علاء عزت هتاف.. ولافتة.. وفيديو.. وتقرير سرى . 4 أشياء جاءت لتدق معا أخطر جرس إنذار، جرس يحذر من انضمام جمع غير قليل من شباب الأمة العربية إلى تنظيم « داعش « الإرهابى.. الذى بدأ يخطط إلى استهداف وتجنيد فئة معينة من شباب امتنا، مستغلة اصطدام حماس هؤلاء الشباب مع واقع إحباط يعيشونه، والفئة المستهدفة والتى نعنيها هى روابط جماهير الأندية الشعبية الكبيرة فى وطننا العربى، والمعروفة باسم « الأولتراس «. وهو الأمر، الجد خطير، الذى رصدته «الأهرام العربى» وتقدمه من خلال هذا التحقيق. ونبدأ بآخر مشهد تم رصده من عمليات ومحاولات «داعش» اختراق الشباب العربى، وتحديدا «الأولتراس»، والغريب أن المشهد متعلق برابطة جماهير نادى الزمالك المصرى «الوايت نايتس» إلا أن جرس الإنذار دق من الجزائر، حيث نشرته صحيفة « الهداف « الرياضية، التى نشرت قبل أيام تقريرا قالت فيه : «فوجئ المتتبعون لصفحة «إيطاليان زملكاوي» على موقع التواصل الإجتماعى «فيس بوك» وذلك أثناء تغطيتها لمباراة الزمالك وغزل المحلة برسم مباريات من الدورى المصري، بقيام عناصر تنتمى إلى تنظيم داعش الإرهابى بدعوة المتابعين للصفحة إلى فكرها المتطرف، وذلك من خلال التعليق على المنشورات التى يتم نشرها عبر الصفحة، وهو الأمر الذى دفع القائمون على هذه الصفحة إلى الاعتذار عن تكملة تغطية المباراة بسبب هذه المنشورات التحريضية». وأنهت الصحيفة الجزائرية تقريرها قائلة: «يبدو أن عناصر التنظيم الإرهابى قد أرادت من خلال هذه الخطوة استغلال شعبية كرة القدم من أجل الدعوة إلى اعتناق هذا الفكر المتطرف». واللافت للنظر أن أول من استهدفها تنظيم « داعش « هى جماهير أندية عرب شمال أفريقيا، تونسوالجزائر والمغرب، ومعها ليبيا ومصر، وهو الخطر الداهم الذى رصدته وسائل إعلام تونسية، وننقل لكم نص تقرير إعلامى تونسى جاء فيه : «التنظيم الإرهابى يعلم جيداً أن كرة القدم هى الأرض الخصبة دائماً لنشر الأفكار والمعتقدات.. لما لا وقد انطلق من ملاعب كرة القدم دعوات للتسامح والهدنة السياسة وكثيراً ما نجحت الساحرة المستديرة فى تقريب الشعوب وكثيراً ما أشعلت الحروب بين الدول.. لذا يسعى أعضاء داعش الذين يزعمون أنهم يسعون لإعلان الخلافة الإسلامية للحصول على دعم عشاق الساحرة المستديرة، ونشروا مقطع فيديو لبعض أعضائهم على مواقع التواصل الاجتماعى « فيس بوك» و»يوتيوب» يلعبون فيه كرة القدم فى الصحراء، تحت اسم « منتخب الدولة الإسلامية»، وعلق ناشر الفيديو قائلاً: «أمريكا تحشد العالم للحرب على الدولة الإسلامية والمجاهدون يلعبون الكرة لا يخافون إلا الله». بداية استقطاب التنظيم الإرهابى لمشجعى كرة القدم، كانت بصورة على مواقع التواصل الاجتماعى « فيس بوك» لم يلتفت إليها كثيرون تُظهر علم « داعش» فى المدرجات أثناء إحدى مباريات كرة القدم بالدورى التونسى، ثم كانت الصدمة الكبرى بتداول فيديو لجماهير فريق الرجاء البيضاوى المغربى يعلن فيه تضامنه مع تنظيم « داعش» خلال إحدى مباريات الفريق المغربى، وردد جمهور الرجاء هتافات منها: « داعش داعش داعش».. و«الله أكبر إلى الجهاد.. الله أكبر إلى الجهاد».ويذكر أن قيادات المغرب استيقظت صبيحة ذات يوم على خبر صادم، بإعلان محمد اللموتى، أحد مشجعى فريق المغربى التطوانى، إلى تنظيم « داعش» الإرهابي، فى سوريا.. وهو الأمر الذى تكرر ومنها فى مصر بانضمام ابن شقيقه الحكم الدولى المصرى الشهير جمال الغندور إلى التنظيم ذاته . وتحولت قضية انضمام المشجع المغربى اللموتى إلى تنظيم «داعش « إلى قضية رأى عام فى المغرب، وإلى قضية إعلامية عالمية، حتى إن صحيفة «الموندو» الإسبانية، التى أكدت فى إحدى قصاصاتها أن 13.4% من المقاتلين فى صفوف «داعش» ينحدرون من مدينة تطوان المغربية، استنادا إلى تقرير أرسلته المخابرات المغربية إلى نظيرتها الإسبانية. المخطط الأمريكي هذا، وقد كشف الدكتور إبراهيم مجدى الاستشارى بالطب النفسى، المخطط الأمريكى لتنجيد شباب روابط « الأولتراس « إلى تنظيم داعش، وأكد دكتور علم النفس المصرى أن أمريكا انتهت منذ عام وأكثر من إعداد مشروع خطة التنجيد التى خرجت فى 1400 صفحة، وهو التقرير الذى شارك فى إعداده ضابط سابق بالمخابرات الأمريكية، ودكتور علم نفس واجتماع أمريكى، ودكتور إعلام أمريكى. وشدد الدكتور إبراهيم مجدى على أن التقرير يحتوى على نوعية الشباب الذين يتم استهدافهم، وهم نوعيه من الشباب المتحمس المحبط من واقعه، ولديهم ميول المخاطرة والمجازفة وحب المغامرة، ولا يخشون الصدام مع أى جهة من جهات الدولة مثل الشرطة، وهو ما ينطبق على أعضاء روابط جماهير «الأولتراس» فى مصر.. واستند الخبير المصرى إلى واقعة تحدى جماهير أولتراس الأهلى للشرطة وللجميع بالتجمهر أمام حافلة فريق ناديها الأهلى واحتجاز اللاعبين داخل الفندق لمدة تزيد على الساعتين رغم وجود الأمن . سر داعش وكرة القدم وإذا كنا هنا فى وطننا العربى، لا نعلم بأمر هذا الاستقطاب الناعم، ولا ندرك خطورة الأمر، فأن جماهير الكرة الأوروبية تعاملت مع الأمر بزاوية مختلفة، حيث بدأت مدرجات ملاعب الأندية الرياضية الأوروبية، تتأثر بالأسلوب العنيف الذى ينتهجه « داعش»، حيث استلهم أنصار نادى ستاندر لييج البلجيكى فكرة جديدة لاستفزاز منافسى فريقهم، متأثرين بطريقة قتل تنظيم « داعش» لضحاياهم، حيث قامت الجماهير فى إحدى المباريات برفع لافتة عملاقة على المدرجات تظهر رأس قائد أندرلخت السابق، ستيفن دى فور وهى مقطوعة. وكشفت فى السياق نفسه مصادر صحفية أوروبية أن العشرات من مقاتلى التنظيم المتطرف كانوا لاعبى كرة قدم سابقين، وأعربوا لقائد التنظيم، رغبتهم فى تكوين فريق كرة، لممارسة لعبتهم المفضلة. وهو الأمر الذى أكدته مصادر مسئولة فى محافظة نينوى شمال العراق التى كشفت عن تلقيها طلبا من عناصر « داعش» بشأن تأسيس فرق لكرة القدم تتنافس وفق الضوابط الشرعية.. وقالت تقارير إعلامية عراقية تعليقا على الأمر : « ويأتى ذلك على ما يبدو وسط حملة يقودها التنظيم لاستمالة الأهالى والشباب فى المناطق الموسعة، التى سيطر عليها فى العراقوسوريا». ويذكر أن عددا من لاعبى الكرة منهم من حمل السلاح ضد تنظيم « داعش « مثل اللاعب العراقى المحترف على عدنان، الذى ترك الدورى التركى الممتاز ليلتحق بوحدات الجيش العراقى لمحاربة جهاديى « داعش» فى العراق والشام. فيما سقط العشرات من نجوم الكرة العربية الذين انضموا إلى هذا التنظيم كان آخرهم نضال السالمي، لاعب المنتخب التونسى وفريق النجم الساحلى، الذى لقى مصرعه فى الصراع الدائر بسوريا، خلال قتاله بجانب تنظيم «داعش»، لينضم اللاعب صاحب 21 عاماً إلى سلسلة اللاعبين الذين لقوا مصرعهم طوال الشهور الماضية، بعد انضمامه لهذا التنظيم الإرهابي. نضال السالمى لم يكن الرياضى التونسى الأول الذى يلقى حتفه فى سوريا نتيجة المعارك الدائرة فى سوريا، بعدما لقى أحمد ياسين، حارس فريق الزيتونة التونسى لكرة اليد مصرعه، عندما كان يقاتل بجانب الجيش السورى الحر ضد جيش النظام. فيما ذكرت صحيفة «بيلد» الألمانية، أن بوارك كاران، لاعب منتخب ألمانيا للشباب قد لقى مصرعه، بعدما قرر الذهاب إلى سوريا للجهاد، بعد اعتناقه للدين الإسلامي، وتفرغه لدراسة الدين. وأشارت الصحيفة، إلى أن كاران، كان مشروعاً لنجم كبير فى الملاعب الألمانية، حيث زامل النجم الكروى سامى خضيرة، وكيفن برنس بواتينج لاعب نادى شالكة الحالى، فى صفوف المنتخب الألمانى تحت 17 عاماً، قبل أن يقرر اعتزال الكرة للتفرغ للجهاد فى سوريا بعد اعتناقه الإسلام. فى 13 نوفمبر من العام الماضى نشر « المنبر الجهادى الإعلامي» صورة للاعب صاحب الأصول المغربية، عماد مغربي، والمحترف بنادى فينورد الهولندي، مرتديًا قميصا يحمل صورة أمير تنظيم داعش أبوبكر البغدادي. فى أغسطس الماضى، نعت مجموعة أولتراس «باد بلو بويز» الكرواتية، المنتمية لنادى دينامو زغرب توميسلاف سالوبيك الرهينة الكرواتى الذى أعدمه التنظيم «المزيد عن داعش» الإرهابى بعد خطفه من مصر. وكتبت المجموعة عبر حسابها على «فيس بوك» :»تومو ارقد فى سلام، كل تعازينا لأسرتك ولجمهور دينامو زغرب « بعد إعدام داعش له بقطع رأسه أمس.