أمنية الجمل د. سعد الزنط: لن تؤثر على الملفين السورى والعراقي
راسم الأتاسى: أردوغان قد يعود إلى تشدده مع بشار الأسد
اللواء.عبد الرافع درويش: إهانة الجيش التركي قد تغرى الأكراد بالانفصال
تغيرت سياسة تركيا فى الفترة الأخيرة تجاه ملفى سوريا و العراق بدءاً من اعتذار أردوغان لروسيا وتصريحات بن علي يلدريم رئيس الوزراء التركى بخصوص دول المنطقة، سورياوالعراق ومصر وإسرائيل، التى أكد فيها رغبة بلاده في تطبيع العلاقات مع سوريا وأن تركيا ستزيد عدد أصدقائها وأنه قد تم فعلا اتخاذ خطوات في هذا الاتجاه، لأن إسطنبول بحاجة إلى ذلك ومن أجل ضمان الاستقرار اللازم في مكافحة الإرهاب في سورياوالعراق. لكن السؤال: هل كانت السياسية الخارجية التركية ستتغير فى حالة نجاح الانقلاب وهل سيستمر أردوغان فى تطبيق سياساته القديمة، أم أن فشل الانقلاب قد يغريه باستعراض عضلاته؟!. من جانبه يري راسم الأتاسى رئيس الجالية السورية فى مصر، ورئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان أن ما حدث فى تركيا أمر يتعلق بالشأن الداخلي ولن يؤثر على السياسات الخارجية التركية. ولكن من الممكن أن يتشدد أردوغان أكثر فى معارضته للرئيس السوري بشار الأسد عكس ما ظهر منه فى الفترة الأخيرة. بينما أكد الدكتور سعد الزنط الخبير الإستراتيجى أن رحيل الرئيس التركى رجب طيب أردوغان عن المشهد السياسى فى تركيا بات محتوما بعد الانقلاب العسكرى الأخير، مشيرا إلى أن فشل الانقلاب أو نجاحه نتائجه واحدة فيما يتعلق بالملفين السورى والعراقى. ووصف إدارة أردوغان لمرحلة ما بعد الانقلاب بالديكتاتورية، مشيرا إلى أن مصر تحفظت على إدارة أردوغان فى مجلس الأمن لأن مصر طالبت بنبذ العنف من الجانبين وليس من جانب الانقلابيين فقط. وأشار إلى تصريحات مانويل فالس رئيس وزراء فرنسا أن تركيا دولة إرهابية وأنها المسؤلة عن تصدير الإرهاب إلى أوروبا، مضيفا أنه عندما يعتبر الناتو تركيا دولة إرهابية ويصدر مجلس التعاون الخليجى بيانا يشيد فيه بتركيا ودورها فيجب أن نفكر قليلا ما هو مستقبل تركيا وهل سيتأثر الأمن القومى العربى بما يحدث فيها؟. اللواء عبد الرافع درويش الخبير الإستراتيجى ورئيس حزب فرسان مصر يري أن ما تم من إهانة للجيش التركى وإظهاره بمظهر الضعف، قد يغري الأكراد بالانفصال عن تركيا وكذلك بالنسبة لأكراد سورياوالعراق لتكوين دولتهم التى يحلمون بها. وقال اللواء نبيل فؤاد الخبير الإستراتيجى إن هناك انعكاسا لما حدث فى تركيا على علاقاتها الخارجية وقد تتأزم علاقتها مع اليونان وإيران بعد لجوء بعض عناصر الجيش التركى إليهما. وأيضا مع الولاياتالمتحدةالأمريكية لأن بعض الأتراك يعتقدون أن أمريكا هى المخطط للانقلاب وكل من اعترف بالانقلاب فهو فى عداء مع الشعب التركى. وأشار إلى أن العلاقات التركية فى المنطقة لن تتأثر كثيرا وخصوصا مع سوريا التى ترى أن تركيا هى منفذ فرار اللاجئين إلى أوروبا. من جانب آخر لم تشجع أى من دول المنطقة الانقلاب حتى السعودية ومصر قد دعما تركيا ضد الانقلاب. اللواء محمود منصور الخبير الإستراتيجى يقول إن سياسات الرئيس التركى أردوغان اتسمت بالتدخلات العنيفة فى شئون الدول الأخرى مثلما حدث مع سورياوالعراق وليبيا وأماكن أخرى من العالم. مشيرا إلى تأزم العلاقات الروسية التركية مما كان له تأثيرات اقتصادية كبيرة على الشعب التركى، إضافة إلى إيواء أردوغان للمتطرفين والجماعات المتأسلمة وما مارسته ضد الدولة المصرية من حماقات. تلك السياسات التى مارسها أردوغان خلقت شعورا متصاعدا لدى بعض أفراد الجيش بأن أردوغان يحمل تركيا ما لا طاقة لها به وهو ما أدى فى النهاية إلى تحرك 60% من الجيش التركى لإزاحة أردوغان و التيار المتأسلم. ويرى منصور أن الانقلاب فشل لثلاثة أسباب أولها أن من خططوا لتغيير نظام الحكم فاتهم أن يضعوا التفاصيل الدقيقة للتحكم فى مفاصل الدولة – التليفزيون، الوزارات، البرلمان - فاكتفى الانقلاب بتحديد ساعة البدء فقط. ثم جاء تحرك طائرات أمريكية من طراز F16 من قاعدة أنجيلريك التى فجرت الطائرة التى كانت تحمل معظم قيادات الانقلاب. أما السبب الثالث فهو تمكن الكوادر الإخوانية وتملكهم الأسلحة و القوة التى مكنتهم من التصدى للقوات القائمة بالانقلاب بصورة سريعة وفاضحة وكانت تلك العناصر الثلاثة كفيلة بإسقاط الانقلاب. وأشار إلى أن نجاح الحكومة فى إفشال الانقلاب لا يعنى الانتصار النهائى وأن الانقلاب فضح الصراع الداخلى التركى وأن هناك صراعا داخليا بين كوادر حزب "البناء و التنمية "وبين عناصر المعارضة مجتمعة وهذا الصراع بدايته عنيفة وستكون نتائجه وخيمة خلال السنوات العشر المقبلة.