماعى مثله أو أقل مما يساهم فى حدوث تفاعل ومعايشة ولكن إذا كان مستواها أعلى منه فإنه سيكون سبب رئيسى للمشاكل. وعن ذكرياتها مع لقب "أم العروسة" قالت خديجة محمد الشيخ (ربة منزل وجدة) ل "بوابة الأهرام" " ليلة فرح بناتى كنت مبسوطة عشان بناتى كانوا مبسوطين عشان اتجوز الشخصيات التى كانوا يرجوها. وقبل يوم الفرح فى يوم الحنة عملتلهم الحنة الجاوى وإجتمعت كل بنات الحارة واقارب العروسة. وفى ليلة الحنة يأتى أقارب وجيران وأصدقاء العروسة ولازم يدوا النقطة لأم العروسة وتسجل فى كراسة النقوط التى تعتبر دين يجب رده بالمثل". وأضافت خديجة "أم العروسة قبل الفرح تقوم بتوعية العروسة عشان هتروح بيت غير اللى هى متربية فيه وهتواجه بالطبع إختلافات فى طباع وعادات البيت الآخر الذاهبة اليه وتقولها "يا بيت أبويا كتر الله خيرك فرغت ربايتك لسة رباية غيرك" كما تقوم بتوصيتها بالصبر وحسن معاملة أهل زوجها وطاعة زوجها وإنها تستحمل الإختلافات اللى هتواجهها فى ظل مشاكل الحياة". وبالنسبة للمثل الأشهر الخاص بأم العروسة "أم العروسة فاضية ومشغولة" فسرته خديجة قائلا " هى بتكون فاضية عشان فى ناس كتير حواليها عايزين يساعدوها ويخففوا الحمل عنها من تجهيزات وغيره، ومشغولة عشان تجهيز وليمة الفرح والنقوط". وإختلفت بعض الشىء ست البنات المهدى فى تفسير هذا المثل مع خديجة، حين قالت "أم العروسة مبتقاش فاضية خالص، ولكنها بتكون مبسوطة ومنهارة، أم العروسة ينتابها إحساس جميل وقت الفرح ولكنه إحساس مخيف؛ خايفة على بنتها ويا ترى هتنجح فى حياتها الجديدة ولا لاء. ويوم فرح بناتى كان يوم عيد وكنت ببقى حريصة إنى مقصرش فى أى حاجة من كتر إحساسى بالفرحة والسعادة، و عمر الأحاسيس فى الطبيعة ما هتبقى زى الأفلام"، وإتفقت معها د.سلوى عبد المنعم(طبيبة) فى أن يوم الفرح لا تجد أم العروسة وقت للراحة، وأشارت الى أن الطقوس التى قامت بتطبيقها فى فرح بنتها لم تختلف عما حدث معها وقت زواجها.