فى خضم الماراثون الانتخابى نحو الإليزيه والذى يخوضه المرشح الإشتراكى فرانسوا أولاند ونيكولا ساركوزى الرئيس الفرنسى المنتهية ولايته والذى يحسم فى السادس من شهر مايو/آيار المقبل، تبقى المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الغائب الحاضر فيه. فالإعلام الفرنسي كما الألمانى وكذلك المحللين من البلدين يركزون وحتى قبل أسابيع من إنطلاق الحملات للانتخابات الرئاسية الفرنسية على مستقبل العلاقات بين باريس وبرلين فى حال ما إذا فشل ساركوزى فى الإحتفاظ بعرش الرئاسة الفرنسية. وأزدادت حدة الجدل بهذا الشأن بعدما أعلنت المستشارة الألمانية تقديم الدعم للرئيس الفرنسى ساركوزى لإعادة انتخابه والمشاركة فى حملته الانتخابية فى فرنسا وحتى قبل أن يعلن ساركوزى رسميا خوضه الانتخابات حيث أكد الأمين العام للاتحاد المسيحي الديمقراطى فى ألمانيا هرمان جروهى أمام المجلس الوطنى لحزب الاتحاد من أجل حركة شعبية، حزب الأكثرية فى فرنسا "أن أنجيلا ميركل ستدعم نيكولا ساركوزى خلال لقاءات ستجرى فى إطار الحملة الانتخابية". فساركوزى وميركل ينتميان إلى ذات الأسرة السياسية، وحزب أنجيلا ميركل يعتبر أن نيكولا ساركوزى هو "الشخص المناسب فى الإليزيه وسيكون كذلك فى المستقبل أيضا". كما أن حزب ميركل ذهب أيضا إلى التعليق على اليساري فرانسوا أولاند بقوله "إن تصريحات الأخير لا تتضمن حلولا لأى من المشاكل العاجلة فى عصرنا هذا". وتعلق الصحف الفرنسية على إختلاف انتمائتها السياسية بالقول أن قيام ميركل وحزبها بتقديم الدعم إلى ساركوزى لا يعتبر مفاجأة، لأن الطرفين من العائلة السياسية نفسها، ففى البرلمان الأوروبى ينشط نواب الإتحاد من أجل حركة شعبية مع نواب الإتحاد المسيحى الديمقراطى فى إطار المجموعة البرلمانية الأوروبية "الحزب الشعبى الأوروبى"، وهى المجموعة التى تضم الأحزاب الديمقراطية المسيحية المحافظة وأحزاب يمين الوسط. كما أرجع المحللون الفرنسيون إعلان دعم المستشارة الألمانية وحزبها حملة الرئيس الفرنسى إلى أن الأخير سبق وأن قدم مساندته للمستشارة الألمانية فى أنتخابات 2009، بخلاف التنسيق بين الثنائى ميركل وساركوزى والمعروف إعلاميا باسم "ميركوزى" على المستوى الأوروبى.