مصطفى حمزة أدان مركز بغداد لحقوق الإنسان الجرائم الطائفية التي ترتكبها عناصر الحشد الشعبي والأجهزة الأمينة ضد المدنيين السُنة في معارك استعادة الفلوجة، واصفًا المعركة بأنها غير أخلاقية وتطغى عليها روح الانتقام الطائفية، وأن جرائم الحشد والأجهزة الحكومية لا تقل بشاعة عن جرائم تنظيم «داعش» الإرهابي. وحمل المركزُ في بيان له اليوم الإثنين الحكومةَ العراقية والتحالفَ الدولي بزعامة الولاياتالمتحدةالأمريكية المسئولية القانونية والأخلاقية عن تلك الجرائم الطائفية المروِّعة، كما يحذر من خطورة استمرار السياسة والنهج الطائفي للسلطات والقوات العراقية لأنها لا تبقي للمدنين السُنة خيارًا إلا اللجوء الى التنظيم الإرهابي، أو البحث عن تنظيم آخر يحميهم من الجرائم الطائفية. وقد وثق مركز بغداد لحقوق الإنسان شهادات لمدنيين من سكان منطقة الصقلاوية كانوا مختطفين في سجن «معسكر طارق» من قبل الحشد الشعبي والشرطة الاتحادية بعد أن أطلق سراحهم بوقت متأخر من مساء أمس الأحد، ووصلوا الى منطقة عامرية الفلوجة الخاضعة لسيطرة العشائر السُنية، بعد تعرضهم لأبشع أنواع التعذيب خلال فترة احتجازهم على يد الحشد والشرطة الاتحادية، وقد شاهدوا عمليات قتل لمختطفين آخرين بالذبح والرمي بالرصاص والضرب بالقضبان الحديدية والخشبية وبالمَسَاحِ الزراعية، كما شاهدوا قيام عناصر الحشد الشعبي والشرطة الاتحادية بدفن مجموعة من الشبان من أهالي الصقلاوية وهم أحياء باستخدام الجرافات الكبيرة. وذكر ناجون لمركز بغداد لحقوق الإنسان أن عناصر الحشد الشعبي والشرطة الاتحادية احتجزوهم ظهر يوم السبت بعد أن اقتادتهم من مساكنهم وقيدت أيديهم، دون أن تعصب أعينهم، وجمعتهم في بستان زراعي في قرية (البوعكاش)، وأعدمت بعضهم أمام أنظارهم، وانهالت عناصر الحشد والشرطة علي آخرين بالضرب بالقضبان الحديدية والسلاسل، مما أدى إلى مصرع عدد من المحتجزين تحت التعذيب، ومنع الأكل والشرب عن محتجزين آخرين في أحد الحقول الزراعية بالصقلاوية. وعرض تقرير مركز بغداد لحقوق الإنسان لأصناف من التعذيب من بينها إجبار المحتجزين على التبول في زجاجات الماء الفارغة ثم شربها، مؤكدًا أن أحد عناصر الحشد ذبح أحد المحتجزين بسكين بسبب أنه طلب الماء، كما أعدم عدد آخر رميًا بالرصاص في مكان مجاور، بعد نقلهم بشاحنات إلى معسكر طارق، وتعرضهم للضرب والتنكيل والإهانة من قبل قادة وضباط وعناصر الحشد والشرطة الإتحادية. ورصد التقرير تواجد محتجزين مدنيين آخرين من أهالي الفلوجة ومحيطها وهم يتعرضون للتعذيب بصور مختلفة، واستمر منعهم من الأكل والشرب وقضاء الحاجة، وسط صيحات وهتافات طائفية تدعوا للانتقام من أهل الفلوجة، ثم سُلِمَتْ مجموعة كبيرة منهم إلى قوة من الجيش العراقي نقلتهم إلى عامرية الفلوجة، وبقي مصير الآخرين مجهولًا. وقد طالب ناجون من معسكر طارق في مقاطع مصورة نشرها ناشطون من أهالي الفلوجة بعدم الخروج من المدينة لأنهم سيتعرضون لما تعرضوا له هم على يد عناصر الحشد الشعبي والشرطة الاتحادية، وقال الناجون إن الموت تحت القصف في الفلوجة أرحم من الوقوع بيد الحشد الشعبي والشرطة الاتحادية لأنهم يستهدفون أهل الفلوجة جميعًا ولم يأتوا لتحريرهم بل جاءوا لقتلهم والانتقام منهم. وقد ذكر مصدر طبي بمستشفى عامرية الفلوجة لنشطاء مركز بغداد لحقوق الإنسان أن المستشفى تسلم 4 جثث لمدنيين مزارعين تعرضوا للتعذيب المميت أثناء احتجازهم لدى الحشد الشعبي والشرطة الاتحادية في معسكر طارق، مشيرًا إلى أن آثار التعذيب والحرق واضحة على جثث الضحايا الأربعة، وأن المستشفى تسلمت أكثر من 605 مدني تعرضوا للتعذيب والاحتجاز بظروف قاسية في المعسكر ذاته، أغلبهم في حالات خطيرة. وأكد أحد قادة الحشد العشائري السُني في عامرية الفلوجة لمركز بغداد أن قوة من الجيش العراقي سلمتهم مساء أمس الأحد أكثر من 600 مدني أغلبهم من أبناء عشيرة المحامدة في الصقلاوية كانوا محتجزين منذ أيام قليلة لدى الشرطة الاتحادية والحشد الشعبي في معسكر طارق، وأن آثار التعذيب والتجويع والخوف واضحة عليهم وتم نقلهم إلى مستشفى عامرية الفلوجة العام لتلقي العلاج، مؤكدًا أن الجيش سلمهم أيضًا 4 جثث لمزارعين من الصقلاوية وعليها أثار التعذيب جلية.