يبدو أن الجنيه المصري سيتنفس الصعداء خلال الفترة القادمة بعد ان عاش منذ أواخر نوفمبر من العام الماضي في حرب طاحنة امام الدولار وباقي العملات الاجنبية تراجع علي اثرها لمستويات لم يصل اليها منذ7 سنوات مضت وتضاربت الاسباب وراء هذه الدرجة المخيفة من التراجع التي تخطي فيها حاجز7.15 جنيه مقابل الدولار الامريكي حيث ارجعها البعض الي متطلبات توافقية مع سياسة صندوق النقد الدولي لمنح مصر4.8 مليار دولار وتحرير سعر صرف الجنيه مقابل الورقة الخضراء او ارتفاع عجز الموازنة خلال العام الجاري. ويتلمس متعاملون بأسواق الصرف اسبابا قد تؤدي الي ارتفاع سعر صرف الجنيه مقابل الدولار خلال الفترة المقبلة نتيجة المساعدات العربية التي تقدر بنحو12 مليار دولار ستمكنه من استعادة جزء من قوته مقابل الدولار الامريكي. وبدأ الجنيه تعاملاته امام الدولار علي استقرار واضح خلال الاسبوع الماضي حيث بلغ متوسط سعر صرف الدولار مقابل الجنيه6.99 جنيه للشراء و7.03 جنيه للبيع كما تراجع الدولار في الاسواق الموازية ليصل سعره ما بين7.10 و7.12 جنيه خلال تعاقدات الاسبوع الماضي مقابل7.15 في الاسبوع السابق له. ويتوقع خبراء سوق الصرف انحسار الاسعار بالسوق الرسمية وحتي نهاية الشهر الكريم ويعزز من ذلك تراجع حركة الاستيراد بعض الشيء الامر الذي يخفف الاعباء علي الجنيه مقابل الورقة الخضراء. البداية مع محمد الابيض مدير شعبة الصرافة بالاتحاد العام للغرف التجارية الذي يتوقع ارتفاع قيمة الجنيه مقابل الدولار الامريكي سواء في الاسواق الرسمية او الموازية مستفيدا من حالة الهدوء في الطلب علي الدولار وكذلك المساعدات العربية التي تدعم العملة المحلية مقابل الورقة الخضراء. وتابع الأبيض: اسعار تداول الدولار الامريكي واصلت تراجعا ملحوظا بالاسواق الموازية نتيجة عدم وجود طلب علي شراء الدولار علي الرغم من وجود زيادة نسبية في المعروض من الدولار من قبل بعض العملاء. واشار الي ان الطلب علي الاستيراد ضعيف الي حد ما وهو ما ساهم في حصار الاسواق السوداء التي تنتعش في ظل تنامي الطلب علي الدولار كما ان المساعدات العربية ستدعم الجنيه المصري بعد الحديث عن ضخ12 مليار دولار تلقي المركزي منها5 مليارات دولار من السعودية والامارات حتي الآن. ومن جانبه اكد محمد فاروق مساعد مدير ادارة الاموال بأحد البنوك الاجنبية ان تدفق المساعدات والمنح العربية علي مصر سيعزز من موقف الجنيه مقابل الدولار الا انه لابد من عودة النشاط مرة اخري لقطاعات السياحة وتحويلات المصريين بالخارج باعتبارهما عنصرين رئيسيين في تدفق العملة الصعبة الي البلاد التي تعمل علي توافر الورقة الخضراء ومحاصرة السوق السوداء وكذلك استقرار المعاملات الرسمية بالبنوك. وتابع فاروق تحظي الاوضاع التي اعقبت30 يونيو دون خسائر كبيرة علي سعر صرف الجنيه احد اهم المؤشرات الايجابية بشأن قدرة الجنيه علي استعادة ما فقده من قروش امام الدولار الامريكي تقدر بنحو4 قروش كاملة. واشار الي ان المركزي من الممكن ان يتدخل سواء عبر العطاءات الدولارية او اي اجراء غير معلن يسهم بشكل رئيسي في استمرار حصار السوق السوداء للعملة كما ان زيادة الاحتياطي من النقد الاجنبي الذي سيصل الي20 مليار دولار بنهاية يوليو الماضي ستدعم الجنيه من خلال توفير سيولة دولارية لمقابلة الطلب علي الورقة الخضراء. وتابع: تراجعت اسعار الدولار في عطاءات بيع الدولار التي ينظمها المركزي الاسبوع قبل الماضي ليسجل الدولار6.99 جنيه بعد ان ضخ المركزي نحو115 مليون دولار كسيولة في عروق عبر العطاءات بمقدار38.5 مليون دولار كل فرد لمواجهة الطلب علي السلع وتوفير الدولار للاستيراد الخاص بالسلع الاساسية مثل الدواء والغذاء.