السيد حسين صدر حديثًا عن دار المؤلف ببيروت رواية "ياقوت" للكاتبة اللبنانية المقيمة في لندن مريم مشتاوي وتدور أحداث الرواية بين الأرض والسماء مركزة على مأساة اللاجئين السوريين في طريقهم إلى المنافي والكوارث التي تعرضوا لها وخاصة الأطفال الذين قضوا غرقاً في البحر. الشخصية الرئيسة في الرواية هي "ياقوت" الموسومة الرواية باسمها وهي حبيبة محمد التي هربت معه إلى المنفى ولكنها ماتت غرقاً لتصعد روحها إلى السماء... ومن هناك تُعطى مهمة جديدة وهي مراقبة المراكب الفارة من الساحل التركي إلى الساحل اليوناني وانقاذ الأطفال الذين يتعرضون للغرق قبل أن يأكلهم سمك القرش. وهذه هي الرواية الثانية للكاتبة بعد روايتها الأولى "عشق".. وكانت أيضاً قد أصدرت عدداً من المجاميع الشعرية آخرها "حين تبكي مريم".
ومن أجواء الرواية:
في الماضي حين كنت أفكر بكلمة لجوء كانت تحضر طفولتي وينده لي حضن أمي ... ويغريني حضن الحبيب ... أرتمي عليه بضع دقائق كي ينبت لي على غفلة جناحا طير... حين كنت أفكر بكلمة لجوء كنت أفتح جناحيّ حتى أقصى مداههما وأحلق بعيداً وهناك تكون أحلامي ، بيضاء مثل مشحة عابرة لها قدسيتها... حين كنت أفكر بكلمة لجوء كنت أفكر بالدفء بالأمان بأوراق الليمون المستلقية بحنو فوق التربة... أفكر ببقايا حليب على وجه أخي الصغير وبابتسامة خافتة توحي بالرضا... ما أعظم معنى كلمة اللجوء يا أبي وكيف شوهها الطغاة حين تمكنوا منها... فكل ما يسند إليهم يفقد معناه حتى الأوطان.
الجدير بالذكر أن مريم مشتاوي شاعرة بريطانية، لبنانية أستاذة لغة عربية في «سواس» كلية الدراسات الشرقية والإفريقية التابعة لجامعة لندن منذ أكثر من عشر سنوات. صدر لها من قبل عدد من المجاميع الشعرية منها: «حبيب لم يكن يومًا حبيبي»، "ذكريات في حلم"، «ممر وردي بين الحب والموت»، «هالوين الفراق الأبدي» وديوان «حين تبكي مريم». وصدر لها مؤخراً روايتان عن دار المؤلف: الأولى بعنوان "عشق" والثانية "ياقوت"...ونشرت لها عدة مقالات وكتابات في عدد من الصحف العربية. ولها أيضاً مساهمات نقدية عديدة نُشرت في جريدة الشرق الأوسط اللندنية. وأسست مشتاوي صالونًا ثقافيًا ذي طابع خيري في لندن بغية مد الجسور الثقافية والحضارية بين عالمنا العربي والغرب؛ وهو يُعنى بمساعدة الأطفال المصابين بمرض السرطان والأطفال السوريين والعراقيين اللاجئين بمشاركة وحضور إحدى الجمعيات الخيرية المعنيَّة.