سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
كلاكيت تاني مرة .. فرنسا فى قلب العاصفة .. خبراء : حادث نيس مؤشر قوي على تطور الإرهاب واستحالة مراقبة نشاطاته .. وباريس الهدف الأسهل للتكفيريين بأوروبا
محسن عوض الله لم يتوان المسئولين الفرنسيين فى وصف حادث نيس بالإرهابي على الرغم من عدم تبني أى تنظيم للعملية فضلا عن عدم الانتهاء من التحقيقات الخاصة بالحادث. وفى كلمته المتلفزة بعد الحادث أكد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إنه لا يمكن إنكار "الطابع الإرهابي" لعملية الدهس التي تمت في مدينة نيس جنوب البلاد، معتبرا أن فرنسا كلها تقع تحت ما وصفه ب "تهديد الإرهاب الإسلامي". كما وصف رئيس الحكومة الفرنسية مانويل فالس ما حدث بمدينة نيس بأنه "هجوم إرهابي" في العيد الوطني. أما وزير الداخلية برنار كازنوف فقال إن ما سماه "التهديد الإرهابي" لا يزال قائما في فرنسا، وإنهم يخوضون حربا ضده. وكانت قد دهست شاحنة جمعا من الفرنسيين خلال احتفالهم بالعيد الوطني في مدينة نيس الجنوبية فجر الجمعة، مما أسفر عن مقتل العشرات وإصابة آخرين. وهو الحادث الأكثر دموية بعد الهجوم الإرهابي الذي شهدته باريس قبل ثمانية أشهر تقريبًا على يد تنظيم "داعش" الإرهابي، وخلف وراءه 130 قتيلًا . ويري مراقبون أن فرنسا تعتبر عدو استراتيجي للجماعات الإرهابية نتيجة سياستها تجاه قضايا سوريا والعراق بالإضافة لممارستها الإستعمارية بأفريقيا. واعتبر خبراء فى الحركات الجهادية أنه من الصعب القول بأن داعش أو القاعدة وراء مثل هذه الحوادث نتيجة طبيعتها الغامضة وطريقة تنفيذها التي لاتشترط الانضمام لتنظيم معين بل فقط الايمان بأن سلاح الارهاب ومواجهة الغرب اختيار ايديولوجي صحيح. ويري باحثون أن هناك تطور بالغ الأهمية يخضع له الارهاب فكرا وممارسة، معتبرين أن حادث نيس واحدة من المؤشرات الدالة على انعطاف الفعل الإرهابي، واستحالة مراقبة نشاطاته والتنبؤ بالعديد من هجماته. وأرجع د.خالد يايموت الخبير فى شئون الحركات الإسلامية الإستهداف المتكرر من جانب الجماعات المتطرفة لفرنسا لتورط باريس فى انقلابات سياسية بكثير من الدول الأفريقية لخدمة مصالحها الاستراتيجية بمجالات حيوية كالطاقة والمعادن النفيسة. كما أن فرنسا تخترق النسيج الاجتماعي بسياساتها بأفريقيا مما يجعل الإرهاب يتحالف مع القبيلة والدين ضدها ، لافتا إلى أن الجماعات الإرهابية انتقلت من سياسة اختطاف الفرنسين بصحراء افريقيا، إلى تدشين سياسة جديدة ونقل المعركة للعمق الفرنسي، مستفيدة من الزخم الفكري والايديولوجي الذي نتج عن الصراع بسوريا . ويري هشام النجار القيادي السابق بالجماعة الإسلامية أن المناخ بفرنسا مهيئ للتجنيد بنظرية الذئاب المنفردة داخل الضواحي التى يقطن بها العرب على خلفية مشاكل فى صعوبة الإنسجام ونيل الحقوق. كما أن الجماعات التكفيرية تعتبر فرنسا رمزاً تاريخياً للحضارة والثقافة الأوربية العلمانية ، فضلاً عن أن الأحداث والصراعات الدائرة تدفع تنظيمات القاعدة وداعش لتمويل حروب صغيرة على فترات فى العمق الغربى لتخفيف الضغوط عليها فى البلاد العربية ولنقل المعارك لأوروبا. وأشار إلى أن فكرة الدهس مبتكرة وليست من وسائل داعش لكن التنظيم طالما فاجأ الجميع بوسائل قتل بشعة جديدة وربما كانت الفكرة إجتهاد شخصى من مرتكب الحادث . لافتا إلى أن تنظيم داعش هو المرشح الأبرز ليكون وراء تلك العملية ويليه القاعدة نظراً للأوضاع السياسية الحالية ورغبات الثأر والانتقام من هزائمهما فى سوريا والعراق وإخراجهما من مسار التسويات السياسية وكشفت المحامية هناء رمزي رئيس منظمة صوت الضحايا بفرنسا، أن فرنسا كانت تعلم أنها مستهدفه من قبل تنظيم داعش الذي توعد بقتل الفرنسيين مُشيرًة فى تصريحات تليفزيونية إلى أن القوات الفرنسية سمحت لنحو 300 شخص كانوا ضمن تنظيم داعش، وحاربوا في سوريا، بدخول البلاد واعتبرتهم لا يشكلون خطرا .
ويري عمرو عبد المنعم الباحث فى شئون الحركات الإسلامية أن العائدون من سوريا والعراق يمثلون مشكلة كبيرة لأوروبا وفرنسا تحديدا . وأوضح عبد المنعم فى تصريحات صحفية إلى أن داعش سبق وتوعد بنقل المعارك لقلب الغرب وذكر فى أحد إصدارته عبارة "في عقر داركم سوف تكون المعارك" لافتا إلى أن التنظيم يضم 559 مقاتل تونسيا معظمهم معهم جنسية فرنسية . وأشار إلى أنه لوحظ من تتبع شبكات العلاقات الاجتماعية لأصول وجذور هذه العناصر ان بعضها يرجع لأصول تاريخية من مقاومي الاستعمار . من جانبه أكد الداعية السلفي سامح عبد الحميد أن العمليات الإرهابية لن تتوقف فى فرنسا مالم تعتذر باريس عن جرائمها بتونس والجزائر ودعا عبد الحميد فى بيان له فرنسا بالاعتراف بجرائمها في تونس والجزائر وغيرهما ، وتعويض هذه الشعوب عن الظلم والضحايا والاحتلال وتخريب البلاد ، مشيرا إلى أن ألمانيا دفعت أموالًا طائلة لإسرائيل لتعويضها عن ضحايا اليهود في عهد هتلر . وأشار إلى أن الشباب العرب بفرنسا يشعرون بمرارة الألم بسبب القصص الدامية التي حكاها لهم آباؤهم عن مجازر فرنسا في بلدانهم .