قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج يوم الأربعاء إن كندا والدول الأوروبية الأعضاء في حلف شمال الأطلسي ستزيد إنفاقها الدفاعي 4.3 % في 2017 لأهداف من بينها أن تظهر للولايات المتحدة التزامها بتحمل المزيد من التكاليف. وجعل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب زيادة الإنفاق أولوية له بالنسبة لحلف الأطلسي حيث استغل أول اجتماع له في إطار الحلف في مايو أيار لتوبيخ الزعماء الأوروبيين بشأن الإنفاق الذي يبلغ مستوى تاريخيا متدنيا ولا يفي بهدف الحلف وهو إنفاق اثنين بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع. وتمثل زيادة هذا العام أسرع نمو في الإنفاق منذ توقف الخفض قبل ثلاث سنوات. وبلغت الزيادة 1.8 % في 2015 و3.3 % العام الماضي لكن لم يتضح إلى أي مدى ستقرب الزيادة الجديدة الإنفاق من هدف الحلف. وستصدر الأرقام الخاصة بالدول الأعضاء في حلف الأطلسي غدا الخميس بعد موافقة سفرائه لكن مجمل الإنفاق في 2017 سيبلغ نحو 280 مليار دولار في زيادة تراكمية بلغت 46 مليار دولار منذ تركت التخفيضات أوروبا من دون قدرات حيوية مثل إعادة تزويد القاذفات المقاتلة المحمولة جوا بالوقود. ومن بين 27 عضوا أوروبيا في الحلف لم يف بهدف الإنفاق في 2016 سوى أربعة أعضاء هم اليونان وبريطانيا وبولندا واستونيا. وقال ستولتنبرج إن رومانيا ستفي بمستوى الإنفاق المستهدف هذا العام تليها لاتفيا وليتوانيا في 2018. وأضاف أن 25 من 29 دولة عضوا في حلف الأطلسي تعتزم زيادة الإنفاق هذا العام. وكان ستولتنبرج يتحدث قبل يوم من لقاء وزراء دفاع الحلف في بروكسل لبحث زيادة الإنفاق الأمني بفعل زيادة التهديدات بما في ذلك ردع روسيا الناهضة والتعامل مع الدول الفاشلة على حدودها والحماية من الهجمات الإلكترونية. وقال الأمين العام لحلف الأطلسي "للحفاظ على دولنا آمنة علينا مواصلة العمل على زيادة الإنفاق الدفاعي وتوزيع الأعباء بشكل أكثر عدالة في حلفنا". وأضاف "بعد سنوات من التراجع شهدنا في 2014 زيادة حقيقية في الإنفاق الدفاعي عبر الحلفاء الأوروبيين وكندا.هذا العام نتوقع حتى زيادة حقيقة أكبر تبلغ 4.3%". وتأتي الأرقام الجديدة في إطار زيادة أوسع في الإنفاق الدفاعي في أوروبا بينما تتكلف الولاياتالمتحدة مليارات إضافية من الدولارات لإعادة القوات والعتاد الثقيل إلى القارة لردع روسيا وفي الوقت الذي يسعى فيه الاتحاد الأوروبي لإقامة صندوق دفاعي قيمته عدة مليارات من اليورو. وقال ستولتنبرج "لقد غيرنا الاتجاه (الخاص بالإنفاق الدفاعي) فعليا وهو في طريق الزيادة ونعتزم إبقاءه كذلك". وأفاد بأن الزيادة في الأموال ستنفق على مزيد من التدريبات العسكرية والعتاد لأغراض من بينها السماح لقوات حلف الأطلسي بالانتشار على نحو أسرع وكذلك لزيادة الرواتب ومعاشات التقاعد للعسكريين. وشدد مسئولو حلف الأطلسي على أنه في الوقت الذي سلط فيه موقف ترامب الضوء على الإنفاق الدفاعي كان لضم روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية الأثر الأكبر إذ أدى ذلك إلى اتفاق أعضاء الحلف على التوقف عن خفض الإنفاق الدفاعي الذي استمر لسنوات.