اقتحام التكنولوجيا وشركاتها العملاقة لكثير من النواحى الاقتصادية لفت الانتباه إلى التغييرات التى ستعيد هيكلة قطاعات عديدة، من أبرزها الرعاية الصحية، وما بين تفاؤل البعض بمستقبل واعد لما يطلق عليه «الصحة الرقمية» وشكوك المنتقدين حول جدواها يتطلع الجميع إلى حياة أفضل. الصحة الرقمية.. تطبيقات وأجهزة إلكترونية أبرزها الترمومتر الذكى وساعة آبل وتطبيق «بلو ستار»
فى مؤشر على اهتمام شركات التكنولوجيا بدخول مجال الرعاية الصحية شراكة ثلاث من أكبر الشركات الأمريكية-أمازون وجى بى مورجان تشيس وبيركشاير هاثاواى- لتأسيس كيان طبى»غير ربحى» مؤخرا بهدف تقديم خدمة أفضل وأرخص لموظفيها مما تقدمة شركات التأمين الصحى التقليدية.
لكن اقتحام شركات التكنولوجيا العملاقة هذا المجال سيغير الصناعة بما يتجاوز التوقعات، وذلك اعتمادا على توافر البيانات الصحية بشكل غير مسبوق،
وحاليا هناك ما لا يقل عن 150 شركة كبرى فى العالم تجرى أبحاثا على العلاجات الرقمية، فكيف ستغير التكنولوجيا صناعة الرعاية الصحية؟
ومثلما يستخدم الناس تليفوناتهم الذكية لدفع فواتير وتيسير شئونهم المالية، سوف يتسع نطاق استخدام تلك الأجهزة ليشمل أمورا أكثر حيوية تتعلق بالصحة، فساعة آبل الذكية، على سبيل المثال، ستحمل أجهزة استشعار لرصد العديد من المتغيرات وسيكون بمقدورها مراقبة تغير ضغط الدم ونسبة السكر.
ومن بين نماذج الأجهزة الطبية الرقمية أيضا ما توصل إليه فريق من الباحثين بجامعة ايوا الأمريكية مؤخرا من «ترمومتر ذكى» متصل بتليفون المحمول، وهو نهج بحثى جديد لاستخدام التكنولوجيا الرقمية فى قياس معدلات انتشار الإنفلونزا بالنسبة لأشخاص بعينهم أو فى منطقة معينة بغرض مكافحتها والتصدى لها.
ويأمل كثيرون فى أن تتحول التكنولوجيات الحديثة فى تطوير الخدمات الطبية بشكل كبير، بما يتيح تحول التليفون الذكى إلى طبيب إنقاذ ينقذ المرضى من الأمراض الخطرة كالجلطات والسكتات القلبية والدماغية، من خلال التواصل المباشر مع الطبيب، واستدعاء الإسعاف بصورة عاجلة على سبيل المثال.
فمستشفيات المستقبل ستربط الطبيب مع المريض عبر تكنولوجيات التواصل الحديثة على مدار الساعة، ليتمكن الطبيب من اتخاذ الإجراء المناسب مع المريض فورا من على بعد بهدف تعزيز فرص الاستشفاء بشكل أكبر.
وحاليا هناك تطبيقات للتليفونات الذكية قادرة على قياس مستوى ضغط الدم، ونسبة السكر فى الدم، وتحديد مستوى ضربات القلب.
وبحسب تقرير لمجلة الإيكونومست فإن شركات التكنولوجيا الخمس الكبرى فى العالم (فيسبوك، جوجل، آبل، أمازون، مايكروسوفت) لديها مشاريع سرية فى مجال الرعاية الصحية، وتستعين بأطباء وباحثين لهذا الغرض. ولا تعبأ بالاتهامات الموجهة إليها بأن أجهزتها ضارة بالصحة العقلية، فلا تكتفى بمجرد أنه لم يعد لأحد غنى عنها وإنما تأمل فى أن تطيل العمر أيضا.
أمضت شركة آبل ثلاث سنوات فى تطوير أجهزة وبرامج تتعامل مع البيانات الصحية، ووفرت منتجات جديدة للباحثين والأطباء. ويوم 24 يناير أعلنت أن التحديث الجديد للآى فون سوف يشمل خاصية التقارير الطبية، التى ستسمح للمستخدم بالاطلاع على تقاريره الطبية.
تلعب شركات التكنولوجيا على «وتر» مشاركة البيانات، فتزعم أنه للمرة الأولى فى التاريخ سيستطيع الناس أن يكون لهم نفاذ وسيطرة –رقمية- على بياناتهم الصحية.
الأرباح الهائلة التى يحققها القطاع، تشعل السباق بين شركات التكنولوجيا العملاقة لدخول مجال الرعاية الصحية وتقديم خدمات طبية وهى سوق تمثل فى المتوسط 20% من الناتج المحلى الإجمالى لأى دولة بما قيمته 7 تريليونات دولار عالميا بحسب إحصاءات مجموعة ديليويت الاستشارية،
بل إن اثنتين من أكبر الشركات الأمريكية من حيث الإيرادات شركات تأمين صحى وهما «يونايتد هيلث جروب» و»سى فى اس هيلث»، بإيرادات 185 مليار دولار و178 مليار دولار على التوالى فى عام 2016، وهو ما يزيد على أرباح أى شركة تكنولوجيا –باستثناء آبل-.
يذكر أنه خلال العام الماضى قد منحت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية تراخيص لعشرات الأجهزة المعنية بمراقبة صحة المرضى، والجديد فى تلك الأجهزة أنها تعطى تقريرا بالحالة وترسله إلى الطبيب المعالج عن طريق التليفون المحمول.
كما وافقت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية أيضا على «بلو ستار» وهو ليس دواء وإنما تطبيق على التليفون الذكى يقول عنها البعض إنها معجزة الطب الحديث لعلاج مرض السكرى «بلو ستار» من بين تطبيقات أخرى وافقت عليها الهيئة كعلاج أمراض مثل السكرى وإدمان المخدرات والتدخين.
بل إنه فى نوفمبر 2017 وافقت الهيئة على أول دواء رقمى، وهو عبارة عن جهاز استشعار يتناوله المريض لمعرفة إذا ما كان قد تناول أدويته بانتظام أم لا، ويرسل تقريرا بذلك للطبيب، وهكذا يمكن أن يتلقى مكالمة من الطبيب لتذكيره بأخذ دوائه أو تغييره إذا لزم الأمر.
على مدار العام الماضى عكفت شركة التسويق الإلكترونى أمازون على اكتشاف آفاق بيع الأدوية أون لاين –عبر شبكة الإنترنت-، كما أطلقت ألفابت -الشركة الأم لجوجل- مؤخرا شركة رعاية صحية «سيتى بلوك هيلث». وتزعم ألفابت قدرتها على استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعى للتنبؤ بوفاة حالات مرضية فى المستشفى قبل يومين من تقديرات الأجهزة التقليدية ما يتيح للأطباء فرصة التدخل وإنقاذ حياة.
وتعمل كل من فيسبوك ومايكروسوفت على إضافة خدمات الرعاية الصحية إلى نشاطها الرئيسى الخاص بالشبكات الاجتماعية والبرمجة.
رجح تقرير الإيكونومست أن يكون لآبل وألفابت التأثير الأكبر فى صناعة الرعاية الصحية على المدى القريب، فشركة الرعاية الصحية التى أسستها أمازون سوف تغطى مليون موظف فى المرحلة الأولى فى حين أن تأثير آبل والفابت يصل مئات الملايين من مستخدمى شبكة الإنترنت وحاملى الآى فون.
هناك مساران لتدخل التكنولوجيا فى عالم الرعاية الصحية، الأول هو التعاون مع المستشفيات وشركات التأمين الصحى فى إطار النظام الحالى. وعلى سبيل المثال، توفر ألفابت برامج حاسوبية للمستشفيات، كما تبيع آبل تليفونات ذكية وحواسب لوحية وأجهزة يرتديها الأطباء والعاملون فى الخدمات الصحية.
أما المسار الثانى لشركات التكنولوجيا فيكون باستخدام قنوات جديدة تقدم من خلالها خدمة طبية، تلك القنوات تشمل ساعات ذكاء اصطناعى لمراقبة صحة المريض وكذلك تطبيقات توفر رقابة صحية للذين يعانون من حالات حرجة.
وتأمل فيسبوك من الاستفادة من نشاط شائع على منصتها وهو «جروبات» المرضى الذين يتبادلون خبراتهم، ومن بين ما تسعى إليه شبكة التواصل الاجتماعى أن تنجح فى أن تكون الوسيط بين هؤلاء المرضى وبين شركات الدواء للاستفادة منهم فى تجاربها العالمية وذلك فى مقابل مادى بالطبع.
فى تقدير المحللين فإن سوق «العلاجات الرقمية» لن يزيد على 9 مليارات دولار بحلول 2025 لكنها تتمتع بمستقبل واعد، ومما يبشر بذلك لجوء بعض الأطباء إلى استخدام ألعاب الفيديو فى علاج قصور الانتباه وفرط الحركة لدى الأطفال والذى ينفق الأمريكيون على علاجاته التقليدية 14 مليار دولار سنويا.
حتى الآن لم تقدم شركات التكنولوجيا العملاقة لصناعة الرعاية الصحية سوى بعض الأجهزة التى يرتديها الفرد من أجل متابعة حالته الصحية، لكنها فى
الواقع تستهدف تقديم خدمة طبية حقيقية تؤثر فى علاج المرضى.
ويقول خبراء إن العلاجات الرقمية قد تفيد بالتوازى مع الأدوية التقليدية وليس وحدها، بما يفتح آفاق التعاون بين شركات التكنولوجيا وشركات الأدوية.
جامعة هارفارد أبرز المشككين:
يقول مؤيدو الابتكار فى قطاع الرعاية الصحية: إن التكنولوجيا ستقود تغييرات مهمة فى الخدمات الصحية، وإن الابتكار فى هذا القطاع الحيوى والمهم سيعمل على تقديم علاجات أفضل وسيخفض التكلفة ويتيح توصيل خدمات صحية للمناطق النائية.
لكن من ناحية أخرى، هناك من يشكك فى قدرة التكنولوجيا على تقديم علاجات جديدة حيث اعتبرت دراسة لجامعة هارفارد أن الأجهزةww الطبية الرقمية اختراق لخصوصية المرضى، وتساءلت عمن سيكون له حق الاطلاع على البيانات الصحية التى ستتعامل معها تلك الأجهزة، وأبدت مخاوف من مخاطر القرصنة والأسوأ فى رأيها التحكم فيها عن بعد.
حتى الآن أفادت تقارير عدة بفائدة التطبيقات والأجهزة الطبية الرقمية فى تحديد مشكلات لم يقدم الأطباء على تشخيصها، لكن لا يوجد دليل كاف على أن تلك التطبيقات والأجهزة يمكن أن تنقذ حياة إنسان أو تخفض تكلفة الرعاية الصحية بشكل عام، فبعض منها يصل ثمنه إلى عشرات آلاف الدولارات.
وأضافت دراسة هارفارد أنه بالرغم من إمكانياتها فى مساعدة الناس على الحفاظ على صحتهم فإنه تظل مخاوف بخصوص الاعتماد على أجهزة وأدوية رقمية، واحتمالات فشل إرسال البيانات أو الأعباء الإضافية للتعامل مع تلك البيانات.
من ناحية أخرى، كانت لدى الدراسة تساؤلات تتعلق بالنواحى الأخلاقية وموقف شركات التأمين الصحى إذا كانت ستضيف شروطا جديدة على عملائها مثل تناول الدواء الرقمى للتأكد من اتباع تعليمات الطبيب بتناول الأدوية فى ميعادها.
فى مؤشر على اهتمام شركات التكنولوجيا بدخول مجال الرعاية الصحية شراكة ثلاث من أكبر الشركات الأمريكية-أمازون وجى بى مورجان تشيس وبيركشاير هاثاواى- لتأسيس كيان طبى»غير ربحى» مؤخرا بهدف تقديم خدمة أفضل وأرخص لموظفيها مما تقدمة شركات التأمين الصحى التقليدية.
لكن اقتحام شركات التكنولوجيا العملاقة هذا المجال سيغير الصناعة بما يتجاوز التوقعات، وذلك اعتمادا على توافر البيانات الصحية بشكل غير مسبوق، وحاليا هناك ما لا يقل عن 150 شركة كبرى فى العالم تجرى أبحاثا على العلاجات الرقمية، فكيف ستغير التكنولوجيا صناعة الرعاية الصحية؟
ومثلما يستخدم الناس تليفوناتهم الذكية لدفع فواتير وتيسير شئونهم المالية، سوف يتسع نطاق استخدام تلك الأجهزة ليشمل أمورا أكثر حيوية تتعلق بالصحة، فساعة آبل الذكية، على سبيل المثال، ستحمل أجهزة استشعار لرصد العديد من المتغيرات وسيكون بمقدورها مراقبة تغير ضغط الدم ونسبة السكر.
ومن بين نماذج الأجهزة الطبية الرقمية أيضا ما توصل إليه فريق من الباحثين بجامعة ايوا الأمريكية مؤخرا من «ترمومتر ذكى» متصل بتليفون المحمول، وهو نهج بحثى جديد لاستخدام التكنولوجيا الرقمية فى قياس معدلات انتشار الإنفلونزا بالنسبة لأشخاص بعينهم أو فى منطقة معينة بغرض مكافحتها والتصدى لها.
ويأمل كثيرون فى أن تتحول التكنولوجيات الحديثة فى تطوير الخدمات الطبية بشكل كبير، بما يتيح تحول التليفون الذكى إلى طبيب إنقاذ ينقذ المرضى من الأمراض الخطرة كالجلطات والسكتات القلبية والدماغية، من خلال التواصل المباشر مع الطبيب، واستدعاء الإسعاف بصورة عاجلة على سبيل المثال.
فمستشفيات المستقبل ستربط الطبيب مع المريض عبر تكنولوجيات التواصل الحديثة على مدار الساعة، ليتمكن الطبيب من اتخاذ الإجراء المناسب مع المريض فورا من على بعد بهدف تعزيز فرص الاستشفاء بشكل أكبر.
وحاليا هناك تطبيقات للتليفونات الذكية قادرة على قياس مستوى ضغط الدم، ونسبة السكر فى الدم، وتحديد مستوى ضربات القلب.
وبحسب تقرير لمجلة الإيكونومست فإن شركات التكنولوجيا الخمس الكبرى فى العالم (فيسبوك، جوجل، آبل، أمازون، مايكروسوفت) لديها مشاريع سرية فى مجال الرعاية الصحية، وتستعين بأطباء وباحثين لهذا الغرض. ولا تعبأ بالاتهامات الموجهة إليها بأن أجهزتها ضارة بالصحة العقلية، فلا تكتفى بمجرد أنه لم يعد لأحد غنى عنها وإنما تأمل فى أن تطيل العمر أيضا.
أمضت شركة آبل ثلاث سنوات فى تطوير أجهزة وبرامج تتعامل مع البيانات الصحية، ووفرت منتجات جديدة للباحثين والأطباء. ويوم 24 يناير أعلنت أن التحديث الجديد للآى فون سوف يشمل خاصية التقارير الطبية، التى ستسمح للمستخدم بالاطلاع على تقاريره الطبية.
تلعب شركات التكنولوجيا على «وتر» مشاركة البيانات، فتزعم أنه للمرة الأولى فى التاريخ سيستطيع الناس أن يكون لهم نفاذ وسيطرة –رقمية- على بياناتهم الصحية.
الأرباح الهائلة التى يحققها القطاع، تشعل السباق بين شركات التكنولوجيا العملاقة لدخول مجال الرعاية الصحية وتقديم خدمات طبية وهى سوق تمثل فى المتوسط 20% من الناتج المحلى الإجمالى لأى دولة بما قيمته 7 تريليونات دولار عالميا بحسب إحصاءات مجموعة ديليويت الاستشارية،
بل إن اثنتين من أكبر الشركات الأمريكية من حيث الإيرادات شركات تأمين صحى وهما «يونايتد هيلث جروب» و»سى فى اس هيلث»، بإيرادات 185 مليار دولار و178 مليار دولار على التوالى فى عام 2016، وهو ما يزيد على أرباح أى شركة تكنولوجيا –باستثناء آبل-.
يذكر أنه خلال العام الماضى قد منحت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية تراخيص لعشرات الأجهزة المعنية بمراقبة صحة المرضى، والجديد فى تلك الأجهزة أنها تعطى تقريرا بالحالة وترسله إلى الطبيب المعالج عن طريق التليفون المحمول.
كما وافقت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية أيضا على «بلو ستار» وهو ليس دواء وإنما تطبيق على التليفون الذكى يقول عنها البعض إنها معجزة الطب الحديث لعلاج مرض السكرى «بلو ستار» من بين تطبيقات أخرى وافقت عليها الهيئة كعلاج أمراض مثل السكرى وإدمان المخدرات والتدخين.
بل إنه فى نوفمبر 2017 وافقت الهيئة على أول دواء رقمى، وهو عبارة عن جهاز استشعار يتناوله المريض لمعرفة إذا ما كان قد تناول أدويته بانتظام أم لا، ويرسل تقريرا بذلك للطبيب، وهكذا يمكن أن يتلقى مكالمة من الطبيب لتذكيره بأخذ دوائه أو تغييره إذا لزم الأمر.
على مدار العام الماضى عكفت شركة التسويق الإلكترونى أمازون على اكتشاف آفاق بيع الأدوية أون لاين –عبر شبكة الإنترنت-، كما أطلقت ألفابت -الشركة الأم لجوجل- مؤخرا شركة رعاية صحية «سيتى بلوك هيلث». وتزعم ألفابت قدرتها على استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعى للتنبؤ بوفاة حالات مرضية فى المستشفى قبل يومين من تقديرات الأجهزة التقليدية ما يتيح للأطباء فرصة التدخل وإنقاذ حياة.
وتعمل كل من فيسبوك ومايكروسوفت على إضافة خدمات الرعاية الصحية إلى نشاطها الرئيسى الخاص بالشبكات الاجتماعية والبرمجة.
رجح تقرير الإيكونومست أن يكون لآبل وألفابت التأثير الأكبر فى صناعة الرعاية الصحية على المدى القريب، فشركة الرعاية الصحية التى أسستها أمازون سوف تغطى مليون موظف فى المرحلة الأولى فى حين أن تأثير آبل والفابت يصل مئات الملايين من مستخدمى شبكة الإنترنت وحاملى الآى فون.
هناك مساران لتدخل التكنولوجيا فى عالم الرعاية الصحية، الأول هو التعاون مع المستشفيات وشركات التأمين الصحى فى إطار النظام الحالى. وعلى سبيل المثال، توفر ألفابت برامج حاسوبية للمستشفيات، كما تبيع آبل تليفونات ذكية وحواسب لوحية وأجهزة يرتديها الأطباء والعاملون فى الخدمات الصحية.
أما المسار الثانى لشركات التكنولوجيا فيكون باستخدام قنوات جديدة تقدم من خلالها خدمة طبية، تلك القنوات تشمل ساعات ذكاء اصطناعى لمراقبة صحة المريض وكذلك تطبيقات توفر رقابة صحية للذين يعانون من حالات حرجة.
وتأمل فيسبوك من الاستفادة من نشاط شائع على منصتها وهو «جروبات» المرضى الذين يتبادلون خبراتهم، ومن بين ما تسعى إليه شبكة التواصل الاجتماعى أن تنجح فى أن تكون الوسيط بين هؤلاء المرضى وبين شركات الدواء للاستفادة منهم فى تجاربها العالمية وذلك فى مقابل مادى بالطبع.
فى تقدير المحللين فإن سوق «العلاجات الرقمية» لن يزيد على 9 مليارات دولار بحلول 2025 لكنها تتمتع بمستقبل واعد، ومما يبشر بذلك لجوء بعض الأطباء إلى استخدام ألعاب الفيديو فى علاج قصور الانتباه وفرط الحركة لدى الأطفال والذى ينفق الأمريكيون على علاجاته التقليدية 14 مليار دولار سنويا.
حتى الآن لم تقدم شركات التكنولوجيا العملاقة لصناعة الرعاية الصحية سوى بعض الأجهزة التى يرتديها الفرد من أجل متابعة حالته الصحية، لكنها فى الواقع تستهدف تقديم خدمة طبية حقيقية تؤثر فى علاج المرضى.
ويقول خبراء إن العلاجات الرقمية قد تفيد بالتوازى مع الأدوية التقليدية وليس وحدها، بما يفتح آفاق التعاون بين شركات التكنولوجيا وشركات الأدوية.
جامعة هارفارد أبرز المشككين:
يقول مؤيدو الابتكار فى قطاع الرعاية الصحية: إن التكنولوجيا ستقود تغييرات مهمة فى الخدمات الصحية، وإن الابتكار فى هذا القطاع الحيوى والمهم سيعمل على تقديم علاجات أفضل وسيخفض التكلفة ويتيح توصيل خدمات صحية للمناطق النائية.
لكن من ناحية أخرى، هناك من يشكك فى قدرة التكنولوجيا على تقديم علاجات جديدة حيث اعتبرت دراسة لجامعة هارفارد أن الأجهزةww الطبية الرقمية اختراق لخصوصية المرضى، وتساءلت عمن سيكون له حق الاطلاع على البيانات الصحية التى ستتعامل معها تلك الأجهزة، وأبدت مخاوف من مخاطر القرصنة والأسوأ فى رأيها التحكم فيها عن بعد.
حتى الآن أفادت تقارير عدة بفائدة التطبيقات والأجهزة الطبية الرقمية فى تحديد مشكلات لم يقدم الأطباء على تشخيصها، لكن لا يوجد دليل كاف على أن تلك التطبيقات والأجهزة يمكن أن تنقذ حياة إنسان أو تخفض تكلفة الرعاية الصحية بشكل عام، فبعض منها يصل ثمنه إلى عشرات آلاف الدولارات.
وأضافت دراسة هارفارد أنه بالرغم من إمكانياتها فى مساعدة الناس على الحفاظ على صحتهم فإنه تظل مخاوف بخصوص الاعتماد على أجهزة وأدوية رقمية، واحتمالات فشل إرسال البيانات أو الأعباء الإضافية للتعامل مع تلك البيانات.
من ناحية أخرى، كانت لدى الدراسة تساؤلات تتعلق بالنواحى الأخلاقية وموقف شركات التأمين الصحى إذا كانت ستضيف شروطا جديدة على عملائها مثل تناول الدواء الرقمى للتأكد من اتباع تعليمات الطبيب بتناول الأدوية فى ميعادها.