عبد الرحيم رجب الشهامة؛كان لنبيُّنا -صلى الله عليه وسلم- النصيب الأوفى من هذه الصفة، فكان -صلوات الله وسلامه عليه- كما وصفه الصحابة الكرام: "أحسن الناس، وأجود الناس، وأشجع الناس، قال: وقد فزع أهل المدينة ليلة سمعوا صوتًا!! قال: فتلقاهم النبي على فرسٍ لأبي طلحة، وهو متقلِّد سيفه، فقال: لم تراعوا،لم تراعوا –لا تقلقوا-، ثم قال رسول الله: "وجدته بحرًا"؛ يعني: الفرس". وعن الشهامة حكى ربُّ العزة عن نبيِّه موسى حين، قال: "وَلَمَّا وَرَدَ مَاء مَديَنَ وَجَدَ عَلَيهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امرَأتَينِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطبُكُمَا قَالَتَا لا نَسْقِي حَتَّى يُصدِرَ الرِّعَاء وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ..." وصفت الآية الكريمة موقف سيدنا موسى عندما رأى منظرًا لم يعجبه؛ حيث وجد الرُّعاة يسقون ماشيتهم من تلك البئر، وعلى مقرُبة منهم تقف امرأتان تمنعان غنمهما عن ورود الماء؛ استحياءً من مزاحمة الرجال، فأثَّر هذا المنظر في نفس موسى وحرَّك مشاعره؛ إذ كان الأولى أن تسقى المرأتان أغنامهما أولًا، وأن يفسح لهما الرجال ويعينوهما؛ وهو ما تقتضيها بواعث الشهامة عند الرجال، فذهب موسى إليهما وسألهما عن أمرهما، فأخبرتاه بأنهما لا تستطيعان السقي إلا بعد أن ينتهي الرجال من سقى ماشيتهم، وأبوهما شيخ كبير لا يستطيع القيام بهذا الأمر، وعندها تحركَّت في قلب موسى ومشاعره عوامل الشهامة والرجولة بعد ما رأى من عجز المرأتين عن سقي ماشيتهما؛ وهو ما دفعه إلى مُزاحمة الرجال وأن يدلي بدلوه بين دلائهم حتى تشرب الماشية. كيف أكون شهمًا؟ · الإيمان بالقضاء والقدر؛ فالإنسان المؤمن بقضاء الله لا يخشى شيئًا فكل شيء بقضاء الله وقدره. · الصبر؛ فالصبر يذهب الجزع ويُورِث الشهامة. · الشجاعة. · مصاحبة ذوي الشهامة. ثمرات الشهامة.. · الشهامة؛ تُحفَظ بها الأعراض، وتنشر الأمن والأمان في المجتمعات. · الشهامة؛ تنشر المحبة بين الناس وتُزِيل العداوة. · الشهامة؛ من صفات الرجال العظماء ذوي المروءة. · الشهامة؛ صفة تجعل من صاحبها عفيف النفس شريفًا.