عماد بركات على مدى 25 عاما، استطاعت الفنانة القديرة فردوس عبد الحميد أن تنال ثقة واحترام المشاهدين، وذلك من خلال أدوارها المتميزة والمتنوعة التى جسدتها فى عدد من الأعمال الدرامية التى مازالت عالقة فى وجداننا حتى الآن، ومنها « ليلة القبض على فاطمة، ليالى الحلمية، «أنا وأنت وبابا فى المشمش» و»أدهم وزينات والثلاث بنات «، وهذا العام أطلت علينا من خلال شخصية، تؤكد هى بأنها لم تجسدها من قبل، وهى فتحية أو توحة كما ينادونها فى مسلسل الأسطورة، الذى يقوم ببطولته الفنان الشاب محمد رمضان، حيث تحمل بداخلها كثيرا من التناقضات وصراعا بين الخير والقوة والانتقام، «الأهرام العربي» التقت الفنانة فردوس عبد الحميد فى الحوار التالى: فى البداية .. ما حقيقة رفضك العمل مع محمد رمضان قبل الموافقة على الدور؟ بصراحة سمعت انتقادات كثيرة لرمضان عن أعماله فى السينما، بأنها لا تتضمن سوى مشاهد عنف وبلطجة وألفاظ خادشة للحياة لا تتماشى مع عاداتنا وتقاليدنا، وعندما عرض على الدور من الجهة المنتجة ترددت كثيرا بسبب ذلك، لدرجة أننى تلقيت اتصالات كثيرة من أصدقاء ومقربين وصحفيين يسألوننى عن حقيقة مشاركتى لرمضان فى عمل فنى، ونظرا لأننى كنت أتابعه قبل عامين فى مسلسل ابن حلال، ووجدت أنه يقدم دراما جيدة لها هدف واضح، وأنه أصبح لديه نضج فنى، ولديه حضور قوى أمام الشاشة، قررت ألا أستمع لأحد أو أعطى قرارا فى الموافقة على الدور أو رفضه قبل قراءة الشخصية والجلوس مع المخرج محمد سامى، ومع الصفحات الأولى لورق الشخصية وجدتنى أنجذب إليه وأعجبت بها، ثم تقابلت مع المخرج وتناقشت معه فى كل التفاصيل، وبصراحة كان متجاوبا معى بشكل كبير فوافقت فى النهاية على تجسيد الشخصية، وكلى قناعة بأن الأسطورة مسلسل جيد سينال احترام الناس، وأن رمضان ممثل استثنائى وقوى متمكن من نفسه وأدواته .
ألم تقلقى من تعرضك لانتقادات بسبب مشاركتك فى مسلسل يسيطر على أحداثه العنف والبلطجة؟ كما قلت لك، كنت مترددة فى البداية لكن الشخصية أعجبتنى ووجدت فيها تفاصيل داخلية كثيرة جذبتنى إليها، فهى أم لرجلين أحدهما لا يتعامل سوى بالعنف ويتاجر فى كل شىء غير مشروع والآخر عكسه تماما، وأنه عليها أن تكون مسيطرة عليهما تارة بالحب والحنان وتارة أخرى بالشدة والحزم، كما أنها لها طريقة مختلفة فى التعامل مع زوجة ابنتها وهى الفنانة روجينا، فهى تساندها عندما يظلمها زوجها رفاعى الدسوقى، وفى نفس الوقت لا تسمح لها بالدعاء عليه حتى لو ظلمها، كل هذه التناقضات الموجودة فى الشخصية جعلتنى لا أفكر سوى فى التركيز فى تجسيدها حتى تظهر للناس كما هى مكتوبة، كما أننى أرى أن العنف المسيطر على أحداث المسلسل يدخل فى إطار السياق الدرامى، ومسألة أن المسلسل يدور فى حى شعبى فهذا أمر طبيعى وموجود فى أغلب الأحياء الشعبية فى مصر ولا يقلل من قيمته .
بمناسبة ذكرك للشخصية كيف تعاملت معها؟ لكل فنان طريقة معينة فى تقمص الشخصيات التى يجسدها، فهناك من يتعايش مع شخصية حقيقية لنفس شخصيته فى العمل، وهناك من يخزن بداخله شخصيات معينة من واقع تجاربه الحياتية، وأنا واحدة من هؤلاء، فنجاحى فى تجسيد شخصية فتحية فى الأسطورة جاء نتيجة استدعائى لها من الذاكرة، أو كما كنا ندرسها فى معهد التمثيل تحت اسم «الذاكرة الانفعالية «، حيث تقابلت مع شبيهتها فى الحياة العادية من قبل، كما أن الشخصية فى الواقع قريبة الشبه فى أغلب التفاصيل من شخصية أمى الحقيقية رحمها الله، حيث كانت تربينا أنا وإخوتى على القوة والحزم، وفى نفس الوقت حنونة وعطوفة لا تقدر على تحمل تعب أى منا وتساند المظلوم وتقاوم الظالم، وأحمد الله على أننى استطعت مسك خيوطها بهذه الصورة .
هل كان لزوجك المخرج الكبير محمد فاضل تدخل فى تفاصيل شخصيتك داخل مسلسل الأسطورة؟ بالطبع لا، الأستاذ فاضل لا يتدخل فى اختياراتى فى أى عمل فنى لا يقوم بإخراجه، لأنه يعلم تماما أننى أختار أدوارى عن قناعة تامة ويترك تفاصيل الشخصية التى أجسدها وشكل ظهورها فى الأحداث لمخرج العمل .
ما ردود الأفعال التى تلقيتها بعد عرض الحلقات الأولى للأسطورة؟ بصراحة لم أكن أتوقعها، حيث تلقيت اتصالات من عدد من المقربين والأصدقاء يهنئوننى على دورى فى المسلسل ، وعودتى للتمثيل بعد غياب 4 سنوات عن التليفزيون منذ مسلسل و»يأتى النهار مع الفنان القدير عزت العلايلى، وهذا أسعدنى كثيرا .
ما حقيقة رفضك للمشاركة فى أعمال أخرى للتفرغ لدورك فى مسلسل الأسطورة؟ بالفعل عرض على عمل آخر للمشاركة فى بطولته لكننى رفضته، لأننى بطبيعتى أرفض المشاركة فى أعمال كثيرة وأكتفى بعمل واحد حتى لا أشتت المشاهد وحتى يصدقنى فيما أقدمه له .
هل ترين أن مشاركتك فى مسلسل الأسطورة تأتى فى إطار حرص النجوم الشباب على الاستعانة بكبار الفنانين لمساندتهم؟ هذا ليس عيبا ويحسب للفنان وليس ضده، والفنان محمد رمضان يقدرنى ويحترمنى بشدة، ومنذ أول يوم تصوير وهو يأتى يقبل رأسى ويدى قبل بدء التصوير، ودائما يردد أنه مازال يتعلم من الفنانين الكبار حتى الآن سواء من الراحلين أم الحاليين، ومشاركة الفنانين الكبار فى أعمال الشباب أمر إيجابى ويدعم صناعة الدراما والسينما ويعطى للأعمال الفنية ثقلا واهتماما.