أ ف ب اثار نشر تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا تسجيل فيديو يظهر إحراق جنديين تركيين وهما على قيد الحياة، ردود فعل غاضبة في تركيا على وسائل التواصل الاجتماعي الجمعة، فيما لم يصدر بعد رد فعل رسمي عن الحكومة التركية. ويظهر في الفيديو الذي تبلغ مدته 19 دقيقة ونشرته "ولاية حلب" في شمال سوريا، رجلين يرتديان بزة عسكرية يتم اخراجهما من قفص قبل ان يتم تقييد ايديهما واحراقهما احياء. ونشر الفيديو على عدة مواقع جهادية ويعتقد انه صور في المنطقة التي يطلق عليها التنظيم المتطرف اسم "ولاية حلب" في شمال سوريا. وفي التسجيل يهاجم عنصر من التنظيم الجهادي باللغة التركية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ويدعو إلى إحراق تركيا وتدميرها. وقبل إحراقهما، عرف الجنديان عن نفسيهما بالتركية. وقال احدهما إنه يدعى فتحي شاهين ومن مواليد قونية (وسط تركيا)، والثاني سفتر تاش (21 عاما) خدم في كيليس. وتشبه هذه اللقطات تسجيل فيديو آخر نشره تنظيم الدولة الإسلامية العام الماضي لاحراق الطيار الأردني معاذ الكساسبة الذي اسره التنظيم الجهادي بعد سقوط طائرته في سوريا في ديسمبر 2014. وكان الجيش التركي أكد الشهر الماضي أنه فقد الاتصال باثنين من جنوده في سوريا بعيد إعلان وكالة "أعماق" التابعة للتنظيم الجهادي مسؤولية الأخير عن اختطافهما. وحتى منتصف نهار الجمعة لم تصدر السلطات التركية بعد رد فعل رسمي على الفيديو، الا انه من المقرر ان يتحدث رئيس الوزراء بن علي يلدريم في وقت لاحق من اليوم في ازمير غرب تركيا. ورغم الصعوبة التي واجهها الاتراك في الدخول على مواقع التواصل الاجتماعي خاصة تويتر وفيسبوك، الا انهم تحدثوا عن الفيديو وقالوا "انه كابوس". وزاد نشر الفيديو من معاناة الاتراك الذين شهدوا العديد من الاعتداءات من بينها هجمات اعلن تنظيم الدولة الاسلامية مسؤوليته عنها، ومحاولة انقلاب دموية فاشلة اضافة الى اغتيال السفير الروسي في انقرة. وقالت وكالة الاناضول التركية للانباء ان الشرطة اعتقلت 31 شخصا يشتبه بعلاقتهم بالتنظيم المتطرف وتطارد عشرة اخرين. ولم يتضح ما اذا كانت الاعتقالات لها اية علاقة بالفيديو. جاء نشر تسجيل الفيديو الجديد غداة مقتل 16 جنديا تركيا خلال معارك قرب مدينة الباب احد معاقل تنظيم الدولة الإسلامية في شمال سوريا، التي تبعد 25 كيلومترا عن الحدود التركية. وهذه أسوأ خسارة تتكبدها القوات التركية في يوم واحد منذ تدخلها في سوريا في اغسطس 2016. ويدل ارتفاع هذه الحصيلة على تكثف المعارك التي تسعى تركيا من خلالها منذ اسابيع للسيطرة على مدينة الباب في اكبر اختبار لقوتها منذ تدخل قواتها في سوريا. ووفقا لحصيلة أعدتها وكالة فرانس برس، فإن ما لا يقل عن 38 جنديا تركيا قتلوا في سوريا منذ انطلاق عملية "درع الفرات" التركية في 24 آب/أغسطس. وصرح الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الخميس في خطاب في انقرة "قد يكون علينا دفن شهداء (...) لكننا مصممون على الوفاء لارواحهم والدفاع عما تركوه لنا ومتابعة هذه المعركة" في سوريا ضد الجهاديين. واضاف ان "تركيا تخوض اخطر مواجهة منذ حرب الاستقلال" التي ادت الى اعلان استقلال تركيا الحديثة في 1923. وبعدما ساعدت فصائل المعارضة السورية على طرد تنظيم الدولة الاسلامية من عدة بلدات خصوصا جرابلس والراعي ودابق، وجهت انقرة قواتها نحو الباب، معقل الجهاديين الواقع في ريف حلب على بعد 35 كلم شمال شرق مدينة حلب. ويبدو ان الجهاديين يبدون مقاومة اكثر شراسة حيث ان الحملة التركية التي كانت تتقدم بسرعة بعيد اطلاقها، تراوح مكانها الان فيما يسقط عدد متزايد من القتلى او الجرحى من الجنود الاتراك. وقال وزير الدفاع التركي فكري ايتشيك امام البرلمان الخميس ان 1005 جهاديين و299 مقاتلا مرتبطين بوحدات حماية الشعب الكردي قتلوا في العملية التركية حتى الآن. وتعتبر انقرة وحدات حماية الشعب الكردية "منظمة ارهابية" مع انها متحالفة مع الولاياتالمتحدة في قتال تنظيم الدولة الاسلامية. وقال الجيش ان المواجهات الاخيرة جرت حول مستودع للاسلحة كان يستخدمه التنظيم في السنتين الاخيرتين. وتدعم تركيا معارضين سوريين لكنها بقيت بمنأى من معركة حلب المفصلية. وباتت حلب الان تحت سيطرة الجيش السوري في شكل شبه كامل. وتتولى روسياوتركيا اللتان تحسنت علاقتهما في الاشهر الاخيرة، مع ايران رعاية هدنة اتاحت اجلاء آخر مسلحي المعارضة وعدد كبير من المدنيين من شرق حلب.