مصطفى حمزة نشر ما يعرف بتنظيم الدولة «داعش»، مساء اليوم السبت، مقطع فيديو جديدًا بعنوان «خذلوا عن دولتكم» لتبرير قتل المدنيين في الدول الأمريكية والأوروبية، والرد على عدد من العلماء الذين يحرمون ذلك، واصفًا إياهم بأنهم "حمير العلم". وتضمن الفيديو الذي أصدرته ما تعرف ب«ولاية الخير» صورًا لعدد من المشايخ المصريين والسعوديين أمثال محمد حسان ومحمد سعيد رسلان والشيخ صالح الفوزان، عضو هيئة كبار العلماء بالسعودية، والشيخ صالح آل الشيخ، وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد السعودي، والدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، والدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، وعائض القرني ونبيل العوضي ومحمد العريفي، وسلمان العودة، والداعية الأردني علي الحلبي، والجهادي الهارب في لندن هاني السباعي، قائلًا إنهم: «لا إلى الطواغيت هجروا، ولا إلى الجهاد نفروا»، وأنهم يقتصرون على الرباط عبر التغريدات وغزوات الفضائيات، ولم يطلق أحدهم في سبيل الله طلقة، ولم يشهد مع المجاهدين في الساحات مشهدًا –على حد قوله. كما تضمن الفيديو لقطات ومشاهد من الاعتداءات الصهيونية على نساء وأطفال فلسطين، وأخرى لاعتداءات قوات التحالف الداعمة لبشار الأسد في سوريا، والقصف الجوي على المدنيين والأطفال، وشهادات لبعض الأهالي المدنيين الذين تضرروا من ضربات التحالف، مؤكدين أنهم كانوا يعيشون في أمن وأمان في ظل دولة الخلافة المزعومة «داعش» قبل هذه الضربات –على حد قولهم. وزعم المقطع أن الإسلام جعل الأصل في دماء الكفار الحل والإباحة، وأن العلاقة بين المسلمين والكفار قائمة على الحرب والقتال حتى يدخلوا في الإسلام، أو يعصموا دمائهم بدفع الجزية، مستشهدين بحديث النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيحين حيث قال: (أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا: لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَمَنْ قَالَهَا فَقَدْ عَصَمَ مِنِّي مَالَهُ وَنَفْسَهُ إِلَّا بِحَقِّهِ، وَحِسَابُهُ عَلَى اللَّهِ). وبرر أحد القادة الشرعيين في التنظيم ويدعى «أبو إيثار الجزراوي» مقتل غير المسلمين (حكامًا ومحكومين) بحجة أنهم لم يؤمنوا بالله ولم يدفعوا الجزية ولم يعطهم أحد الذمة أو العهد، متسائلًا: «هل هناك دولة تحكم بشرع الله أعطتهم الذمة؟!». وتابع تبريراته بأن هؤلاء المجرمين –يقصد الأمريكان وغيرهم- حينما يدخلون بلاد الإسلام يتعمدون قصف عوام المسلمين، وأن عناصر «داعش» تعاقبهم بالمثل، قائلًا: «ندمر كما دمروا، ونرعب كما أرعبوا، ونخوف كما خوفوا، ونرمل كما رملوا، ونيتم كما يتموا». واستشهد القيادي الداعشي على هذا التبرير بعدد من الآيات القرآنية، حيث يقول الله تعالى: {وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا} وقوله: {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ} وقوله: {فَمَنْ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ}. وأشار إلى أن هؤلاء لا عهد لهم ولا أمان حتى يدخلوا في دين الله أو يخرجوا من أراضي المسلمين، وعلى رأسها القدس و«الأندلس»، وحتى يتركوا دعم الطواغيت المبدلين لشرع الله –يقصد بهم الحكام العرب، ويخرجوا من قواعدهم في الجزيرة والأردن، والعراق وقطر وغيرها، وحتى يتوقفوا عن تنصير المسلمين في ليبيا ومصر وغيرها من بلاد المسلمين، ويخرجوا الأسرى المسلمين من السجون، ويعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون. وتضمن الفيديو ردًا على العلماء الذين يحرمون قتل المدنيين، باعتبارهم غير محاربين، حيث استشهد أبو إيثار الجزراوي على تبريره بأن النبي صلى الله عليه وسلم نصب المنجانيق في الطائف، وهي آلة عسكرية لا تفرق بين المقاتلين وغير المقاتلين، لافتًا النظر إلى أن المدنيين هم الذين جلبوا هذه الحكومات المحاربة للإسلام والمسلمين عن طريق مشاركتهم في عملية التصويت أثناء الانتخابات، بالإضافة إلى أنهم يساهمون في تمويل ميزانيات الجيوش وأجهزة المخابرات وتسليح جيوش هذه الدول من خلال دفعهم الضرائب، كما أنهم يدعمون حكوماتهم بتجديد الثقة فيها لتستمر في محاربة المسلمين. وحرض المسلمين في هذه البلاد على قتل المدنيين فيها بأي وسيلة، قائلًا: «فتوكل على الله واقتله بأي وسيلة أو طريقة كانت» مغلقًا باب العقل والتفكير بقوله: «ولا تشاور أحدًا ولا تستفت أحدًا، سواءً كان الكافر مدنيًا أو عسكريًا، فهم في الحكم سواء، كلاهما كافر، محارب، مستباح الدم والمال»، مضيفًا: «الدماء لا تعصم بالملابس، فلا الزي المدني يعصمها، ولا الزي العسكري يبيحها، وإنما تعصم بالإسلام والأمان، وتباح بالكفر». ووصف المقطع عملية الدهس الجماعي في مدينة «نيس» الفرنسية، ب«غزوة نيس المباركة»، مطالبًا بابتكار أي وسيلة قتل وتنكيل ونكاية في العدو، مرددًا عبارة أبو محمد العدناني المتحدث باسم التنظيم والتي قالها عام 2014م: «فإن عجزت عن العبوة الناسفة أو الرصاصة فاستفرد بالأمريكي أو الفرنسي الكافر أو أي من حلفائهم فارضخ رأسه بحجر أو انحره بسكين أو ادهسه بسيارتك أو ارمه من شاهق، أو اكتم أنفاسه، أو دس له السم». وهدد الدول الأمريكية والأوروبية بمستقبل من العمليات التي وصفها بأنها «أدهى» و«وأمر» داخل بلادهم وفي عقر ديارهم، خلال الأسبوع المقبل، مؤكدًا أن الحصون الأمنية لن تمنعهم من القيام بذلك.