تدرس الهيئة العامة للرقابة المالية عرض شراء إجبارى من شركة الوحدة للتنمية الصناعية، لشراء 30 مليون سهم تمثل نسبة 100% من أسهم رأسمال شركة مصر الوطنية للصلب - عتاقة، بسعر شراء نقدى يبلغ 11 جنيها للسهم الواحد، مطالبة البورصة بنشر مضمون الإعلان على شاشات التداول، واتخاذ اللازم من إجراءات رقابية حيال العمليات المنفذة المشتبه فى تنفيذها بناء على معلومات داخلية. وقد لاقي هذا الإجراء معارضة قوية من جانب العاملين في السوق؛ حيث يصفه البعض بأنه في حالة الموافقة علي هذا الإجراء فإنه بمثابة تشجيع لباقي رجال الأعمال في استخدام البورصة الاستخدام السيئ بتحقيق مكاسب شخصية لهم على حساب صغار المستثمرين. وحول وجه الاعتراض على هذا الإجراء يقول وائل عنبة رئيس مجلس إدارة شركة الأوائل للسمسرة: إنه تم طرح 10% من أسهم شركة مصر الوطنية للصلب - عتاقة في البورصة منذ عامين، علما بأن أسهم الشركة كانت مرهونة للبنوك وكانت حصيلة الطرح تستخدم لتسديد جزء من المديونيات وتم الطرح بسعر 19.40 جنيه للسهم. وقال إنه بعد الطرح انخفض سعر السهم في البورصة على مدار العامين الماضيين إلى أن وصل إلى 9 جنيهات مع قلة إحجام التعامل على السهم بسبب نتائج الأعمال التي كانت دون المستوى، بعكس ماكان عليه السهم قبل الطرح عند تجهيز الشركة للطرح في البورصة. وقال إن سعر التداول على السهم كان قد انخفض قليلا، فقامت الشركة في مارس الماضي بالإعلان عن نيتها شطب الشركة من البورصة اختياريا وتنوي شراء أسهمها من السوق، لكن البنوك الدائنة رفضت الشطب ولذلك لم يتمكن من شطب أسهمها ثم أتت بشركة لتقديم عرض شراء للأسهم بسعر 11 جنيها رغم أن سعر الطرح يقترب من 02 جنيها منذ عامين فقط. ويتساءل: أين دور هيئة الرقابة المالية والبورصة في حماية المستثمرين وذلك بعد تدخلهما في تسعير الاكتتابات عند دخولها البورصة وعدم إبداء الرأي في مدى ملاءمة سعر الطرح ومدى تمثيله بقيم الأصول والميزانية للشركة، في حين أن الهيئة والبورصة تدخلا في التداول وتسعير الأسهم وذلك بإلغاء طلبات وعروض على أسهم أخرى بحجة أن الأسعار مرتفعة، بل على العكس تطلب من الشركات التي ترفع أسعار أسهمها 50% خلال 3 أشهر بإعداد دراسة بالقيمة العادلة مع إلغاء عمليات التداول، وهذا يعد تدخلا صريحا في آليات العرض والطلب ويخرج البورصة من كونها سوقا، والسوق تعني حرية آليات العرض والطلب، فكيف للهيئة والبورصة أن تتخليا في التداول ولا تتدخل في تسعير الاكتتاب ويتساءل أيضا: لماذا تترك الأسهم تهبط بشكل كبير ولا تطلب دراسة قيمة عادلة لهذه الشركات في حين تطلب القيمة العادلة في حالة الصعود فقط وهذا نتج عنه انخفاض سعر سهم عتاقة أكثر من 05% من سعر الطرح دون أى تدخل من الهيئة أو البورصة، ويتقدم الآن بعرض شراء بسعر أقل من 50% من سعر الطرح. وقال وائل عنبة: إذا أتت الموافقة من الهيئة علي هذا الإجراء فإنه بمثابة تشجيع لباقي رجال الأعمال في استخدام البورصة استخداما سيئا بتحقيق مكاسب شخصية علي حساب صغار المستثمرين وذلك باتباع نفس السيناريو الذي حدث في سهم عتاقة، علما بأن هذا ماحدث مع سهم إعمار الذي طرح بسعر 4 جنيهات وسعره اليوم جنيهان، مع الأخذ في الاعتبار أن مايتم في سهم إعمار وعتاقة قانوني لكنه ضار بالمساهمين. وقال نادي عزام خبير أسواق المال: إنه تم التخطيط لطرح 10% من أسهم شركة مصر الوطنية للصلب (عتاقة) من خلال إظهار أرباح مرتفعه في 2013؛ حيث أظهرت الشركة في 11 شهرا عام 2013 قبل الطرح مباشرة أرباحا قدرها 45 مليون جنيه ليبلغ نصيب السهم فيها 1.50 جنيه مقابل 4.5 مليون جنيه في عام 2012 بواقع 15 قرشا فقط للسهم، وبذلك تمكنت من طرح 10% من أسهمها للاكتتاب في أوائل عام 2014 بسعر 19.40 جنيه للسهم بموافقة الهيئة العامة للرقابة المالية والبورصة المصرية. وبعد مرور 3 أعوام تناقصت فيها قيمة الجنيه المصري وزادت فيها قيم الأصول، جاءت شركة الوحدة للتنمية الصناعية لتقدم عرص شراء إجباري بنسبة 001% من أسهم الشركة بسعر 11 جنيها للسهم بانخفاض %76عن سعر الاكتتاب الذى باعت به الشركة أسهمها للأفراد المصريين، وعندما يتم مقارنة قيمة الجنيه المصري الشرائية وإجراء المقارنة بعد مرور 3 سنوات وتخفيض قيمة العملة رسميا %15 علاوة علي 03% أخرى منتظر تخفيضها مقانة بالسوق الموزاية للعملات الأجنبية فإننا نجد أن نسبة خسائر الأفراد المكتتبين في أسهم هذه الشركة اقتربت من 150% بعيد عن المضاربات علي شاشات التداول وعلي مرأى ومسمع الهيئة العامة للرقابة المالية والبورصة وربما مباركتهما عملية الاستحواذ. وقال إن ما يحدث هو شبيه بعمليات نصب ملتوية علي الأفراد المتعاملين في سوق المال، وعلي الهيئة العامة للرقابة المالية التدخل لمنع ذلك وحماية الأفراد وحقوقهم من التحايل عليهم بغطاء من القانون. ويقول صلاح حيدر المحلل الاقتصادي: جاء عرض شركة الوحدة الصناعية للاستحواذ علي أسهم شركة مصر الوطنية عتاقة غير مفاجئ بأي شكل من الأشكال، فبعد أن كانت الشركة قاب قوسين من شطب أسهمها من السوق شطبا اختياريا وشراء أسهمها من المساهمين والعدول عن هذا القرار بسبب عدم موافقة البنوك الراهنة على الشطب (حيث تتحصل الشركة علي قروض بنكية بضمان أسهمها). جدير بالذكر فإن 105 من أسهم الشركة هو المتداول في السوق لذلك فإنه يمكن رؤية أن إدارة الشركة لا تحفز الوجود في بورصة الأوراق المالية المصرية، لذا فإن وجود عرض استحواذ علي أسهم الشركة غير مفاجئ وخاصة أن شركة الوحدة للتنمية الصناعة تقع تحت مظلة رئيس مجلس إدارة شركة مصر الوطنية للصلب عتاقة جمال الجارحي. ويضيف حيدر: من جهة أخرى يلقي عرض الاستحواذ بعض علامات الاستفهام حول السعر المقدم للعرض البالغ 11 جنيها للسهم، بالرغم من أن الشركة تم طرح حصة منها في السوق في 2013 بسعر 19.40 جنيه للسهم بالرغم من تطور ربحية الشركة خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة بشكل جيد، فحققت الشركة صافي ربح قدره 44.885 مليون جنيه 271.25 مليون جنيه و 96.645 مليون جنيه كصافي أرباح للأعوام 3102 و4102 و5102 ، لذلك فمن المتوقع أن تقوم هيئة الرقابة المالية بطلب دراسة للقيمة العادلة للسهم لحماية المسثتمرين. وقمنا بالاتصال برئيس مجلس ادارة شركة مصر الوطنية للصلب - عتاقة، المهندس جمال الجارحى، ولم نتوصل إليه حتى مثول المجلة للطبع.