محمد عيسى كيف تولدت أفكارهذه الرواية وكيف اكتملت أو تحورت كى تصل إلى شكلها الذى طالع عيون القراء. وهل كان الكاتب واعيًا بالشكل والتكتيك وطريقة البناء التى خرجت به هذه الراوية؟ هذا ما يكشفه المؤلف ووالروائى إبراهيم عبد المجيد عند حديثه على هامش معرض الكتاب فى أبوظبي عن عمله "ما وراء الكتابة: تجربتي مع الإبداع" الذى فاز بجائزة الشيخ زايد للآداب، قائلا: إنه بادىء الأمر سعيد بفوزه بتلك الجائزة التى تحمل اسم شخصية عظيمة وكبيرة وهو الراحل الشيخ زايد بن سلطان رحمه الله. وعن عمله الفائز قال إنه حاول أن يظهر ما يمكن أن يكون خافيا، وكنت أريد اكتب عملا حتى ولو صغير يكشف الكثير من جوانب طريقة كتابة القصص والرواية، وقد قرات كثير وأنا صغير قصص كثيرة كتباها كتاب عظماء وكان هنا الكثير من الجوانب الخفية فى الكتابة، واعتقد أن ما كتبه يفتح الكثير من الأبواب المغلقة. ويضيف عبدالمجيد، أن العمل الفائز أشبه بالسيرة، ويكشف فى نفس الوقت كيفية استخدام اللغة فى الكتابة، والتى تتغير حسب تغير المواقف، ومن ثم فاللغة ليست وعاء الفكر كما يقولون، ولكنها الفكر ذاته. وحول كتابة القصة القصيرى، يرى عبد المجيد أن كل القصص لها أصل، ولم تكن ترهقه كثيرا الفكرة فالأفكار كثيرة، و إنما البناء والتركيب، حيث أن عمل الكاتب هو التجديد فى الشكل والتركيب الأدبي، وهذا ما قمت به فى هذا الكتاب الذى فائزة بجائزة الشيخ زايد للكتاب، حيث أن حديثه عن أعماله الروائية والقصصية كان بقلمه هو مبدع هذه الأعمال، وليس هذا العمل نقديًا بالمعنى المعروف وليس ذاتيا أيضا بالمعنى المباشر، إنه عبارة عن حديث يحمل سيرة الكتابة أو التاريخ السردى للروايات والقصص التى كتبها وتفاصيلها التى لا يعرفها أحد إلا كاتبها.