الصغيرات اللاتى يتزوجن من رجال فى عمر آبائهن أو أجدادهن معقدات نفسيا وبعيدات تماما عن الشخصية السوية - ليس بالحب يتم إعمار الأرض والجنس هو عمود الحياة الزوجية - نهاية هذا الزواج.. طلاق أو خيانة أو شذوذ المحفزات الجنسية مؤقتة وتؤتى مفعولها فى شهور الزواج الأولى لكنها تصبح عديمة الجدوى فيما بعد تقوم الدنيا ولا تقعد عندما يعلن أحد الفنانين ممن ركبوا قطار الشيخوخة زواجه أو ارتباطه بفتاة صغيرة، ليصبح بعدها حديث مواقع التواصل الاجتماعى حيث السخرية والتهكم والاندهاش، وقليل من يدافع عنه، كما تتخذ الصحف والمواقع من هذا الحدث بابا يفتحون من خلاله ملف زواج الصغيرات من عواجيز الفن، بداية من زواج الفنانة ليلى فوزى من المطرب عزيز عثمان الذى كان صديقا لوالدها، حيث كان فارق السن بينهما كبيرا، وزواج نادية الجندى التى كانت ابنة الخامسة عشرة من عماد حمدى الذى كان على أعتاب السبعين، وزواج لمياء الصحراوى التى كان لديها 17 عاما من شرير السينما عادل أدهم بعد أن أصبح كهلا، والقائمة طويلة لا يمكن حصرها مثل زواج عبد الفتاح القصرى قبل وفاته من فتاة صغيرة، وحسين فهمى من لقاء سويدان بفارق لا يقل عن 30 عاما ثم زواجه من سيدة سعودية وهو فى السبعينيات من عمره، وشيماء فرغلى من سعيد صالح رغم أنها كانت صديقة ابنته ويكبرها بنحو 35 عاما، وزواج حلمى بكر من الصحفية شيماء مصطفى رغم فارق سن يقترب من نصف قرن، ورانيا يوسف من محمد مختار، وعمر الحريرى من رشيدة، وكان آخرهم سعيد طرابيك الذى تزوج من فتاة تصغره ب 40 عاما، ليرحل عن عالمنا بعد حوالى شهرين من زفافه عليها. وبالطبع لا يقتصر الأمر على عالم الفن، لكن لأنهم تحت الأضواء تثار الضجة حولهم، ومن هنا حاولنا أن نقف عند هذا النوع من الزواج غير المتكافئ عمريا سواء فى عالم الفن أم بعيدا عنه، وهل يمكن أن ينجح أو أن الفشل عنوانه؟ وهل زواج العواجيز من صغيرات السن أمر طبيعى؟ وما الأسرار النفسية وراء ذلك؟ حملنا هذه الأسئلة وغيرها ووضعناها أمام الدكتورة حنان أبو الخير، استشارى العلاقات الزوجية والنفسية التى أكدت أن الأمر لا يمثل ظاهرة رغم أنها موجودة فى العالم العربى كله ولسنوات طويلة ماضية، مشيرة إلى أن هناك قرى فى مصر معروفا عنها أنها تزوج بناتها الصغيرات لكبار السن من العرب. وبرغم ذلك فهذه الزيجات محكوم عليها بالفشل الذى يتزايد كلما اتسعت الفجوة بين الزوجين فيما يتعلق بالسن. وعن أسباب الفشل رغم وجود زيجات ناجحة تقول: أنا كمستشارة فى العلاج النفسى والأسرى على دراية بسيكولوجية المرأة والرجل معا، وأرى أنه لا مانع من هذا الزواج مادام لم يتجاوز الفارق بين عمريهما 20 عاما مع توافق الطرفين ماديا وفكريا، خصوصا إذا كانت الفتاة مثلا فى العشرين من عمرها والرجل فى الأربعين، هنا تصبح احتمالية النجاح كبيرة حتى مع تقدم العمر لأن المرأة تصل إلى الشيخوخة بشكل أسرع من الرجل بسبب الحمل والولادة ، لكن عندما يتزوج رجل فى منتصف السبعينيات من فتاة فى الثلاثينيات من عمرها، هنا تكون قد تزوجت من جدها ولا يمكن أبدا أن يلتقى الربيع مع الخريف وتصبح العلاقة الزوجية هى المستحيل نفسه. الحب والجنس ألا يشفع الحب فى هذه الزيجات؟ بتأكيد الخبيرة قالت أبو الخير: من يقل بأن الحب يكفى أقول له بأنه ليس بالحب يتم إعمار الأرض حتى لو بلغ أقصى درجاته، وبالعلاقة الحميمية وحدها يحدث ذلك، وإذا كان الرجل الكبير قادرا على الاحتواء بما يملكه من دفء وحنان، فهو غير قادر على تحقيق الإشباع الجنسى لزوجته التى لديها احتياجات بيولوجية لا تستطيع الاستغناء عنها مهما بلغ حنان الرجل الكبير عليها، خصوصا عندما تخرج وتطاردها عيون الشباب وتجد نفسها محاطة بعبارات الإعجاب، عندها لن تتمالك نفسها وستنزلق فى بئر الخيانة الزوجية وكثيرات جئن إلى فى عيادتى بسبب ذلك، كما اكتشفت أن التى لا تخون زوجها العجوز مع رجل تلجأ إلى ممارسة الجنس مع فتاة مثلها. وعن الأسباب التى تدفع الفتيات الصغيرات من الزواج من رجال فى خريف العمر تكشف خبيرة العلاقات الزوجية والنفسية قائلة: من خلال ممارستى لعملى اكتشفت أن الفتيات الصغيرات اللاتى تزوجن من رجال فى عمر آبائهن أو أجدادهن معقدات نفسيا وبعيدات تماما عن الشخصية السوية، ربما مرور بعضهن بتجارب سيئة مع الجنس أصابهن بكراهيته، مثل تعرضهن للاعتداء عليهن جنسيا فى الصغر أو للتحرش فيجدن فى الزوج كبير السن حلا لمشكلتهن، وهناك منهن من تعشق الشذوذ مع الفتيات مثلها، وإذا تزوجت من شاب فلن يعطيها الفرصة وتصبح كارثة لها لو عرف بذلك، وبالتالى تفضل الزواج من رجل كبير لا يبحث عنها كجنس تمارسه هى مع من تحبها، وفى كل الأحوال لو بحثنا وراء أغلب مثل هذه الزيجات سنجد هناك مشاكل عائلية مثل التفكك الأسرى التى تصور للفتاة أن زواجها من عجوز حل يخرجها من قسوة الحياة والفقر، وهناك من تبحث عن الشهرة فتتزوج من رجل مشهور لكى تظهر بجانبه، وكلها تدل على مشاعر نقص ومستوى مضمحل من التفكير. خيبة أمل وحول وجود زيجات معروفة استمرت لسنوات طويلة حتى رحيل الزوج ووصفها الكثيرون بالنجاح، قالت أبو الخير: قد تنجح بالفعل من الناحية الشكلية وأمام الناس، لأن الحفاظ على الصورة العامة يطيل من عمر هذا الزواج، لكن ما وراء الأبواب لا يعرفه سوى المتخصصين، وسنجد الوضع مختلفا تماما من الناحية النفسية، فغياب الجنس فى هذا العلاقة أو تباعده لفترات طويلة يقلب الحياة الزوجية رأسا على عقب، فهو العمود الرئيسى فى الحياة الزوجية، خصوصا لو كانت الزوجة قد مرت بتجربة زواج سابقة وذاقت طعم الجنس، وقد تستطيع الزوجة تحمل هذا الحرمان لشهور، لكن فى أغلب الحالات لا تستطيع تحمل ذلك أكثر من عام أو عامين، بعدها قد تطلب الطلاق أو تنجرف إلى الخيانة أو الشذوذ . ثم كيف تعيش الفتاة دون أطفال وتعيش حياة الأمومة فترضع وتربى، ومهما تحاول أن تبدو أمام الجميع أنها سعيدة ولكنها نفسيا أتعس مخلوقات الأرض. حتى التى تقنع نفسها بأنها تتزوج لأنها تفتقد الأب، ففى هذه الحالة لا يمكن أن نطلق عليه زواجا بل بهذه الصورة خرجنا عن مؤسسة الزواج، فالتى تتزوج والدها ستفتقد العلاقة الحميمة، ولن تمضى سنوات قليلة حتى تصاب بخيبة أمل لأنها ستجد نفسها ممرضة تعيش وحولها أدوية القلب والضغط والسكر والمفاصل، فكل هذه الأمراض مرتبطة بتقدم العمر. وماذا عن دور المحفزات الجنسية ألا تعيد للرجل فحولته؟ أجابت قائلة: المحفزات قد تساعده فى شهور الزواج الأولى، لكنها تصبح عديمة الجدوى فيما بعد، وبالتالى هى محفزات مؤقتة، ويتضاعف مفعولها فى شهور الزواج الأولى، لأن الفتاة الصغيرة هى فى حد ذاتها محفز للرجل الكبير على القيام بالعملية الجنسية، ولو كانت كبيرة السن افتقد هذا الحافز، لكن مع تعوده عليها وفى ظل أمراض الشيخوخة تفقد هذه الحوافز مفعولها يوما بعد يوم حتى تصبح عديمة الجدوى. وبسؤالها: إذا كان الجنس هو العمود الفقرى للزواج، فلماذا يحدث الطلاق بين الازواج الشباب حديثى الزواج ؟ أرجعت ذلك إلى عدم القدرة على تحمل المسئولية والمعاناة المادية، وعندما تجد بعض الفتيات ذلك يهرولن إلى كبار السن معتقدات أن لديه خبرة وفهما أعمق للحياة، ويملك الفيلا والسيارة والمال الوفير، مفضلة ذلك على الجنس، وهى بالطبع اعتقادات خاطئة، لأن الزوجة حتى لو استغنت عن الجنس، فالرجل نفسه لن يستطيع أن يلبى طلباتها، ويجارى متطلباتها الحياتية فهى فتاة تريد أن تخرج وتلعب، بينما هو يعانى أمراض الشيخوخة. مشاهير مظلومون وإذا كانت هذه هى حال الرجل الكبير، فلماذا يقبل على الزواج من فتاة فى عمر بناته أو حفيداته؟ عن ذلك تجيب د. حنان: يتزوج الكهل من أجل الحصول على شبابه مجددا، ففى علم النفس هناك ما يسمى بالمراهقة المتأخرة للرجال الذين تجاوزوا الخمسين من عمرهم، حيث نجدهم يشعرون بأنهم مازالوا شبابا ومرغوبا فيهم من قبل الفتيات، فيبحث عن فتاة صغيرة تعيد له شبابه. وعن الأسباب النفسية التى تجعل بعض شيوخ الفن يعلنون عن زواجهم من فتيات صغيرات ويقيمون أفراحا كبيرة يدعون إليها الجميع، برغم أن الكثيرين غيرهم يفعلون ذلك بشكل سرى أو عرفى، قالت: فى اعتقادى أن المشاهير من الفنانين الأكثر ظلما فى هذا الأمر لأنهم تحت الأضواء، فهناك الكثيرون يأتون إلى العيادة وقد خاضوا هذه التجربة من الأطباء والمهندسين والمحامين، لكن لا يعرفهم أحد لأن الأضواء ليست مسلطة عليهم، وعندما يعلن العجوز المشهور زواجه من فتاة صغيرة، فهو بجانب رغبته فى ازدياد شهرته أن يصبح مثار حديث الناس، فهو يرغب أيضا فى توصيل رسالة للجميع، وهى أنه ليس فقط مشهورا لكن النساء الجميلات ترغبه، وبالتالى يحقق عائدا نفسيا له، وفى نفس الوقت هو يبحث عن عودة من خلال الفتاة الصغيرة إلى بوابة الربيع، كما أنه بهذا الفرح يقدم رشوة لعروسه التى تراها تضحية منه أن يعلنها زوجة له أمام العالم كله، وفى كل الأحوال هذا الزواج دلالة على استمرار الاضطراب النفسى .