لحظة بلحظة.. تنسيقية شباب الأحزاب تواصل مراقبة انتخابات النواب 2025    طلاب خدمة اجتماعية بني سويف ينظمون 5 زيارات ميدانية لمؤسسات رعاية    انتخابات مجلس النواب 2025.. القيادات الدينية تدلي باصواتها في الانتخابات البرلمانية بسفاجا "صور"    انطلاق التصويت في أسوان وسط إقبال ملحوظ على لجان انتخابات مجلس النواب 2025    تنوع الإقبال بين لجان الهرم والعمرانية والطالبية.. والسيدات يتصدرن المشهد الانتخابي    مواقيت الصلوات الخمس اليوم الاثنين 10 نوفمبر 2025 في محافظة بورسعيد    «مفوض الاتحاد الأوروبي للسياحة»: المتحف الكبير رمزاً للوجه الحضاري لمصر الحديثة    بعد ارتفاع الأوقية.. قفزة في أسعار الذهب محلياً خلال تعاملات الاثنين    سعر الذهب اليوم الاثنين 10 نوفمبر 2025 في الصاغة وعيار 21 بالمصنعية بعد الزيادة (تحديث جديد)    نصر الله: الذكاء الاصطناعي التوليدي يفتح عصرًا جديدًا من الابتكار للشركات الناشئة في المنطقة    أسعار الخضراوات والفاكهة اليوم الإثنين 10 نوفمبر 2025    ارتفاع معدل التضخم الشهري 1.3% في أكتوبر 2025    الاثنين 10 نوفمبر 2025.. البنك المركزي يطرح سندات خزانة ب 20 مليار جنيه    إيران: تصريحات ترامب بشأن الهجوم على طهران تمثل اعترافا صريحا بارتكاب جريمة دولية    كيف مرر الشيوخ الأمريكى تشريعاً لتمويل الحكومة؟.. 8 ديمقراطيين صوتوا لإنهاء الإغلاق    بعد حجة جديدة.. إلغاء جلسة لمحاكمة نتنياهو في قضايا الفساد    إعصار «فونج وونج» يجتاز الفلبين مخلفا قتيلين ومئات آلاف النازحين    تعزيز الشراكة الاستراتيجية تتصدر المباحثات المصرية الروسية اليوم بالقاهرة    اليوم.. أحمد الشرع يلتقي ترامب في البيت الأبيض    الأهلي يُخطر جهاز المنتخب الوطني بإصابة تريزيجيه    بعثة الأهلي تغادر مطار دبي للعودة إلى القاهرة بعد التتويج بالسوبر    إطلاق منصات رقمية لتطوير مديرية الشباب والرياضة في دمياط    منتخب مصر للناشئين يحجز مقعده في دور ال32 من كأس العالم بقطر قبل مواجهة إنجلترا    أحمد شوبير يعلق على أزمة رفض زيزو مصافحة هشام نصر في كأس السوبر    الزمالك عن إيقاف القيد بسبب فرجاني ساسي: متوقع وننتظر الإخطار الرسمي    خلافات سابقة.. الداخلية تكشف ملابسات مقتل صاحب مطعم شهير بحلوان طعنا بسلاح أبيض    حالة الطقس .. البلاد على موعد مع انخفاض حاد فى حرارة الجو بعد 48 ساعة    اندلاع حرائق مفاجئة وغامضة بعدة منازل بقرية في كفر الشيخ | صور    «الداخلية»: تحرير 1248 مخالفة «عدم ارتداء الخوذة» ورفع 31 سيارة متروكة بالشوارع خلال 24 ساعة    التعليم: تغيير موعد امتحانات شهر نوفمبر في 13 محافظة بسبب انتخابات مجلس النواب    وصول أسرة المتهم الثاني بقضية «الدارك ويب» لحضور ثاني جلسات الاستئناف    «الداخلية» تكشف حقيقة مشاجرة بين قائدي سيارتين    محمد صبحي يتعرض لوعكة صحية تتسبب في إغماء مؤقت.. ونقله للمستشفى    عرض فيلم مروان حامد الست بطولة منى زكي في مهرجان مراكش السينمائي    مسرح وكتابة سيناريو.. ورش تدريبية لأطفال المحافظات الحدودية بمشروع «أهل مصر»    عائلات زكي رستم وشكوكو وسيد زيان يكشفون أسرارا جديدة عن حياة الراحلين (تفاصيل)    لماذا استعان محمد رمضان بكرفان في عزاء والده؟ اعرف التفاصيل .. فيديو وصور    جهود شاملة للحد من التدخين وحماية الصحة العامة وتحقيق تقدم في مكافحة التبغ    انطلاق أعمال التصويت في انتخابات مجلس النواب 2025 بالمهندسين    عاجل- بدء سداد رسوم حج القرعة لموسم 2026 بالبنوك الوطنية ومكاتب البريد    رئيس الوزراء يدلي بصوته في انتخابات مجلس النواب 2025 بالمدرسة اليابانية بالجيزة    «السادة الأفاضل» يتصدر الإيرادات السينمائية بأكثر من 3 ملايين جنيه    د.حماد عبدالله يكتب: " الأصدقاء " نعمة الله !!    الرئيس الأمريكي يصدر عفوا عن عشرات المتهمين بالتدخل في انتخابات 2020    «الصحة»: التحول الرقمي محور النسخة الثالثة من المؤتمر العالمي للسكان    أمريكا: اختبارات تكشف الجرثومة المسببة لتسمم حليب باي هارت    واشنطن تضغط على إسرائيل لبدء المرحلة الثانية من خطة ترامب    «أنا مش بخاف ومش هسكت على الغلط».. رسائل نارية من مصطفى يونس بعد انتهاء إيقافه    الزراعة: تحصينات الحمي القلاعية تحقق نجاحًا بنسبة 100%    السوبرانو فاطمة سعيد: حفل افتتاح المتحف الكبير حدث تاريخي لن يتكرر.. وردود الفعل كانت إيجابية جدًا    «لاعب مهمل».. حازم إمام يشن هجومًا ناريًا على نجم الزمالك    الأهلى بطلا لكأس السوبر المصرى للمرة ال16.. فى كاريكاتير اليوم السابع    رئيس لجنة كورونا يوضح أعراض الفيروس الجديد ويحذر الفئات الأكثر عرضة    «لا تقاوم».. طريقة عمل الملوخية خطوة بخطوة    هل يجوز أن تكتب الأم ذهبها كله لابنتها؟.. عضو مركز الأزهر تجيب    هل يذهب من مسه السحر للمعالجين بالقرآن؟.. أمين الفتوى يجيب    خالد الجندي: الاستخارة ليست منامًا ولا 3 أيام فقط بل تيسير أو صرف من الله    تعرف على مواقيت الصلاة بمطروح اليوم وأذكار الصباح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تساؤلات حول الصمت المصرى.. سياسيون وخبراء قانونيون من مصر والسودان يناقشون جدوى المطالبة بلجنة تقصى الحقائق
نشر في الأهرام العربي يوم 15 - 08 - 2016


جيهان الغرباوي
عضو البرلمان السودانى : لا أتوقع تحركا وتجاوباً من البرلمان المصري حيال محاولة اغتيال مبارك بسبب جفاء العلاقة مع البرلمان السوداني

عميد معهد البحوث الإفريقية : علمتنا «الجزيرة» أن نستخدم معها مثلنا القائل «سوء الظن» من حسن الفطن»

سعت «الأهرام العربى» لاستجلاء واستكشاف آراء بعض القانونيين والشخصيات العامة من مصر والسودان، تعرض لآرائهم والحكم للتاريخ والواقع.
كانت البداية مع عبد الجليل عجبين- عضو البرلمان السودانى الحالى ونائب رئيس لجنة حقوق الإنسان، حاصل على دكتوراه المعاهدات الدولية من أمريكا – تحدث ببساطة ووضوح معلقا: هذا الترابى صاحب التصريحات التى أثارت ضجة الرأى العام عندنا فى السودان، توفى عن عمر يناهز 83 عاما، وفى تقديرى الخاص أن عمره الافتراضى السياسى توقف بعد ال 75 عاما !
أنا من الذين يعرفونه جيدا وعن قرب، لذا أعرف أن قدرته على التفكير توقفت منذ سنوات بعيدة قبل تصريحاته للجزيرة وإذاعة حلقاته.
ما جاء على لسان الترابى لأحمد منصور، نسميه نحن (بينة محتضر) !
وبمناسبة أسماء السودانيين المتورطين فى محاولة اغتيال حسنى مبارك 1995، فهذا بموجب القانون السودانى عديم الجدوى، لأن الحادث وقع فى إثيوبيا، وليست هناك جريمة على أرض السودان عندنا، عكس القانون المصرى الذى يتعقب المجرم حتى لو ارتكب الجريمة خارج مصر .
وفق القانون لن يحاسب أحد فى محاولة اغتيال حسنى مبارك إلا إذا قام حسنى مبارك شخصيا بتحريك الدعوى ضد المتهمين وأقام قضيته فى محاكم إثيوبيا محل حدوث الواقعة .. ولا أظن أن مبارك الآن يفعلها وهو الذى لم يفعلها أيام كان رئيسا فى منصبه .

وأضاف أن الاعتبارات السياسية تعلو أى اعتبار آخر ..
والدليل أن الرئيس السودانى عمر البشير نفسه منذ سنوات طويلة وهو محاصر باتهامات وإدانات قضائية دولية بجرائم الحرب والإبادة وضد الإنسانية، وكانت هناك محاولات قوية حقيقية لضبطه والقبض عليه خارج البلاد، لكن حصانة منصب الرئيس وحماية الاتحاد الإفريقى له منعا ذلك، وما زال حتى اليوم يسافر ويغادر البلاد فى أكثر من مناسبة ويعود !
أنا كبرلمانى يؤسفنى أن أقول إن علاقة البرلمان السودانى بالمصرى الآن أضعف ما يكون، ولا يكاد يكون بينهما تعاون مثمر بسبب وجود الإخوان المسلمين فى النظام السودانى الحاكم، ومع ذلك لا أتوقع تحركا وتجاوبا للتحقيق فى محاولة اغتيال مبارك من الحكومة أو البرلمان المصرى الذى يعطى أولوية بطبيعة الحال لسد النهضة وعلاقاته المستقرة مع السودان .
لذا فطلب تقصى الحقائق ومحاسبة المتهمين التى تبناها أخونا السودانى الدكتور محمد الزين، مع كل احترامى له لن تتعدى حدود الانفعال الإعلامى فى السودان ومصر.. وحتى لن يتبناها كل الإعلاميين فى مصر، الإعلام المصرى فيه مساحة حرية كبيرة وفيه اختلاف وتعدد كبير فى رؤية الأمور، أعنى أنه لن يتحمس لتقصى الحقائق فى هذا الحادث غير المتشددين ضد الإخوان المسلمين ونظامهم وحكمهم على وجه الخصوص.
وإن كان على التلويح بتدويل القضية والمحكمة الجنائية فى هولندا، فأنا زرتها من قبل كأستاذ جامعى سودانى ورأيت أنها وهم كبير، وليست إلا سيفا مسلطا فى يد أمريكا ضد من يعارضها من الرؤساء الأفارقة، وقد فهم الأفارقة ذلك فتحدوها ولم يعودوا يأخذوها طوال الوقت على محمل الجدية !
ويلفت د. أيمن شبانة أستاذ العلوم السياسية بمعهد البحوث الإفريقية والنائب السابق لمركز الدراسات السودانية بجامعة القاهرة – النظر لأكثر من نقطة قائلا:
يبدو أن قطر لاحظت انشغال تركيا عن ملف إثيوبيا بسبب أحداثها الداخلية الأخيرة، فقررت أن تتدخل وتسهم بنفسها للضغط على مصر بإشعال توترات مع السودان، وإثارة قضايا لن يستفيد منها غير المعارضين للنظام السودانى الحاكم .
وبالفعل المعارضة السودانية هى من تلقفت تصريحات الترابى فى الجزيرة عن السودانيين المتورطين فى محاولة اغتيال مبارك، وحاولت تصوير ذلك على أنه دفاع عن مصالح السودان ومصر وكرامة مصر وضغط وإحراج لقيادات الإخوان فى السودانى، بينما هذا الملف فى تقديرى نكأ جراحا قديمة وليس من مصلحة مصر فتحه على الإطلاق.
تقصى الحقائق فى هذه القضية والتحقيق أو حتى ادانة الاسماء الواردة بشهادة الترابى مثل نافع وقوش وعوض الجاز ومطرف صديق وعلى عثمان وغيرهم لن يكون إحراجا لنظام البشير كما يراهن البعض ولا ضغطا عليه، بل على العكس قد يعطى الرئيس فرصة للتخلص من عبء بعض رجاله القدامى إن احب ذلك .
من جهتنا فى مصر لا بد أن نلتفت لأمور فى منتهى الأهمية والخطورة أولها ألا نستدرج لحرب جبهات مفتوحة على كل اتجاه والأولوية الآن لملفات ليبيا والصراع فى جنوب السودانى والانتخابات فى الصومال والتظاهرات ضد النظام فى إثيوبيا .
صحيح لنا تحفظات على النظام الإخوانى الحاكم فى السودان لكن فى السياسة علاقات الدول تحتمل مثل تلك التحفظات .
مع الوضع فى الاعتبار أن محاولة إسقاط نظام البشير الحالى مغامرة لن يأتى من ورائها غير فوضى عارمة تهدد مصر على حدودها مع السودانى وتعيد تجربة الفوضى على حدودها مع ليبيا بعد سقوط القذافى !
بينما يقول د . سيد فليفل عميد معهد البحوث الإفريقية وخبير دولى بشأن السودانى: علمتنا قطر ألا نثق بها، وتعلمنا من الجزيرة أن نستخدم معها مثلنا القائل (سوء الظن من حسن الفطن)!
فى رأيى أن أفضل إنجازات حسنى مبارك وقت كان رئيسا لمصر، أنه تجنب تنفيذ رغبة أمريكا فى دعم المعارضة السودانية واختراق نظام البشير أو اتخاذ أى إجراء عسكرى ضد السودان ردا وانتقاما لمحاولة اغتياله فى العام 1995 .
ومع ذلك لا نستطيع أن ننكر أن تلك المحاولة لاغتيال مبارك بمساهمة قيادات سياسية سودانية معروفة كانت كارثة على العلاقات بين مصر وإفريقيا كلها.
مبارك بسببها لم يعد مقتنعا بضرورة المشاركة فى القمم الإفريقية ولم يحضر من بعدها حتى نهاية حكمه غير 3 قمم فى نيجيريا والجزائر وأوغندا، وفى مرة كان حضوره لا يتجاوز 3 ساعات!
ذلك أغضب القادة الأفارقة جدا وساءت وضعفت العلاقات مع مصر .
وعودة بالتحليل لما ورد فى حلقات قناة الجزيرة التى تناولت أخيرا حادث محاولة الاغتيال وآثارها نستطيع أن نرصد التالى: ابتداء حسن الترابى شخص مراوغ له قدرة هائلة على الاحتيال يناور بالألفاظ ويستخدم ذكاءه لتحقيق مصالحه والسيطرة على (الحيران)، وهو الاسم الذى يطلقونه فى السودان على مريديه وأتباعه، وهم إن كانوا من عمداء وأساتذة الجامعة يتصرفون أمام الترابى كفلاحين عاديين من العوام بلا تفكير ولا إرادة ولا اعتراض .
الترابى ليس كقادة الإخوان الذين نعرفهم فى مصر هو رجل سربونى مفكر وفقيه دستورى وشخصية تنظيمية تميل بشدة للتميز على غيرها والانفراد بالقيادة..
يعنى هو بالنسبة لإخوان مصر، كما لو كان عبقريا وقادة الإخوان المصريين بالنسبة له فى أقصى حالات التدهور الفكرى .
ومع ذلك كل الأسماء تقريبا التى اتهمها الترابى بمحاولة اغتيال مبارك هم تلاميذه وأتباعه فى النظام الإخوانى.. يعنى هو انقلب على تلاميذه وأراد الانتقام منهم .. وكل الذين يعرفونه جيدا على علم بأنه كان حاد اللسان وكثيرا ما كان يستدعى بعض تلاميذه فى التنظيم لبيته، ويسبهم بالأب والأم . لكنه فى السياسة ووقت المصالح خبيث جدا، يكفى أنه أقنع نميرى أنه أمير المؤمنين حتى هادنه ثم انقلب عليه وأطاح به. ووصف جون جارنج وجيشه بالخوارج وبعدها تصالح معهم وعمل وتعاون معهم!
• ثانيا كثيرون فى السودان الآن يعتبرون وجود النظام الحالى فى الحكم منذ 30 يونيو 1989 أمد طويل جدا لا يمكن تحمله، وحان الوقت لنهايته . وتفاعلهم مع فكرة التحقيق والإطاحة بالمتورطين فى محاولة اغتيال مبارك، شكل من أشكال مقاومة الحكم الإخوانى فى السودان .والواضح أن هذه المقاومة للنظام الحاكم تقوى عند أساتذة الجامعات فى الخارج الذين لا يستطيعون العودة للسودان طالما نظام البشير فيه .وتقوى أيضا عند بعض رجال الأعمال الكبار مثل الملياردير السودانى محمد إبراهيم الذى قيل إنه أسس جائزة (مو إبراهيم) العالمية خصيصا ليشهر وينتقم من نظام البشير، وكأنما يقول له سنمنح جائزة نظام الحكم الديمقراطى لكل قادة إفريقيا إلا أنت!
• ومن هنا تلقف رسالة الجزيرة ضد حكم البشير، أستاذ سودانى مقيم فى أوروبا وها هو يصعدها للرأى العام وساحات القضاء من مواطن سودانى ضد النظام السودانى كى يكون الأمر أكثر إيلاما.. وكإثبات واضح أن المواطنيين السودانيين لا يثقون بما يسمونه الآن فى السودان (الحوار الوطنى)، ولأنه فى نظر البعض حوار شكلى ولن يخدم فكرة تداول السلطة أو أى فكرة وطنية أخرى يطلق عليه البعض ساخرا (الحوار الوثنى) وليس الحوار الوطنى!
• د. هانى رسلان - خبير الشئون الإفريقية والملف السودانى بمركز الأهرام للدراسات السياسية الإستراتيجية – يعلق :
حوار الترابى فى الجزيرة الذى أفرج عنه أخيرا أثار ضجة هائلة فى السودان بسبب أنه جاء عبر قناة لها تأثير كبير وقوى على قوى الإسلام السياسى الحاكم .
وكان لما أورده الترابى من أسماء القيادات الإسلامية التى أسهمت واشتركت فى محاولة اغتيال مبارك تأثير سلبى جدا على شرعيتهم .
فى مصر رد الفعل هادئ لأن مبارك لم يعد فى السلطة والمعلومات ليست جديدة، وحتى الترابى سبق له أن قدم نفس المعلومات بشكل متقطع من قبل .
نستطيع أن نحدد العام 2004 وتوقيع اتفاقية الحريات الأربع لنقول إن مصر من وقتها قررت طى تلك الصفحة نهائيا ونسقت لذلك الأجهزة الأمنية فى البلدين .
ويضاف لأسباب الصمت المصرى تجاه نفس القضية والتصريحات التى أهاجت الرأى العام فى السودان أن السياسة المصرية الآن تميل للتهدئة بسبب الظرف العالمى والإقليمى الذى يحيط مصر بضغوط شديدة من جانب ليبيا، وملف المياه فى إثيوبيا والإرهاب وداعش والملف الأمنى فى سيناء، ومن جهة أخرى قطر وتركيا .
وكل ما سبق لا ينفى علم مصر إن الإخوان المسلمين فى السودان يأون العناصر الهاربة من مصر، ويوفرون لزملائهم المصريين الأعضاء فى تنظيم الإخوان مقرات معروفة بالخرطوم يتابعون منها نشاطهم ويدعمونهم كما يدعمون إخوان ليبيا .
ونعلم أن الإخوان فى السودان على نهج حسن البنا، وهم تماما مثل الإخوان المسلمين بمصر حتى وإن غيروا أسماءهم وأطلقوا على أنفسهم أسماء جديدة مثل الحركة الإسلامية أو الجبهة القومية أو جبهة الميثاق أو غيرها... كلها تسميات لفكر ومضمون واحد لتجنب تهم الإرهاب الملتصقة باسم التنظيم العالمى للإخوان المسلمين .
حتى الترابى بطل حلقات الجزيرة الأخيرة التى أحدثت الأزمة كان خلافه مع الإخوان فى مصر خلافا شكليا سببه الغيرة والمنافسة على الزعامة والقيادة .
فقد كان الترابى رافضا أن يكون تابعا للمصريين بأى شكل ويتجنب شعور الدونية تجاه أى قيادة فى مصر حتى لو كانت قيادة مرشد تنظيم الإخوان المسلمين .
لكن على الأرض رغم الغيرة والمنافسة على الزعامة كانت دائما بينهم علاقات مساندة ودعم مشترك .
• أما المستشار محمد حسين فضل الله – خبير القانون الدولى وحقوق الإنسان وقاضى سابق بالقضاء العسكرى السوانى – الذى قال لنا: من حق الدكتور الزين قانونا أن يقدم طلبه بتقصى الحقائق حول الأسماء الواردة فى حلقة الترابى بقناة الجزيرة، والتحقيقات فيما بعد قد تبرئ وقد تدين، قد تثبت التهم أو تنفيها، ولحسن حظ الدكتور الزين أن المتغيرات الداخلية عندنا بالسودان الآن لصالحه، ولصالح قضيته التى أصبحت أخيرا بالسودان قضية رأى عام .
صارت عندنا أطراف مقتنعة بضرورة الحوار، وبأنه لم يعد مجال للعنف، والبندقية لن تحل. فى نفس الوقت هناك تقارب شديد الآن بين السودان وأمريكا، قد يسهم فى رفع عقوبات عانى منها النظام السودانى أكثر من ربع قرن .
أتوقع أن وزارة العدل والحكومة ستكون حريصة جدا على إنفاذ القانون وتأكيد موقفها الإيجابى من الحريات وحقوق الإنسان .
لكن من جانب آخر أرجو ألا يلجأ أخونا الدكتور محمد الزين إلى لهجة تصعيدية،فأنا من جانبى أتحفظ على التعاون مع المحكمة الجنائية الدولية، وعليه قبلها أن يستخدم حقه القانونى فى الإلحاح على وزارة العدل باستئناف طلبه، إن هو شعر بتأخر أو إهمال النظر فيه، وأمامه أن يلجأ للجنة الحسبة والمظالم بالسودان، أو المفوضية الوطنية لحقوق الإنسان، أو اللجان المتخصة بالجامعة العربية أو الاتحاد الإفريقى أو المؤتمر الإسلامى .
أما الجنائية الدولية، فهى ذاتها لا تخلو من شبهات الفساد والرشوة !
• ومن جانبه قال د. فاروق أبو عيسى - وزير الخارجية السودانى الأسبق والأمين العام لاتحاد المحامين العرب سابقا 4 دورات متوالية - يعلق بحماس: إننى مندهش للغاية من صمت الإعلام والرأى العام فى مصر، بعد اعترافات الترابى على قيادات الإخوان المسلمين المتورطة بمحاولة قتل رئيس مصرى كان وقتها فى سدة الحكم!
الإخوان المسلمون لو وجدوا فرصة لألقوا بكم فى الجحيم، كراهية وانتقاما من النظام المصرى الحالى، وأنتم فى المقابل تتجاهلون هذه الفرصة الكبيرة لإدانتهم دوليا ومحاسبتهم وهم قتلة ومجرمون؟
أنا أقدر أن تنظر الحكومة المصرية للأمر بعين الحكمة، على اعتبار أنها تعطى أولوية للمشاكل بالداخل، ولا تريد توترات على حدود مصر الممتدة 1000 كيلو مع السودان، ومفتوحة على كل الاحتمالات من تهريب السلاح إلى تهريب البشر وغير ذلك.
لكننى أسأل عن الموقف الشعبى.. والإعلام والنقابات المصرية، زهرة نقابات العرب .
فى العام 1995 كنت فى مصر، وبعد محاولة الاغتيال وعودة مبارك للقاهرة، ذهبت للقصر الجمهورى ومعى 20 أتوبيسا محملين بمواطنين سودانيين، من الجالية السودانية بمصر، وكانت بيدى أيضا ورقة بها الأسماء السودانية التى عرفنا أنها تورطت بالحادث !
وقد ألقيت كلمة يومها (سجلت بعض فقراتها جريدة الأهرام ) لنعلن أننا نحب مصر ونحترم رمزها ورئيسها ولا نقبل أن يتعرض له أحد بسوء .
فكيف يسكت المصريون الآن، بعد أن خرجت للعلن، اعترافات الإخوان المسلمين بجرائمهم الإرهابية المنظمة؟
كنت أنتظر تحركا مصريا، ليس دفاعا عن مبارك ولكن دفاعا عن الكرامة المصرية أصل الكرامة العربية .
من المثير للسخرية حقا، أن المصرى الوحيد الذى اهتم وانفعل باعترافات الترابى، هو أحمد منصور مذيع الجزيرة! .
• وفى نفس السياق يتحدث من مصر الدكتور أيمن سلامة، أستاذ القانون الدولى ويهون كثيرا، من شأن طلب تقصى الحقائق حول المتورطين بمحاولة اغتيال مبارك فى أديس أبابا، ويرى أنه لا توجد فرصة تذكر أمام الدعوى القضائية التى يلوح الدكتور الزين بتصعيدها للمحكمة الجنائية الدولية، إن لم تجد استجابة واهتماما عادلين من الحكومة والقضاء فى السودان .
وذلك على اعتبار أن الاختصاص الحقيقى للجنائية الدولية لا يخرج عن جرائم الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والعدوان المقصود به عدوان دولة على دولة، وليس العدوان ضد شخص حتى لو كان رئيس دولة ورمزها .
أى أن اختصاص تلك المحكمة وفق القانون لا يشمل جرائم اغتيال الرؤساء .
وبالأساس السودان ليست عضوا ولا طرفا فى المحكمة الجنائية، وبالتالى لا يمكن تحريك الدعوة ضد مسئولين سودانيين حتى إن ثبتت عليهم المساعدة أو التسهيل والتحريض أو التآمر أو الاشتراك بالتخطيط أو المساهمة فى تلك المحاولة بأى شكل .
على سبيل المثال فى حادث السفينة التركية مرمرة التى قتلت فيها إسرائيل عشرة من المدنيين من عمال الإغاثة الدولية، وحدثت الجريمة فى أعالى البحار وشاهدها وتابعها العالم، بعد فحص الدعوة أقرت المحكمة الجنائية الدولية بأنها جريمة حرب لكن لا تتصف بالجسامة المطلوبة وليست على نطاق واسع وفق نظام المحكمة، وبالتالى رفضت الدعوى، وكان ذلك مثار جدل وسخط وردود أفعال عالمية واسعة، لكن هذا ما جرى، فما بالك بمحاولة اغتيال رئيس لم تنجح؟

أسباب ونتائج
•فى المقابل يربط محللون سياسيون فى مصر والسودان محاولة اغتيال مبارك، بنتائجه الوخيمة على السودان بالأخص، التى كان منها اندلاع الحروب، ومذابح دافور، وحوداث القتل غير الإنسانية والإبادة الجماعية، التى راح ضحيتها ملايين السودانيين الأبرياء .
ومن هذا الربط بين الحادث ونتائجه، تأتى من منظورهم خطورة الدعوى، وأهمية التحقيق والمحاسبة، والأمل الذى يعلقه الكثيرون الآن، خاصة فى السودان، على هذه القضية، التى لم تزل ظلالها القاتمة على الأرض، ولم تمح بعد آثارها الكئيبة من الواقع.
• العديد من الصحف وكتاب الأعمدة المعروفون بالسودان تابعوا وعلقوا مشددين على ضرورة تقصى الحقائق، فيما ورد على لسان الترابى، مدينا فيه قيادات بارزة بتنظيم الإخوان المسلمين الحاكم ..
موقع صحيفة (الراكوبة) السودانية على سبيل المثال جاء فيه أن الترابى لم يشترط إذاعة البرنامج بعد موته- وفق شهادة أحد أقرب معاونيه الذى رافقه فى قطر أثناء تسجيله للجزيرة 14 حلقة على مدى شهر تقريبا - وكان وقتها مقيما بجناح فى شيراتون الدوحة، مكان تسجيل الحلقات .
وذكرت الصحيفة نفسها أن الترابى من قديم علاقته ممتازة بالشيخ حمد والشيخة موزة، وسبق له أن اشترك فى وضع دستور قطر إبان استقلالها.


لمصر وليس ل مبارك
الإخوان والحياة.. الإخوان ومصر.. تاريخ صراع طويل، ومبارك من قبل حادث أديس أبابا ومن بعده، رئيس كتب التاريخ والقدر تحت اسمه سطورا وعناونين عريضة، ووضع صورا أثارت كثيرا من الجدل والخلاف، بقدر ما توقف عندها الكثيرون بالقراءة والتأمل والهدوء !
من كان يتوقع أن يبعث اسم مبارك فجأة، فى ساحات القضاء، بسبب قضية تطلب رأس قيادات فى تنظيم الإخوان المسلمين فى عدد من دول العالم؟
وكأنها حرب لا تنتهى، ونحن لا نمل المتابعة والاشتباك وحبس الأنفاس والانتظار.
طريق الصراع الإخوانى طويل من أجل الحكم والسيطرة والبقاء ولو بإفناء الآخر..
وها هو التاريخ يعاند ويناور، ويعيد بعض مشاهده القديمة، ويبعث للإخوان المسلمين قصة جديدة مع مبارك .. وكأنه عاد لينتقم !


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.