هبة عادل تصوير - رباب الشتشاوى - إنتصار غريب.. من الذى أعطى للأوقاف أحقية اتخاذ قرار بهدم مسجد أثرى
- المسجد بناه عبدالله محمد سلام القصراوى أحد أمراء المماليك ولم يتم ترميمه منذ 500 سنة !!
- د.أحمد صدقى .. سيدنا بنيامين عبرانى وليس يهودياً.. أهل المنطقة يتهمون «دياب» بأنه المستفيد والمتواطىء مع المحليات فى غلق المسجد
- د. رباب الشتشاوى: لايزال «بنيامين» فى مصر والأبحاث اثبتت عدم وجود سيدنا يوسف
هل للعمارة تأثير على الإنسان وهل للمكان روح وطاقة تأخذان منه وتعطيانه؟ هذا ما حاولت د. رباب الشتشاوى خبيرة علوم الطاقة استكشافه فى بحثها عن مقام النبى بنيامين شقيق سيدنا يوسف الصديق والتأكد من وجود رفاته داخل المقام الموجود فى مسجد الدعاء بحارة زويلة، وهو ما عاونها فيه خبير الأماكن التاريخية والتراثية د.أحمد صدقى، وكانت المفاجأة أن المكان وكأنه ضرب بقنبلة أو تعرض لزلزال كبير، لكن الواقع أن ما وصلت إليه حاله، إنما جاء بفعل إهمال المسئولين فالصراع دائر بين وزارتى الأوقاف والآثار حول تبعية المكان، فى حين لم يلتفت أى الطرفين إلى ترميمه أو العناية به والحفاظ عليه..
ويصف لنا د. أحمد صدقى خبير الأماكن التاريخية والتراثية الحالة المزرية للمكان مؤكداً أنه مدمر ومخرب بشكل لا يوصف. وحول إمكانية وجود مقام لشخص غير مسلم بداخل المسجد، يقول إن الدين الإسلامى لا يمنع وجود قبر لشخص ليس مسلماً بداخل مسجد وسيدنا بنيامين عبرانى وليس إسرائيليا لأن كل من عبر النهر مع سيدنا إبراهيم من جمهور المؤمنين الذين هجروا «مملكة النمرود» فى نينوى الأثرية، معجزة سيدنا إبراهيم بحضارة ما بين النهرين هم عبرانيون وكانوا يصنفون كأهل صحراء من الكلدانيين، وبالتالى كل الذين عبروا معه هم أرباب الصحراء وكان معه نسله سيدنا إسحاق وسيدنا يعقوب وكان حتى هذه الفترة لا يوجد ما يسمى بدين، وإنما كان هو عبادة يطلق عليها آلة التوحيد، لأن سيدنا إبراهيم كان بداية الحكاية.. فكان إبراهيم حنيفا ولم يكن يهودياً أو نصرانيا فتفسير كلمة حنيفاً “هو الشىء المائل أو الحائد لأن الإنسان جاء على الخطيئة” والطبيعى أن يختار دائما المعصية وبالتالى طبيعة الإنسان أن تحيد عن الأشياء الدارجة والسليمة.. وكانت رسالة موسى لم تصل بعد.. فكان سيدنا يعقوب أبو يوسف وبنيامين اسمه «إسرائيل» فى الأصل.. وهو الابن الأصغر له بنيامين والأخ المحبب ليوسف والذى ظل معه حتى النهاية وهو الوحيد الذى دفن بجانبه، لكن بعد ذلك تم أخذ رفات يوسف الصديق وفقاً لوصيته ليدفن مع أبيه يعقوب، فعند لقاء يوسف بأبيه كان النبى يعقوب يبلغ من العمر مائةً وثلاثين عاماً، وكان عمر يوسف 39 عاماً، وتوفي يعقوب عليه السلام بعد سبعة عشر عاماً من عودة يوسف إليه، أما يوسف فقد عاش حتى بلغ من العمر 110 أعوام، ومات وهو في سدة الحكم، ودفن فى مصر، ومن ثمّ تم نقل رفاته إلى الشام في عهد سيدنا موسى عليه السلام، وتم دفنه فى مدينة نابلس في فلسطين.
فقد تم بناء مسجد الدعاء على يد أمير من المماليك يدعى عبدالله محمد سلام القصراوى، وهو ليس أحد الأمراء الأغنياء، فنجد المبنى من الخارج ليس غنيا بالزخارف كما أنه ليس بنفس ضخامة المساجد الأخرى التى كانت تبنى وتضخ بالأموال لأنه ليس مسجداً لسلطان. كما أن المكان لا ينظر إلى شريان أساسى مثل” شارع كالمعز” كما أن البوابة الخاصة به والتى هى عنصر مهم لأى مسجد قد لا نجد بها زخارف قوية ومميزة، فأهمية البوابة نستدل عليها من وجود حنايا كثيرة لها من الداخل.. كما لا نجد أى جزء باق لزخارف قوية كانت بالمئذنة أو القبة.. فمن الواضح أن المكان تم عمله من البداية ليحتوى على القبور المقدسة، حيث يعود المسجد لأكثر من 500 سنة فقد تم ترميمه للمرة الأولى فى عهد الخديو عباس حلمى الثانى ثم مرة أخرى فى التسعينيات.
كما يقول د.صدقى إن المتسبب والمستفيد من وراء هذا الخراب هو شخص يدعى دياب موجود بالمنطقة، وهو صاحب محل “حلاقة” ومقيم بأحد المبانى الملاصقة للمسجد.. وبعد أن روى لنا أهالى المنطقة عن هذه المأساة، وأن ذلك الشخص كان يجمع أموالا منهم بزعم أنه يقوم بخدمات لهم وأن هذه الأموال يتم توجيهها لجمعية خيرية قام بعملها له ولإقامة زاوية بناها له وليس لنا.. وبعد ذلك استغل علاقته بأحد موظفي المحليات لغلق المسجد فيما بعد، حيث إن الجامع كان يلعب دورا اجتماعيا مهم جداً لأهالى المنطقة، حيث إن اهتماهم هذا جعلهم يقومون بجمع أموال للتبرع له، وعمل بعض التصليحات بالمحراب الخاص به وتمت تكسيته حديثاً بالرخام وبطريقة فقيرة وهذا واضح من شكل ولون ونوع الزخارف التى بالرخام حتى إن ارتفاع هذه التكسية على مسافة متر فقط. إن المكان مهم بشكل كبير لأهالى الحي لأنه معروف بالدعاء السريع والمستجاب ولإيمانهم الشديد بوجود أولياء وأنبياء وهذه المعتقدات مهمة جدا للشعب المصرى.. أما ما رأيناه فهو جريمة بفعل فاعل وأن التخريب متعمد وليس إهمالا حدث عبر سنوات فهذا الإهمال لا يهدم أسقفا ويزيل بلاطات من الأرض بهذا الشكل الحالى، كما نجد نظام الرواق وهو على شكل صفوف من الأعمدة متصافة بجانب بعضها البعض، فإن هذا المسجد تم بناؤه على نظام الأروقة فهو جامع بمنتصفه صحن وحول هذا الصحن صفوف من الأعمدة توزاى حائط القبلة وما حدث أن بلاطات الأسقف قد سقطت والباقى منها هو بعض الكمرات الخشبية الإنشائية، لكن لا أستطيع أن أصف حالة الأرضية فهل جميعها مدمرة أم أن الباقى منها شىء، وهذا لكثرة الأسقف الساقطة عليها.. فأين وزارة الأوقاف والآثار إذن؟ وهى التى عليها الرقابة والصيانة ويد التدخل.. فأهالى المنطقة يؤكدون أن الجامع كان سليما،ويدفعون له أموال الصيانة والاهتمام به قبل ثورة 25 يناير، وكانوا يقومون بعمل طعام رمضان الخاص بموائد الرحمن، وحتى فى هذا الوقت كان المكان آمنا بوجودهم.
ولكن للأسف مصر بها خلل كبير يتمثل في سوء الإدارة، ولا تستطيع أن تدرك قيمة الأشياء إلا بعد فوات الأوان.. فمن ضمن الكوارث التي أحذر من وقوعها أيضاً هو ما يتم الآن فى بيت السحيمى وبيت مصطفى جعفر وبيت زينب خاتون وبيت الهراوي فمن يقم بزيارتهما الآن لا يجد أى كاميرات أو أجهزة لإطفاء الحريق فقد تمت سرقة الكاميرات.. وبالأخص بيت السحيمى الذى ندق له ناقوس الخطر، فقد تم تعطل أجهزة الإطفاء الآلى.. فلا توجد أى وسائل دفاع مدني فاعلة وتمت سرقت جميع كاميرات المراقبة منهم وغياب إدارة المخلفات الصلبة، فهى لا توجد من الأصل وبالتالي لأن المكان بجواره ورش وصناعات حرفية ويدوية، فقد تطاير بعض الشظايا من هذه الورش وكادت أن تحدث مأساة وحريق مثلما حدث بالمسافر خانه قبل ذلك، فإذا كانت هذه هى أهم آثارنا وأهم ما نملك فكيف يتم إهمالها بهذا الشكل المتعمد.
وتصف لنا المشهد د. رباب الشتشاوى الخبيرة فى علم الطاقة، عندما ذهبت إلى المسجد بعد إجراء تحاليل معينة على الأبحاث التى تؤكد وجود النبى بنيامين أم لا باستخدام أدوات قياس قمت بدراستها ومعرفتها من أستاذى الدكتور إبراهيم كريم، وهو مؤسس علم التشكيل الهندسي ذات التأثير الحيوي وهو علم مستمد من علوم المصريين القدماء، له أيضاً كثير من براءات الاختراع المختصة بتأثير الأشكال الهندسية على الوظائف الحيوية والمعتمدة من أكاديمية البحث العلمي. وقد حصل على تسجيل الملكية الفكرية لعلم الأشكال الهندسية الحيوية في الهيئة الملكية الفكرية العالمية بسويسرا عام 1992 و2000 ، كما ألف بعض الكتب المتخصصة بمجال هذا العلم الحديث، والذي يربط بين التعريف بالطاقة الحيوية، والنظريات العلمية القائمة عليه وبعض التطبيقات التي يتم استخدامها في عدة مجالات مثل التصميم المعماري، النباتات والمياه وعلاج بعض الأمراض، كما تعلمت منه كيفية القياس بجهاز البندول فهو من أشهر أدوات القياس حتى الآن بجانب أدوات أخرى ويتم العمل به، حيث يتم إمساكه باليد وأخذ طاقة وشحنات داخلية من جسم الشخص الذى يقوم بالقياس به، وعندما تصدر منه بعض الإشارات مثل حدوث حالة من الاهتزاز أو ارتعاش اليد الممسكة به ويتحرك أكثر، فإن هذا يدل على وجود طاقة بالمكان، وبعد ذلك يشعر الشخص بحالة من الصداع الشديد بالرأس نتيجة الجذب لما بداخل الأرض، وهو ما يؤكد احتواءها على رفات وأجساد لأنبياء وأولياء صالحين، ولكن عندما اقتربت من المكان والسير بجواره، شعرت براحة وسلام حتى عند تلامس جدرانه.
وأريد أن أؤكد أن مصر بها أماكن كثيرة مليئة بالطاقة، فمثلاً عندما تذهب إلى مقام سيدنا الحسين تشعر بهذا ودير مارجرجس للراهبات بمصر القديمة تشعر بهذه الطاقة المشتركة فى هذه الأماكن، لأن لغة الله واحدة، فالله يعطى لنا الأمان فى بيوته وسلامة يبقى معنا عند مغادرتنا لها. كما قامت الإذاعية إنتصار غريب منسق عام حركة ثوار الآثار باستغاثة لوقف قرار وزارة الأوقاف بهدم مسجد الدعاء الأثري، وتقول إنه من المساجد التي تحمل ذكريات تاريخية، حيث سمى بمسجد الدعاء لتوجه المشايخ والأهالي له أيام الحملة الفرنسية على مصر، والصلاة داخله والدعاء والابتهال لله عز وجل لإنقاذهم من الفرنسيين، هو أيضا من المساجد التي لاقت اهتماما من بعض القائمين على الآثار الإسلامية فى عهد الخديو عباس حلمى الثانى الذى شهد عصره حملة كبيرة لترميم وصيانة الآثار الإسلامية. وقد طالبت بفك الارتباط بين الآثار والأوقاف في السيطرة على المساجد الأثرية،وتساءلت: من الذى أعطى للأوقاف أحقية اتخاذ قرار بهدم مسجد أثرى؟ فقد قامت بالاتفاق مع أحد المقاولين لهدم المسجد مقابل الأنقاض ومحتويات المسجد من أخشاب ومعادن وتعشيقات بعد أن تم وصوله إلى هذه الحالة السيئة. وقد تم تخريب حجرة الضريح بداخل المسجد، كذلك يوجد أيضاً ضريح رمزى لمحمد بن أبى بكر الصديق رضي الله عنه، وضريح آخر لسيدى محمد بن شهاب الدين وهو من الآثار التى ترجع للعصر التركى، حيث تم التنقيب في عام 1994 بعمق بالغرفة التى يمين مقام بنيامين، كما توجد بالجامع مكوناته المعتادة بالمساجد وهى المحراب والمنبر وبعض الحجرات التى تستخدم كمخازن لأثاث المسجد، فقد عثر باحثون سابقون علي مقام آخر، ولكن ليس به جثمان قيل إنه ليوسف قبل أن يأخذه موسي عليه السلام عند الخروج من مصر، وأن تلك المعلومات كانت مدونة علي لوحة باللغة الفرعونية القديمة فوق مقام بنيامين، وقد اختفت هذه اللوحه منذ ذلك الوقت. كما أن قصر يوسف الصديق يشغل موقع كنيسة العذراء المغيثة الأثرية ومقر دير الأمير تادرس حالياً، وكان يعرف من قبل بقصر الروم ومنه تمت تسمية هذا المكان بحارة الروم أو حارة الغرباء، نسبة إلى الغرباء الإسرائيليين، وكانت هذه الأماكن والقصور تستخدم لاختباء المسيحيين المضطهدين في زمن الاضطهاد المسيحى لإيوائهم وحمايتهم من إيذاء اليهود والرومان، وأضاف أن كثيرا من علماء الآثار دونوا هذه المعلومات عن هذه الأماكن، بل إن روايات أثرية وأهلية أكدت أن بعض أحجار قصر يوسف عليه السلام كانت مختومة باسمه زافينى واسم يوسف أيضا، ومازالت فى مكانها ضمن أحجار أساسات الكنيسة الأثرية حتى الآن.