عبد الهادى القصبى خالف تصريحاته السابقة بأنه لا علاقة للصوفية بالسياسة - فى الوقت الذى كان فيه الصوفيون ضد الإخوان أقام عبدالهادى القصبى مؤتمرا لدعم محمد مرسى - تم تعيينه فى مجلس الشورى منذ أكثر من عشر سنوات.. وكان رفيق الدرب لجمال مبارك فى ملف التوريث! من جديد، عادت الخلافات داخل البيت الصوفى للظهور على السطح، التى كان فتيلها قد اشتعل بين علاء أبو العزائم، ومحمد عبدالخالق الشبراوى من جانب، والدكتور عبدالهادى القصبى من جانب آخر، أثناء انتخابات ما قبل ثورة 25 يناير، بعد اتهامهم الأخير بانضمامه للحزب الوطنى المنحل، استمرت الاتهامات إلى أن تمت المصالحة، وتنازل علاء أبوالعزائم عن القضايا التى كان رفعها ضد القصبى. تجددت الأزمة مرة أخرى مع إطلاق ماراثون الانتخابات البرلمانية عندما تقدم القصبي، ومحمود الشريف نقيب السادة الأشراف للانتخابات البرلمانية ضمن قائمة "فى حب مصر"، فى حين ترشح السيد علاء أبو العزايم، وعصام محيى الدين الأمين العام لحزب "التحرير" الصوفى على قائمة " التحالف الجمهورى للقوى الاجتماعية الذى تقوده المستشارة تهانى الجبالى . فى الوقت الذى أعلن فيه الدكتور عبدالهادى القصبى، شيخ مشايخ الطرق الصوفية، أن الصوفيين يدعمون قائمة "فى حب مصر"، مع ترك الحرية لأبناء الطرق المختلفة لاختيار من يرونه مناسبًا من وجهة نظرهم الخاصة، أكد الشيخ علاء أبو العزايم، رئيس الاتحاد العالمى للطرق الصوفية، أن هناك 11 طريقة من الطرق الصوفية أعلنت دعمها للتحالف الجمهورى، وهم الشيخ عبد اللطيف أبو العزم شيخ الطريقة الجوهرية الأحمدية، وعبدالباقى الحبيبى شيخ الطريقة الحبيبية، وأحمد كوبلاى البكرى شيخ الطريقة البكرية، وشريف الطيب الجمل شيخ الطريقة السماتية الخلوتية، والسيد أحمد إبراهيم التسقيانى شيخ السجادة التسقيانية، وفكرى الفيتورى شيخ الطريقة العروسية الشاذلية، والسيد الحسن الذهبى شيخ الطريقة السعدية، ومحمد عصام شمس الدين شيخ طريقة المرازقة الأحمدية. وعلى خلاف ذلك يأتى الشيخ طارق يس الرفاعى شيخ الطريقة الرفاعية، على رأس الداعمين لقائمة «فى حب مصر»، وكذلك نضال المغازي، شيخ الطريقة المغازية الخلوتية، وأيمن محمد طه عثمان شيخ الطريقة الرحيمية القنائية. وفى ظل هذا التباين داخل المشهد الصوفى، حاورنا عصام محيى الدين الأمين العام لحزب التحرير الصوفى والمرشح على قائمة «التحالف الجمهورى» لنستوضح منه طبيعة هذه الخلافات، وإلى أى مدى يمكن أن تعصف بالكيان الصوفى ورموزه التاريخية. وبدأت الحوار بسؤاله: هل من الأفضل للصوفية الانخراط فى العمل الدعوى دون السياسى؟ أم أن الأمر يحتاج فعلا للدخول فى هذا المعترك خصوصا فى ظل الظروف التى تمر بها البلاد؟ لو كانت الأمور طبيعية والبلاد فى حالة استقرار كنت سأوافقك على هذا الطرح، وكان من الأجدى أن يظل الصوفيون عاكفين على العمل الدعوى والروحانى، لأن قضيتهم قضية تربوية بحتة، ويكفى أن يقوموا بتربية الأجيال الجديدة على أخلاق رسول الله، ويعيدوا للمجتمع ما يفتقده من أخلاق، لكن عندما نكون فى مرحلة مصيرية مثل التى نمر بها الآن، فالأمر مختلف، وأذكرك هنا بتاريخ الصوفيين فى مثل هذه الظروف، ولنراجع معا ما فعلوه عندما دخل الصليبيون والمغول، هل جلسوا فى حلقات الذكر أم حملوا السلاح وهبوا لنصرة بلدهم؟ فى الأزمات الحادة لا يمكن أن تجد الصوفى داخل خلوته فقط، لأن حب الوطن من مناهج الصوفية، وحب الوطن من الإيمان، ولأن البلد تم اختطافه بعد ثورة 25 يناير، فكان لابد للصوفية أن تتحرك، وهل يصح أن يرى الصوفى بلده يحترق، ويجلس ليقول : الله حى، الله حى؟ ولا أعتقد أن الناس يريدون من الصوفية ذلك. كيف رأيت تصريحات السيد علاء أبو العزايم وتصريحات د.عبد الهادى القصبى وكلاهما يؤكد أن الصوفيين سيدعمون قائمته؟ بعض الناس يعتقدون أن السيد عبدالهادى القصبى مادام أنه شيخ مشايخ الطرق الصوفية، فإن الجميع يدين له بالسمع والطاعة، وهذا كلام غير صحيح على الإطلاق، لأن الصوفى مريد، والمريد هو من اختار شيخه وطريقته بإرادته، والعلاقة بين الشيخ والمريد علاقة حب، وليست علاقة تبعية هكذا فى المطلق، لكن عبد الهادى القصبى ادعى أن الصوفية كلها تسير وراءه، وهذا كلام غير حقيقى، والدليل على ذلك أنه فى الوقت الذى كان فيه الصوفيون ضد محمد مرسى وضد الإخوان ويشاركون فى حملة تمرد، أقام عبد الهادى القصبى مؤتمرا فى مقر الطريقة الجازولية لدعم محمد مرسى ودعم الشرعية، لذلك أعتقد أنه ظهير الإخوان فى قائمة "فى حب مصر". أما السيد علاء أبوالعزايم فهو يتحدث عن الصوفيين الفاعلين، الذين نزلوا الثورات، والذين وقفوا مع الفريق أحمد شفيق ضد الإخوان، ووقفوا مع البلد ومع دولة القانون، لكن القصبى روج من خلال مجلة التصوف الإسلامى، ومن خلال المشيخة، لقائمة "فى حب مصر"، وادعى أن كل الصوفية مع هذه القائمة، بل وأوقف تعيين بعض المشايخ بسبب موقفهم السياسى . وقد خالف د.عبد الهادى القصبى بهذا تصريحاته السابقة التى كانت تؤكد أن الصوفية ليست لها علاقة بالسياسة ولا يوجد حزب يمثل الصوفية، وهو ما لم يطبقه فعليا، فهو منذ عشر سنوات أو يزيد يتم تعيينه فى مجلس الشورى، وكان رفيق الدرب لجمال مبارك فى ملف التوريث، ولما قامت ثورة 25 يناير لم يتخذ أى موقف، ثم بدأ يتحسس الطريق مع المجلس العسكرى، ومن بعدهم أيد الإخوان ودافع عنهم، وبعد سقوط الإخوان، كان بجوار الرئيس السيسى فى افتتاح قناة السويس. هل هذه بداية انقسام فى البيت الصوفى؟ إطلاقا، المريدون فى واد والمشايخ المنقسمون على بعضهم فى واد آخر، والصوفية لن تنقسم. من وجهة نظرك لماذا استعانت قائمة "فى حب مصر" بالدكتور عبد الهادى القصبى؟ لأن معه مجموعة من المشايخ يستطيعون حشد الناس إلى المؤتمرات، للترويج لفكرة اكتساح قائمة "فى حب مصر" . كثير من الناس كان يعتقد أن المستشارة تهانى الجبالى مرشحة على قائمة "فى حب مصر" من تعتقد أنه وراء هذا الخلط وهل هو متعمد؟ بالتأكيد أصحاب هذه القائمة هم من روجوا لذلك، ولأنهم يعلمون أنهم لن يستطيعوا أن يستقطبوا أى شخصية قوية ذات قيمة مثل المستشارة تهانى الجبالى، فأثاروا تلك الشائعات، ليحصلوا على الأصوات زورا وبهتانا، وقد حاولوا بطريقة مباشرة أن يلتقوا بها ويضموها لهم، وهى رفضت ذلك، لاعتراضها على وجود شخصيات بعينها داخل القائمة أضرت بالبلاد فى الفترة السابقة، وأعتقد أن دورها فى الفترة المقبلة هو هدم هذه البلاد . كيف ترى شكل البرلمان المقبل؟ البرلمان المقبل إما أن يكون نقلة نوعية فى تاريخ الحياة السياسية فى مصر، أو يكون كارثيا مثل برلمان 2010، وينتج عنه ما نتج فى 2011، لذلك أتمنى أن يكون هناك من الوعى الشعبى ما يغير فى شكل البرلمان المقبل، ولا يجعل من الذين يمتصون دماء المصريين، هم المتحكمون فى الأمور، وأن يكون هناك تنوع فى الاتجاهات داخل البرلمان . * «الأهرام العربى» تمنح الدكتور القصبى حق الرد بلا استجابة منه قامت مجلة الاهرام العربى بالاتصال بالدكتور عبد الهادى القصبى، ومستشاره الإعلامى الأستاذ أحمد قنديل، من خلال اثنين من محرريها عشرات المرات لإعطائه الفرصة ليرد على ما جاء على لسان عصام محيى الدين، الأمين العام لحزب التحرير الصوفى، والمرشح على قوائم التحالف الجمهورى للقوى الاجتماعية خلال الحوار الذى أجريناه معه، لكن كل محاولاتنا للوصول إلى الدكتور عبدالهادى القصبى باءت بالفشل، وإيمانا منا بحق الرد واحتراما لشخص الدكتور عبدالهادى القصبى، شيخ مشايخ الطرق الصوفية، قمنا بإرسال رسالة نصية على تليفونه الخاص، لكنه أيضا لم يرد، و«الأهرام العربى» ما زالت على استعداد لتلقى رد من الدكتور القصبى فى أى وقت.. وهذا هو نص الرسالة: "السيد الدكتور الفاضل عبدالهادى القصبى.. أنا هشام الصافورى الصحفى بمجلة الأهرام العربى. اتصلت بك أكثر من مرة، لكن يبدو أنك مشغول، لذلك لم ترد، وحيث إننا أجرينا حوارا مع عصام محيى الدين، المرشح على قوائم التحالف الجمهورى، وحيث إنه قد ورد اسم سيادتكم فى الحوار، بما يستدعى الرد، وإيمانا منا بحقكم فى الرد، نرجو منكم الرد على الهاتف. وفى نفس السياق، حاولت الزميلة جيهان محمود على مدى ثلاثة أيام الاتصال بالدكتور عبد الهادى القصبى، إلا أن تليفونه لا يرد، وعندما يئسنا من الوصول إليه اتصلنا بمستشاره الإعلامى الأستاذ أحمد قنديل، والحقيقة رحب جدًا، وأوضحنا له أن هناك اتهامات له يجب الرد عليها، وقال إنه سيبلغ الدكتور لأنه يتنقل كثيرًا فى مؤتمرات خاصة بالدعاية الانتخابية له، وأبلغنا بأنه يمكن إرسال الأسئلة عبر البريد الإلكتروني، وطلبنا إرسال عنوان هذا البريد لإمكانية التواصل، فأجاب بأنه سيفعل ذلك، إلا أنه لم يرسله وحاولنا الاتصال به مرارًا ولم يرد، فأرسلنا إليه رسالة عبر المحمول مفادها أن المجلة ستنشر حوارًا مع السيد عصام محيى الدين والمستشارة تهانى الجبالى فى العدد الحالى الذى سيكون بالمطبعة غدًا (الثلاثاء) ولم ترسل عنوان الإيميل ولا ترد تليفونيًا، وفى نفس الوقت حاولنا تكرارًا الاتصال ولم يرد أيضًا، ثم فوجئنا برسالة منه يقول فيها: إننا أبلغناه أمس وعاوز الحوار اليوم كيف، فى هذا الوقت .. المفترض قبل أن يشرعوا فى إجراء تلك الحوارات أن تتحدثوا مع جميع الأطراف فى ذات الوقت، وشكرًا.. وكان ردنا برسالة أخيرة نشكره فيها، ونقول إن الذى يريد أن يتحدث لا يفرق معه أى وقت.