دخلت الاتفاقيات التى شهدتها القمة المصرية السعودية وتمخضت عن الزيارة التاريخية الأولى لخادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز الى القاهرة حيز التنفيذ ، حيث بحث وزير العمل السعودى رئيس مجلس إدارة منظمة العمل العربية الدكتور مفرج الحقبانى مع وزير القوى العاملة المصرى محمد سعفان أوجه التعاون فى مجالات العمل والعمال بين البلدين، ومناقشة تعزيز العلاقة الثنائية بينهما. وأكد الوزير انه سيتم تفعيل مذكرة التفاهم التى وقعت أخيرا ضمن 17 اتفاقية بين البلدين ، واتفقا على أهمية فتح قنوات التواصل على جميع المستويات . وفى ذات السياق أكد مؤسس مجموعة الطيار للسفر والسياحة الدكتور ناصر بن عقيل الطيار أن الاتفاقيات التى وقعت خلال زيارة خادم الحرمين الشريفين للقاهرة ستؤدى إلى الارتقاء بالعلاقات التجارية والسياحية والاقتصادية والتبادل التجارى والاستثمارى بين البلدين. وقال إن الزيارة وفرت الأرضية الملائمة أمام القطاع الخاص السعودى لخلق علاقات اقتصادية متميزة، قائمة على الشراكة، وستفتح آفاقا رحبة للتعاون أمام القطاع الخاص السعودى للسوق المصرية، ولجذب الاستثمارات المصرية إلى المملكة. وأوضح أن هناك فرصا استثمارية واعدة فى مصر، لافتا إلى أن الزيارة كانت فرصة كبيرة لتعزيز الشراكات التجارية بين القطاع الخاص بالبلدين، خصوصا بعدما أثمرت عن توقيع 21 اتفاقية ومذكرة تفاهم، أبرزها إنشاء جسر الملك سلمان للربط بين البلدين ، واستحداث منطقة تجارة حرة فى سيناء، وهو أول مشروع مرتبط بالجسر واتفاق لإنشاء صندوق سعودى - مصرى للاستثمار برأسمال 06 مليار ريال بين صندوق الاستثمارات السعودى والحكومة المصرية ، مشيرا إلى أن حجم الاستثمار السعودى فى مصر يبلغ نحو 50 مليار جنيه، علاوة على أنه تم تأسيس نحو 3100 شركة سعودية، جاء القطاع الصناعى فى مقدمة الاستثمارات السعودية بقيمة 16 مليار جنيه، يليه السياحة ب7 مليارات جنيه، ثم الخدمات التمويلية بنحو 6 مليارات جنيه. من جانبه أكد رئيس مجلس الأعمال المصرى - السعودى الشيخ صالح كامل أن العلاقة بين مصر والمملكة أزلية وستظل تزداد قوة. وأشار إلى أنه منذ 30 يونيو كلف الرئيس عبد الفتاح السيسى جهات سيادية بحل مشكلات المستثمرين السعوديين، وبالفعل تم حل أكثر من 80% منها. ومن جانبه قال وزير البترول طارق الملا إن مذكرة التفاهم التى وقعتها شركة "أرامكو" السعودية والشركة العربية لأنابيب البترول "سوميد" فى مصر تسعى لزيادة ضخ النفط السعودى إلى أوروبا من خلال خط أنابيب "سوميد". وأضاف الملا أن مذكرة التفاهم تشمل دراسة إمكان استخدام "أرامكو" لمستودعات التخزين الحالية التابعة ل "سوميد" فى تخزين النفط السعودى وكذلك دراسة إمكان استخدام مشاريعه الجديدة للتخزين كمركز توزيع لمبيعات "أرامكو" من البوتاجاز فى مصر والدول المجاورة وتحويل منطقة سيدى كرير بالإسكندرية إلى مركز رئيسى لدعم تسويق مبيعات "أرامكو" من الخام إلى أوروبا. وقال عضو اللجنة التنفيذية لتحالف (آسيك - كابيتال) أحمد صبرى درويش، إن التحالف المكون من مجموعة شركات سعودية ولبنانية ومصرية، قد سبق ان تقدم بأوراق التحالف إلى الهيئة الاقتصادية لقناة السويس، لتنمية وتطوير مساحة 6 ملايين متر مربع بمشروع محور قناة السويس لإقامة مدينة صناعية تجارية ضخمة عليها. وأوضح أن حجم استثمارات المشروع بالبنية التحتية يصل الى 300 مليون دولار، بالإضافة إلى إقامة 120 مصنعا ومدينة متكاملة للأعمال باستثمارات تصل إلى 3 مليارات دولار. وأكد أن أكثرية مشكلات القطاع الخاص السعودى تم تسويتها، ولم تعد سوى قضايا قليلة معروضة على القضاء، معبرا عن ثقته فى أن العلاقات والتعاون بين مصر والمملكة شهدا طفرة ونقلة نوعية بزيارة خادم الحرمين ستنعكس آثارها على الاقتصاد المصرى.