شهدت مكتبة الإسكندرية مساء أمس ختام فعاليات منتدى الشباب العربي-الأوروبي، والذي نظمته شبكة "شيفت" Shift Network بالتعاون مع وحدة الدراسات المستقبلية بمكتبة الإسكندرية، والمعهد السويدي بالإسكندرية، ومؤسسة إرث تشارتر الدولية، وذاكرة مصر المعاصرة بمكتبة الإسكندرية، وجامعة السلام. وقال الدكتور كريم جابر، منسق عام المرحلة الثانية للمنتدى، إن المنتدى يهدف إلى بناء جسور الثقة والتفاهم المتبادل بين المشاركين من الشباب العربي والأوروبي الذي يواجه تحديات مشتركة حول التنمية المستدامة، خاصة فيما يتعلق بالقطاعات البيئية والاقتصادية والاجتماعية وفي مجال حقوق الإنسان، وأن المنتدى سعى إلى توصيل الشباب من الجانبين العربي والأوروبي ببعضهم، خصوصًا بعد ثورات الربيع العربي وزيادة الاستعداد من الجانبين للتواصل والحوار. شارك في المنتدى حوالي 60 شاب وشابة من أوروبا والعالم العربي، في الفئة العمرية من 18 إلى 25 سنة. جاءوا من أكثر من 20 دولة، منها: مصر وفلسطين والأردن وسوريا والجزائر وقطر والسويد وانجلترا والمجر وليتوانيا، لعرض مشاريعهم في مجال التعاون العربي-الأوروبي، فضلاً عن مواصلة الحوار الثقافي الذي بدأ على الإنترنت وتوفير فرصة للتواصل بين المشاركين وجهًا لوجه. وأكد أن المنتدى خرج بأكثر من 15 مشروع في مجال التعاون العربي-الأوروبي، مشددًا على أن هذه المشروعات قائمة على فكرة التنمية المستدامة ولا تقتصر على مدة أو أشخاص محددين، وضع المشاركون في المنتدى عدد من الأسس التي يقوم عليها إقامة مشروعات عربية أوروبية، منها إنشاء شبكة تواصل اجتماعي عربية أوروبية، وزيادة نسبة برامج التبادل، وإقامة يوم عربي أوروبي في جميع الدول العربية والأوروبية للترويج للثقافات المختلفة والتفاهم والحوار، ودعم الحوار متعدد الثقافات من خلال الشباب العربي الذي يعيش في أوروبا والعكس، وسيتم تحضير تفاصيل المشروعات وعرضها على المؤسسات في أوروبا والعالم العربي لتبنيها. وأضاف أنه تم الاتفاق على إقامة هذا الحدث بشكل سنوي، على أن تستضيفه المجر في عام 2013. وقد ناقش المنتدى عدد كبير من الموضوعات، منها وضع إطار للتعاون بين منظمات الدول العربية والأوروبية، والمشكلات التي تواجه العمل التطوعي، وغيرها من الموضوعات، حيث عرض المشاركون أفكار لمبادرات ومشروعات تتم في بلادهم، لتطبيقها في الدول الأخرى، منها فكرة مجموعة تسهيل الحصول على التأشيرات بين الدول العربية والأوروبية. من جانبها، قالت "سيسيليا ستيرنيمو" -نائبة مديرة المعهد السويدي بالإسكندرية- إن المعهد السويدي حريص على تشجيع التفاهم والتبادل الثقافي بين الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وأوروبا، مؤكدة أن المعهد اهتم في هذا الإطار بدعم المنتدى بهدف توثيق العلاقات بين الشباب في أوروبا والعالم العربي، وتوفير فرصة للتعاون في مجال التنمية المستدامة والحوار بين الثقافات. واستعرض المشاركون في المنتدى في جلسته الختامية، آرائهم وأفكارهم والخبرات التي خرجوا بها من المنتدى. وقالت نورا محمود؛ منسقة البرنامج الإلكتروني، إن المنتدى تمكن من إعطاء فرصة للشباب للتعبير عن أصواتهم والتفاعل وكسر الحواجز، والعمل على تصحيح المفاهيم الخاطئة والتعرف على الآخر. وأكد الفلسطيني "محمد سفطاوي" أن المنتدى ساعده على نقل تجربة الواقع الفلسطيني والمشكلات التي تواجه العمل الشبابي. وأضاف أنه خرج بعدد من الأفكار والتجارب والمشاريع التي سيعمل على نقلها إلى بلده، وقالت ساندرا من المجر إن المنتدى اقترح عدد من برامج التبادل وناقش مجموعة من الموضوعات مثل دور الإعلام، وخاصة مواقع التواصل الإجتماعي وتأثيرها. وأكدت أنها ستعمل في بلدها على الترويج للمشروعات والمبادرات التي اقترحها المنتدى من أجل دعم علاقات عربية أوروبية قوية. وفي كلمته، أكد السفير علي ماهر على اعتزاز مكتبة الإسكندرية بالمشاركة في تنظيم المنتدى الذي يؤسس لحوار بناء بين أبناء ثقافات مختلفة وشباب عهدوا على أنفسهم أن يبنوا جسور بين الثقافات والحضارات. من جانبها، أكدت السفيرة "برجيتا هولست" أن التعاون بين الشباب الذي يأتي من خلفيات ثقافية متعددة يلعب دورًا هامًا وبشكل متسارع في تدعيم ثقافة الحوار في العالم. وألمحت إلى وجود عدد كبير من المبادرات التي أسسها الشباب، والتي ساهمت في تقريب وجهات النظر وتدعيم الاتصال وثقافة الحوار بين أوروبا والشرق الأوسط، وأن المنتدى يهدف إلى الترويج لفكرة المجتمع العالمي والتأكيد على أهمية التفاعل بين الأفراد على مستوى عالمي لخلق مبادرات تعاونية وشخصيات قيادية قادرة على تحقيق مشروعات مستدامة.