تراجع الجنيه وارتفاع التضخم والاستثمار الآمن .. 3 أسباب تقف وراء الطوابير التي شهدها الحجز على شقق مشروع «ماونتن فيو آى سيتى»، والذي يعتبر الشراكة الأولى بين هيئة المجتمعات العمرانية والشريك السعودي «سيسبان» السعودية، باستثمارات 3.6 مليار دولار. يتضمن المخطط العام للمشروع إنشاء مجتمع عمراني متكامل يضم 81 ألف وحدة سكنية، وتتوزع نسبة الشراكة فيه بواقع 60% ل «ماونتن فيو - سيسبان»، و40٪ لوزارة الإسكان، ممثلة في هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، حيث يعتبر المشروع إحدى ثمرات المؤتمر الاقتصادي بشرم الشيخ. وقال حسين عمر، المثمن العقاري، إن مشروعات الإسكان الفاخر ك»موانتن فيو»، يقبل علها شريحة معينة من المصريين تفضل المشروعات المخططة تخطيطا فاخرا، ولا تعتبر مشروعات متجانسة كالتجمع، والذي رغم أنه ينتمي لشريحة الإسكان الفاخر إلا أنه يتضمن تجانسا بشريا ممثلا في ساكني القصور والفيلات والوحدات الفاخرة والوحدات المتوسطة وحتى وحدات الإسكان الاجتماعي. وأضاف أن ارتفاع الدولار جعل تلك الشريحة تلجأ للعقار، فالشقة التي يتراوح سعرها بين مليون و5 ملايين جنيه حاليا سيرتفع سعرها مستقبلا وتعتبر مخزونا جيدا لقيمة العملة المحلية، كما أنه لن ينخفض مهما ارتفع حجم المعروض منه على عكس الإسكان التعاوني والاجتماعي والذي قد تقل قيمته إذا استطاعت الدولة توفير المعروض بشكل أكبر من الطلب. وأضاف أن العقار يمثل قيمة اقتصادية محتفظة بذاتها على عكس الشهادات التي رغم ارتفاع فائدتها، لكنها لا تحتفظ بالقيمة السوقية للجنيه وتنخفض بانخفاض قيمته، مضيفا أن الشريحة التي تقبل على ذلك النمط من الإسكان تتراوح بين 9 و12٪ من المصريين، وما زاد عنها فهم العرب الذين ينتمون لشرائح ذات دخل مرتفعة ويقبلون عليها أيضا خاصة الليبيين. وقال إن دخول الدولة كممول بحصة في المشروع بنسبة 40% تعادل قيمة الأرض أعطى المشروع ميزة أكبر من مشروعات الإسكان الفاخر الأخرى لأنه يحمل مصداقية كبيرة لدى المواطن حتى وإن كان المنفذ شركة خاصة. وأشار إلى أن عنصر المكان يمثل دافعا قويا للإقبال فالمنطقة الشرقية لمصر سيكون لها مستقبل واعد، وذوو الدخل المرتفع بدأوا يدركون ذلك، لقربها من العاصمة الإدارية ومشروعات القناة على عكس المنطقة الغربية في 6 أكتوبر والفيوم، والتي لها ميزة أكبر من حيث الإسكان المرتبط بالصناعة. ووافقه الرأي عمر الطهطاوي، رئيس تحالف المقاولين المصريين وصاحب إحدى شركات العقارات، الذي أكد أن العقار أصبح أفضل استثمار آمن في مصر حاليا في ظل ارتفاع الدولار. ورفض فرض ضريبة تصرفات عقارية واقترح بدلا منه استحداث طابعة بريد عقاري للمعاملات السكنية والعقارية بقيم مختلفة وفقا لقيمة الوحدة واستخدام عائده في بناء وحدات سكنية لمتوسطي ومحدودي الدخل، مضيفا أنه تم بناء 500 ألف وحدة سكنية لمحدودى الدخل فى الآونة الأخيرة وهو أكبر عدد تم بناؤه في تاريخ مصر، وهو ما يثبت أن رئيس الجمهورية يولي اهتماما كبيرا بهم. وشدد على ضرورة قيام الشركات المصرية بإنشاء المشروعات الضخمة التي تبنى في مصر خلال الفترة المقبلة حيث توجد 70 ألف شركة عقارية يجب أن يكون لها الأولية في مشروعات البناء والتطوير داخل البلاد،. أما طارق حلمي، العضو المنتدب للمصرف المتحد سابقا، فأكد أن الاستثمار العقاري لا يزال في عُرف الكثير من المصريين محل ثقة، خصوصا في السنوات التي أعقبت ثورة 25 يناير، حيث لم يتأثر بالأزمة الاقتصادية والأوضاع الأمنية التي شهدتها مصر ولم تنخفض أسعاره. وأضاف أن فكرة اقتناء الأرض والعقار نفسية لدى المصريين ربما بسبب أصولنا الزراعية، ويعتبرونها مثالا للأمان، وأغلب الحاجزين في ماونتن فيو كان هدفهم الاستثمار في المقام الأول، رافضا فكرة فرض ضريبة تصرفات عقارية على الاستثمار العقاري، قائلاً: «لا نريد أن نحجم أي استثمار ناجح بالضرائب ونحوله لجباية.. الظروف الحالية لا تسمح يمكن بعد خمس سنوات، ولدينا في ضريبة البورصة خير عبرة» واستبعد إمكانية حدوث فقاعة عقارية في مصر، فالبنوك عندما تقرض تعتبر الوحدة السكنية هي الضمان وطالما أن أسعار العقارات بمصر مرتفعة ولا تقل، فلن تحدث أي أزمة كما حدث بأمريكا ودبي، كما أن أغلب الأموال التي تخرج للاستثمار في العقار تكون من «تحت البلاطة» كشهادات قناة السويس. وقالت شركة «ماونتن فيو» إن التزاحم المفاجئ نتيجة ازدياد أعداد العملاء الراغبين في حجز مشروع «ماونتن فيو- أى سيتى»؛ مما أدى إلى التأخير في إتمام عملية الحجز وعدم قدرتها على تقديم مستوى الخدمة المعتادة لعملائها. وشددت على أنها ستقوم بالتواصل مع كل الحاجزين الذين قاموا بالحجز في المرحلة الأولى لتتيح لهم الفرصة الكاملة للاطلاع واختيار وحداتهم السكنية الملائمة لهم خلال مهلة تمتد إلى منتصف يونيو الحالي، كما أنها ستقوم بالإعلان عن خطة كاملة لنظام حجز الوحدات الجديدة بالمرحلة الثانية للمشروع خلال أسابيع. وحول معدل الإقبال المتزايد، قالت الشركة إنه دليل على الثقة في السوق العقارية المصرية رغم الوضع الاقتصادي الذي تمر به البلاد، كما أن شراكة وزارة الإسكان في المشروع تعطي ثقة كبيرة لدى المواطنين بالمشروع.