الطيب الصادق - انتقادات لأداء مديرة مكتب باريس لعدم درايتها بالسوق الإسباني - التعاقد مع شركة علاقات عامة ب 66مليونا للتربح النتيجة صفر جرت العادة أن يقوم ملك إسبانيا بافتتاح المعرض السياحى الدولى "الفيتور" الذي يعقد سنويا بمدريد، غير أن هذا العام افتتحته الملكة ليتيزيا زوجة الملك فيليبي، دون حضور الملك نظرا لانشغاله في اجتماعات مكثفة مع قيادات الأحزاب للتوفيق بينهم بعد أن فشلوا فى تشكيل ائتلاف يمثل الأغلبية العظمى لتشكيل الحكومة، إثر الانتخابات الرئاسية الأخيرة منذ بضعة أسابيع، وبحضور أكثر من 40وزيرا للسياحة من شتى دول العالم وهشام زعزوع وزير السياحة المصري. ويعد "الفيتور" المعرض الثانى على العالم بعد بورصة برلين يزوره أكثر من 220000عارض وزائر، وإسبانيا التى اتبعت خطة مدروسة باعتبار السياحة صناعة حيوية نجحت فى جعلها قاطرة التنمية بالعمل والجهد، بينما مصر اكتفت بنفس الهدف فقط بالتهليل والتصريحات العقيمة، التى راح يطلقها وزراء السياحة المصريون ما عدا ممدوح البلتاجى الذى نجح آنذاك فى التغلب على الأزمات، وكانت مشكلة مصر سياحيا فى عهده "overbooking" عدم كفاية الغرف بالفنادق والأماكن بالطائرات، لمواجهة الطلب الشديد علي زيارة مصر، أما إسبانيا فقد زارها العام الماضي 66مليون سائح حققوا دخلا يعدل مايقرب من 67مليار يورو بمعدل 11%من الدخل العام، نحو 12%من إجمالي العمالة الكلية بإسبانيا يعملون بالسياحة وبرغم وجود أكبر منظمة إرهابية في العالم بها. لقد راحت المقاصد السياحية بالدول المشاركة تتنافس وتحقق عشرات الملايين من السائحين برغم تواضع مقوماتها الثقافية والطبيعية والسياحية والتاريخية إذا ما قورنت بمصر، فمصر بشهادة الأوروبيين أنفسهم تتربع على عرش المقاصد أجمع من حيث المقومات وعوامل الجذب، بينما تحتل المرتبة الأولى كالمقصد الأرخص علي مستوي العالم بلا فخر، مما يؤدي إلي سوء الخدمة وهروب السائح إلي مقاصد أخرى، بينما الكارثة أن الجناح المصري في المعرض كان شبه فارغ بسبب قلة عدد العملاء الذين يبحثون عن زيارة مصر في الوقت الحاضر مع تراجع السياحة بنسبة كبيرة، مما يهدد باستمرار أزمة السياحة الفترة المقبلة، كما كانت ديكورات الجناح المصري لا تعبر عن مصر في سوق يعشق مصر الفرعونية بينما الديكورات فى مجملها شواطئ، حيث المشاهد يصعب عليه تمييز هل هى شواطئ الكاريبى أم إسبانيا أم تونس! وانتقدت شركات السياحة المصرية والأجنبية المشاركة في معرض السياحة الدولي "الفيتور" أداء مكتب السياحة المصري بباريس الذي أسند له الإشراف علي السياحة في إسبانيا والبرتغال بعد إغلاق مكتب مدريد للسياحة، حيث أكد أصحاب الشركات المصرية والإسبانية عدم دراية مسئولة مكتب باريس بالسوق الإسباني واللغة الإسبانية، فضلا عن صعوبة تغطية السوق الفرنسي والإسباني نتيجة لطبيعة البلدين وحجمهما الكبير وتنافسهما السياحي، مطالبين بإرسال مدير ذى خبرة بالسوق الإسبانى، وليس موظفا من الهيئة لا يعرف السوق الإسبانى والذى سيحتاج لسنوات للتعرف علي السوق وفعالياته ولا يصح تكرار تجارب سابقة حين تم تكليف مديرين بدوا يعرفون السوق قبيل إنهاء مدة خدمتهم ببضعة أسابيع، وذلك يرجع لإصرار الهيئة على قصر امتحان قبول المديرين للمكاتب الخارجية على موظفى الهيئة، والواسطة والمحسوبية بينما كان ممدوح البلتاجي مقياسه، الكفاءة والخبرة دون النظر إذا كان المتقدم من أقارب أصحاب النفوذ أم لا وهو ما نحتاجه حاليا. كما لوحظ استياء الجميع من الدور الضعيف لشركة العلاقات "جى دبليو تى" التى كلفتها وزارة السياحة بالتنشيط وخصصت لها ميزانية 66مليون دولار، وهى الشركة التى فشلت فى الماضى فى تحقيق نتائج إيجابية تليق بمصر، فهل من المنتظر أن تسهم شركة فشلت في السابق في عودة السياحة أن تعيدها مرة أخري إلي مصر أم نبحث عن وسائل أكثر فاعلية للترويج للسياحة المصرية؟ محمد حسنين صاحب شركة سياحة مشاركة بالمعرض، يقول إن معرض السياحة الدولي بإسبانيا "الفيتور" لم يضف جديدا لشركات السياحة في العام الحالي وكان ينبغى أن تكون المؤسسات الحكومية المكونة من هيئة تنشيط السياحة ووزارة السياحة والمحافظات السياحية، أكثر مواءمة من الشركات، مشيرا أن الشركات موجودة بصفة مستمرة في المعارض الدولية، وتوجد في هذا المعرض منذ عام 1982ولا يمكن أن تتخلي عنه العام الحالي برغم الظروف التي تعاني منها الشركات بسبب تراجع السياحة في مصر، موضحا أن هناك مشكلة نعاني منها في جذب السياحة من إسبانيا هي إغلاق مكتب مدريد واختيار الوقت الخاطئ لإغلاقه لأنه أعطي رسالة سلبية للسوق وإسناد إدارة مكتب مدريد إلي مكتب باريس كان قرارا خاطئا لعدم استطاعة مكتب باريس قيامه بمهام عمله في باريس فهل يستطيع أن يدير السياحة في إسبانيا والبرتغال ؟ بالإضافة إلي ذلك اهمال السوق تماما في الدعاية الإعلامية لمصر في السوق الإسباني. وأوضحت أنّا باس صاحبة شركة سياحية إسبانية، تهتم بإرسال سياح إسبان لمصر أن السياحة المصرية تواجه مشكلة وجود مخاوف أمنية من الوضع الحالي في مصر، فضلا عن وجود قمامة منتشرة في الشوارع المصرية يجب تنظيفها وهو ما اشتكي منه السياح الإسبان في آخر زيارة لمصر كما يجب القيام بعمل دعاية قوية في إسبانيا لجذب السياح والتعريف بمصر وما تمتلكه من مقومات سياحية كما انتقدت أداء وزارة السياحة المصرية ومكتبها السياحي المسئول عن إسبانيا والبرتغال، بعد إسناده لمكتب باريس من عدم وجود وسيلة اتصال مع وزارة السياحة المصرية بعد إغلاق مكتب مدريد، حيث أنها خاطبت مكتب السياحة المصري في باريس ولم تتلق أية ردود. ويقول علي غنيم عضو مجلس إدارة الاتحاد المصري للغرف السياحية إن الوجود المكثف مطلوب للشركات السياحية في الوقت الحالي عالميا لأنه يعطي انطباعا بأن المقصد السياحي المصري يمرض، ولن يموت لأنه مقصد فريد، كما جئنا لإعطاء رسالة بأن مصر بلد الأمن والأمان والشعب المصري يقدم كل التسهيلات للأجانب، وأن السياحة محمية من الشعب. وأرجع سبب عدم الإقبال علي الجناح المصري في معرض السياحة الدولي "الفيتور" بمدريد إلي أن الشركات تتعامل مع شركات من أمريكا اللاتينية تأتي بمواعيد محدد وتعرف إلي من تذهب كما أن المقصد السياحي المصري مضروب في مقتل لأن الفكرة الموجودة عن مصر والدول حولها ما زالت مؤثرة علي السياحة، مشيرا أنه من ضمن المشكلات التي تواجهها السياحة في إسبانيا، عدم دراية مسئولة مكتب باريس المشرفة حاليا علي السياحة في إسبانيا والبرتغال بالسوق الإسباني ولا تعرف أسماء الشركات الموجودة في مدريد وليست لديها خبرة كافية في السوق الإسباني فمن المستحيل أن تغطي ثلاثة أسواق مهمة هي فرنسا وإسبانيا والبرتغال، ولذلك كل سوق يحتاج مزيدا من الوقت لتغطيته كما يجب أن تكون مؤهلة ثقافيا للتعريف بالسوق الإسباني والبرتغالي، لافتا النظر إلي أن أداء وزارة السياحة نمطي وتقليدي والوقت الحالي لا يتحمل مناقشة لكن يحتاج إلي وضع خطة وتفعيلها في أسرع وقت وهو ما ينقصنا ونحتاج لأفعال وليس أقوال. ومن جانبه يقول الخبير الأرجنتيني ديجو لوفيدو صاحب شركة حجوزات علي الإنترنت إن الظروف السياسية في مصر والشرق الأوسط أدت إلي تأزم السياحة في المنطقة، وأن مصر قبل التسعينيات لم تعتمد علي الطيران المنخفض التكاليف، وأن هذه الظروف الحالية فرصة لأنها تعد صفحة جديدة لتطوير أداء ووسائل جذب السياح والبحث عن ما تحتاجه مصر وما يحتاجه السياح، لأنه من غير المعقول أن نعمل علي نفس نسبة السياح في الماضي، لأنه حدث تطور في العالم حتي العملاء تطوروا وطريقة الحجوزات تطورت، حيث كان العميل في الماضي يحجز بطريقة تقليدية تغيرت، حاليا لأن الأدوات تغيرت والأسواق التي لديها اهتمام لمصر تغيرت فلا يمكن أن نقوم بفتح الأبواب الحديثة بمفاتيح قديمة، ونستخدم نفس الوسائل المستخدمة من 20سنة ولا بد أن ندرس الأسواق الجديدة ونخاطبها بنفس لغتها الفكرية فهناك دول قامت بتطوير نفسها مثل الإمارات وتركيا والمغرب وغيرها. كما أكد ماجد مينا مدير شركة حجوزات علي الإنترنت، أن مصر كمقصد سياحي فريد من نوعه في العالم لا تنقصه إلا إدارة جيدة تستطيع فتح الأسواق وجذب سياح جدد من مختلف دول العالم، ودعاية إعلامية قوية في جميع الوسائل الحديثة ومخاطبة الجمهور المستهدف بنفس لغته وفكره. كما أكد خبراء من بيت خبرة إسباني وهم فيليكس بينتس وجورج تايلون ورافائيل سلانوفا، أن لديهم خطة تشتمل على أفكار ومشروعات واعدة، تهدف لجعل الساحل الشمالى كجزر البليار وعاصمتها مايوركا التى تستقبل أكثر من 12مليون سائح سنويا وكاتالونيا وعاصمتها برشلونة تستقبل 16مليون سائح. كما أشار عبد العزيز عبد الرحمن مدير إحدي الشركات المشاركة في المعرض، أن الوجود مهم للشركات المصرية لعودة السياحة لمصر، مشيرا إلي إعادة النظر في منظومة الطيران لمساعدة السياحة ودعمها كما نريد أن توجد طائرات مصرية موجهة لأمريكا اللاتنية لجذب سياحتها لمصر. فيما أوضح شوقي عجلان مدير شركة سياحية، علي ضرورة الدعاية لمصر وتقديم تسهيلات للسياحة، فضلا عن تخفيض أسعار الطيران لتكون أسعارا تنافسية وجاذبة للسياح. وتوقع بليغ جمعة مدير شركة سياحية، أن تشهد السياحة المقبلة من إسبانيا لمصر زيادة في شهر مارس المقبل نتيجة لوجود إجازات وهناك تعاقدات تمت مع شركة إسبانية وشركة من البرتغال لجذب السياحة البرتغالية.
إحياء المجلس الأعلى للسياحة ضرورة طالب الخبير السياحي حمدي زكي مستشار وزير السياحة الأسبق المقيم فى إسبانيا منذ عشرين عاما الرئيس السيسي باعتبار السياحة هدفا قوميا للنهوض بها أسوة بإسبانيا بدءا من الملك والحكمة والمواطن العادي، الكل يعمل من أجل السياحة، كما طالب بضرورة تفعيل المجلس الأعلى للسياحة برئاسته على أن يجتمع علي الأقل مرتين سنويا بدلا من الوضع القائم، حيث هذا المجلس كالمومياء لم يجتمع إلا مرة واحدة منذ إنشائه منذ عشرات السنوات، وعلينا أن نهتم بالسياحة كى تصبح بحق قاطرة التنمية والمورد الأول للعملة الصعبة، ولن يتم ذلك بالتصريحات العقيمة، بل بالعمل وبإعطاء صلاحيات لوزير السياحة حتى يتمكن من أداء دوره والحصول لمصر علي نصيبها الذى تستحقه وتحقيق ثلاثين مليون سائح وتحصيل أكثر من أربعين مليار دولار سنويا، ومن جهة أخري ضرورة تحقيق الأمن والاستقرار لأن السائح يتساءل كيف أمن على نفسي في مصر، بينما رجل الشرطة المنوط بحمايتى غير آمن علي نفسه، كما أن هناك خطرا آخر يهدد السياحة المصرية قد لايقل خطورة عن الإرهاب وهو سوء الخدمة، لذا المطلوب المزيد من خطط تدريب العاملين بالسياحة والفنادق والمطارات المصرية.