دشن الأمين العام للجامعه العربية أحمد أبو الغيط المقر الجديد لمعهد البحوث والدراسات التابع للجامعه بمدينة السادس من أكتوبر وثمن أهمية دوره في النهوض في البحث العلمي بما يخدم القضايا العربية ويؤهل الدارسين به ويرتقي بهم في كافة فروع الدراسات التي يلتحقون بها..جاء ذلك اليوم"الثلاثاء" بحضور الدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي والدكتورسعود هلال الحربي المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم " الاليسكو ". وتمني الأمين العام أن يكون المقر فاتحة عهدٍ جديد في التاريخ المُشرف لهذا الصرح العلمي الذي قال أننا نفخر به جميعاً... وقال في كلمته أمام جموع الحاضرين " لا يفوتني أن أستذكر بالتقدير والعرفان جهود أخينا الراحل الدكتور عبد الله محارب، المدير العام الأسبق للأليكسو، والذي تبنى مبادرة إنشاء مقر جديد للمعهد يليق به"..أضاف " وغنيٌ عن البيان أن هذه المبادرة لم تكن لتُثمر أو تتحقق من دون جهود الدكتور سعود الحربي وسعيه المخلص من أجل الارتقاء بهذا المركز العلمي والاستفادة من إمكاناته وطاقاته".وتابع " لقد حرصتُ منذ أن توليت منصبي كأمين عام للجامعة العربية أن تكون زيارة معهد الدراسات في مقره بوسط القاهرة من أولى المهام التي أقوم بها.. ولاحظتُ على الفور أن الإمكانيات ليست على مستوى طموح الباحثين وقدراتهم .. جميعنا يعلم أن المؤسسات تقوم على الأفراد في المقام الأول.. ومعهد الدراسات العربية مؤسسة عريقةٌ، توالى على قيادتها رعيلٌ من القامات الفكرية والبحثية العالية.. في مُقدمتهم ساطع الحُصري وشفيق غربال والدكتور طه حسين وآخرون ممن تركوا علاماتٍ في الثقافة العربية المعاصرة.. لقد قامت هذه الأجيال بعملٍ جادٍ ومخلص من أجل ترسيخ وعي حقيقي وعلمي بالمشكلات والقضايا الرئيسية التي تؤرق دول العالم العربي، من الزوايا الاجتماعية والسياسية والثقافية على حدٍ سواء". ولفت الأمين العام للجامعه العربية الي " أن البحث العلمي لا يقوم فقط على الجهود الفردية مهما توفر لها من أسباب العبقرية والتفوق، وإنما على توفير بيئة تُساعد على البحث العلمي، وتُمكن الباحثين من الإلمام بآخر المستجدات في مجالاتهم المختلفة، والاتصال بنظرائهم في الخارج ممن يعملون على نفس هذه المجالات".. وقال في هذا الشأن : "لقد رأيتُ، لدى زيارتي لمقر معهد الدراسات العربية، أن هناك الكثير مما يُمكن عمله من أجل تمكين هذا المعهد العلمي الراقي من القيام بدوره، سواء في بحث القضايا العربية، أو في تربية أجيالٍ من الباحثين المُلمين بهذه القضايا عبر العالم العربي كله". ومضي يقول : نحن اليوم في عصرٍ تتأسس إنجازاته على البحث العلمي في كافة المجالات.. وليس أمام أمةٍ تصبو للحاق بعصرها والبقاء في حلبة المنافسة إلا أن تقيم نهضتها على أساس راسخ من العلم والبحث... وما نحتاج إليه حقاً هو توفير البيئة السليمة والإمكانيات المطلوبة للباحثين والدارسين لكي يخرجوا لنا مُنتجاً جاداً، وعلى مستوى عالمي.. ويقيني أن العالم العربي ليس عاطلاً من الخبرات البشرية والمواهب الفذة، بل إن ما ينقصنا حقاً هو توفير المؤسسة العلمية والبيئة الجاذبة للباحثين الموهوبين.. إنني أدعو الله مخلصاً أن يصير هذا المعهد في مقره الجديد الذي يليق به وبمكانته وتاريخه... نقطة ضوءٍ تُعين المجتمعات والحكومات العربية على التعامل مع القضايا والتحديات المركبة التي تواجه بلادنا.. والتي لم يعد لدينا ترف تأجيلها أو التهرب منها.. بل يتعين علينا فهمها بالبحث والعلم.. ومواجهتها بالإرادة والعزم.