عاد العرب بقوة من مختلف الأقطار الى مصر ومعهم طموحاتهم، شعارهم الثقة الكاملة بالمناخ الجديد وزادهم حب الكنانة والحرص على استقرارها ونهضتها باعتبارها خط الدفاع الأول والحصن الحصين للعرب والمنطقة. -------------- ملحمة فى حب مصر شهدتها قاعات وأروقة الاجتماعات التى جرت على مدى يومين بأحد الفنادق الكبرى القريبة من مطار القاهرة . رسم رئيس وزراء مصر رؤية حكومته للمستقبل وقال: أن المؤتمر القادم فى مارس لن يكون بغرض جلب الاستثمارات بقدر طمأنة رجال الأعمال على ما تم انجازه من خطوات وإصلاحات قال إنها تجرى على قدم وساق حتى موعد انعقاد المؤتمر. وقال محلب خلال لقاء مفتوح مع رجال الأعمال إن مصر تطمئن الجميع على أنه لا عودة للوراء أبدا،مؤكدا أن جميع أعضاء الحكومة يعملون من أجل حل المشكلات وتهيئة الفرص للنجاح وليس وضع أى عراقيل. وقال رئيس مجلس الوزراء إن كل المشروعات والإصلاحات التى ينشدها المستثمرون سيلمسونها بأنفسهم خلال المؤتمر الاقتصادى القادم،منوها إلى أن عقد هذا المؤتمر للمستثمرين كان بمثابة باكورة للإعداد للمؤتمر المقبل لسماع جميع وجهات النظر والعمل على تذليل أية عقبات وشدد على أن العقود محترمة من جانب الدولة لأننا فى دولة محترمة ، كما شدد على أن مصر تعمل فى جبهتين هما محاربة الارهاب والبناء فى آن واحد ،مؤكدا أن أمنها واستقرارها يرتبط بالعالم ككل وليس بهذه المنطقة وحدها وقال»نحن نبنى ونواجه الإرهاب فى آن واحد « وكشف عن إعداد 40 مشروعا لعرضها على المؤتمر المقبل تقوم بها 12 مؤسسة مالية حاليا،ورحب بإقامة شراكة كاملة بين القطاع الخاص والدولة وكذا القطاعين الخاص العربى والمصرى فى إطار من الشفافية والوضوح وتقاسم الفائدة،طالما أن هذا سيحقق مصلحة الطرفين ، وتعهد بربط الأجر بالعمل والإنتاج . وثمن الشيخ صالح كامل ما ذكره رئيس مجلس الوزراء أمام المؤتمر من عرض وتعهدات وقال: نثق فى الرئيس السيسى والحكومة لافتا ، إلى كل من حضروا إلى مصر حبا فى مصر،كما أن المستثمرين السعوديين والاماراتيين جاءوا تلبية لدعوة قادتهم خاصة خادم الحرمين الشريفين وأبناء الشيخ زايد البررة.. وتابع أن المستثمرين عانوا كثيرا فى مصر بعد أن صدرت أحكام بالسجن ضد البعض منهم ، وآن الأوان لوضع قوانين جديدة وعدم الارتكان الى تحسين القديمة مشددا على أنه لاشىء مقدس سوى القرآن الكريم. وقال إنه لا بد من طمأنة المستثمر المصرى والعربى حيال مستقبله وأنه سيكون آمنا ، لأن الطموحات كبيرة وهم لن يترددوا عن الوقوف الى جانب مصر لكننا «نريد من مصر أن تساعد نفسها».. وفى تصريح خاص « للاقتصادى « عقب انتهاء أعمال الجلسة والحوار المفتوح قال الشيخ صالح كامل أن البوادر مشجعة ومبشرة بالخير إن شاء الله .. وعرض الدكتور سلطان أحمد الجابر،وزير الدولة الإماراتى ورئيس المكتب التنسيقى للمشاريع التنموية الإماراتية فى مصر رؤيته للمؤتمر الاقتصادى القادم المزمع عقده فى مارس المقبل .. وحظى الجابر بتكريم فى مؤتمر أصحاب الأعمال والمستثمرين العرب للدور الكبير الذى ينهض به سواء فى بلاده أو تجاه دعم مشروعات التنمية فى مصر.ودعا أصحاب الأعمال العرب إلى الاستثمار فى مصر، والمشاركة فى وضع اقتصادها على مسار النمو المستدام، بما يحقق الاستقرار على المستويات الأمنية والاجتماعية والسياسية، ويسهم فى تعافى اقتصادها وتقويته. وقال:إن»توجيهاتُ القيادة فى دولة الإمارات تؤكد التركيز على تنفيذ مجموعة من المشاريع التنموية التى تحقق مصلحة المواطن المصرى البسيط. وعملنا مع الحكومة المصرية يداً بيد لضمان أن تغطى هذه المشاريع قطاعات حيوية تشمل:الطاقة،والإسكان،والأمن الغذائي، والرعاية الصحية، والتعليم، والمواصلات،والبنية التحتية،وذلك بما يضمن تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية،التى يستند عليها الاستقرار السياسى والأمني، وبما يسهم فى دعم مصر فى مواجهة التحديات». وأشاد بجهود الجانب المصرى وقال»لمست روح المبادرة لدى الحكومة والشعب المصري،والحماس الصادق لتنفيذ الرؤية الثاقبة والطموحة للرئيس عبد الفتاح السيسى كما لمست عمل الحكومة المصرية بجدٍ ونشاط، حيث قامت بإعداد خطة للإنعاش الاقتصادى من أجل وضع الاقتصاد المصرى على مسار النمو المستدام. وأضاف:»كانت لدينا الثقة فى عودة النشاط والنمو إلى الاقتصاد المصري، بما يمتلكه من كافةَ عواملِ النجاح المطلوبة، بما فيها الموارد الطبيعية الوفيرة،والكوادر البشرية المؤهلة، ورءوس الأموال الكبيرة، والموقع الجغرافى الاستراتيجي،والمطلوب هو ضمان تفاعلِ هذهِ العوامل ضمن منظومة اقتصادية مدعومة بتشريعات وأنظمة وقوانين فاعلة للنجاحِ فى تحقيقِ النمو الاقتصادى المنشود». وأوضح أن خطة الإنعاش الاقتصادى تقوم على رؤية واضحة وأسسٍ علميّة وعمليّة تهدف إلى تحقيق استقرار الاقتصاد الكلي، وتطبيق إجراءات الانضباط المالى لخفض عجز الموازنة، وإصلاح المنظومة التشريعية لتعزيز جاذبيتها للاستثمارات، وتحفيز النمو الاقتصادى من خلال إطلاق فرص الاستثمار ومشروعات البنية التحتية، والتركيز على تطوير قطاعاتٍ اقتصادية رئيسية لتلبية احتياجات السوق وتحقيق فوائد اجتماعية واقتصادية. كما تركز الخطة على تغطية الفجوة التمويلية على المدى القريب ودعم ميزان المدفوعات لتوفير النقد الأجنبي. وأشار إلى تحسن الاقتصاد المصرى ، موضحاً أن «من المؤشرات الإيجابية لعودة الاقتصاد المصرى إلى النشاط، كان إطلاق مشاريع عملاقة، مثل قناة السويس الجديدة، واستجابة الحكومة المصرية لدعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز لعقد «مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصري:مصر المستقبل»، حيث أيدت دولة الإمارات هذه المبادرة إذ سيعمل المؤتمر على توفير منصة لعرض رؤية مصر الاقتصادية، والتأكيد على استقرار مصر وأمنها من خلال تحقيق النمو الاقتصادى الشامل والمستدام، ووضع مصر على الخريطة الاستثمارية العالمية كوجهة مفضلة للمستثمرين الإقليميين والدوليين، وإرساء أسس للتعاون الوثيق مع شركاء مصر من الدول ومنظمات التنمية متعددة الأطراف والشركات المحلية والإقليمية والدولية، والحصول على تعهدات مالية لدعم استراتيجية استقرار الاقتصاد الكلى ومشاريع البنية التحتية، إضافة إلى توفير منصة لعرض مشاريع استثمارية لتشجيع مشاركة القطاع الخاص فى تنمية الاقتصاد». :وقال الدكتور عبد الرحمن الزامل رئيس الغرفة التجارية السعودية إن الكثير من المستثمرين عاشوا فترات إحباط كبيرة فى مصر لكن الاهتمامات التى يلمسوها تؤكد جدية الحكومة والدولة ،ولذلك حضر برفقته أكبر وفد من رجال الأعمال السعوديين قوامه 150 عضوا كلهم يعملون فى مجالات مهمة وحيوية،وشدد على أهمية المضى فى مشروع قناة السويس دون الالتفتات الى أى محاولات للتشكيك على غرار ما كان يجرى فى الماضى مع مشروعات ضخمة مماثلة ،ولفت فى تصريحات خاصة إلى أن الشركات السعودية ستشارك بكثافة وقوة فى هذا المشروع ثقة منها بعائده الكبير،وبعد أن أرسى الشيخ صالح كامل أول نواة بشركة ضخمة ستعمل به .. وقال الزامل :إن سرعة تجاوب الدولة المصرية وما تحقق خلال بضعة أشهر أذهل رجال الأعمال السعوديين ولمسنا تغييرا كبيرا من جانب الحكومة الكل يعمل فى كل اتجاه ووزراء شباب لديهم رؤية واضحة وخطة يتحركون وفقا لها.