ألقت أزمة منطقة اليورو بظلالها التشاؤمية على توقعات العديد من قادة أوروبا بشأن رؤيتهم المستقبلية لعام 2012 ، حيث غلبت روح التشاؤم على تصريحاتهم وتوقعاتهم بأن العام الجديد سيكون أسوأ من العام المنصرم وذلك بسبب الإجراءات التقشفية التي اتخذتها بعض الدول لمواجهة أزمة الديون ومنع انزلاق أية دولة جديدة في منطقة اليورو إلى حافة الانهيار المالي. ومن بين التوقعات - التي رصدتها صحيفة "جارديان" البريطانية في تقرير بثته على موقعها الإلكتروني بشبكة الإنترنت - توقع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والتي حذرت أن عام 2012 سيكون أصعب من عام 2011 ، مستندة لتصريحات بعض القادة الأوروبيين التي هيمنت عليها روح التشاؤم والقلق إزاء اقتصاد بلدانهم. واعتبرت ميركل أن القارة الأوروبية تمر بأصعب اختبار في تاريخها منذ عقود ، مؤكدة في الوقت ذاته أنها ستصبح أقوى بفعل الأزمات ، داعية لتعاون أكبر بين دول أوروبا جميعا لإنقاذ اليورو من أزمته التي لم تنج منها ألمانيا. ومن جانبه أشار لوكاس باباديموس رئيس الوزراء اليوناني إلى استمرار الإجراءات التقشفية المشددة ، فيما حذر الرئيس الإيطالي جيورجيو نابوليتانو أنه تجب التضحية إذا أرادت الدولة تجنب الانهيار المالي. وقال الرئيس الفرنسي نيكولاي ساركوزي في كلمته للشعب الفرنسي إن الشعب يجب أن يتصرف بشجاعة عند مواجهة التحديات...قائلا " إنني أعرف أن حياة العديد منكم تعرضت لاختبارين قاسيين العام الماضي ، لقد أنهيتم العام وأنتم قلقون على أنفسكم وأطفالكم ". ولفتت الجارديان إلى أن جميع القادة الأوروبيين طالبوا شعوبهم بضرورة التضحية من أجل الخروج بسلام بأقل الأضرار لمنع تفاقم الأزمة وحدوث انهيار مالي لصالح الأجيال المقبلة.