بايدن: نبذل كل ما في وسعنا لإنهاء الحرب على غزة    الحوثيون: تنفيذ 3 عمليات عسكرية ضد مدمرة أمريكية وسفينتين فى البحرين الأحمر والعربى    إريكسن أفضل لاعب في مباراة سلوفينيا ضد الدنمارك ب"يورو 2024"    تعادل منتخب الدنمارك مع نظيره السلوفيني بنتيجة 1 – 1 ضمن المجموعة الثالثة في يورو    بوفون: إسبانيا منتخب صلب.. وسيصل القمة بعد عامين    موعد مباراة البرتغال والتشيك في يورو 2024.. والقنوات الناقلة والمعلق    إقبال كبير لرحلات اليوم الواحد على شواطئ رأس البر    الحج السعودية: وصول ما يقارب 800 ألف حاج وحاجة إلى مشعر منى قبل الفجر    توفير 10 سيارات مياه ب 4 مناطق في الهرم بأول أيام عيد الأضحى (صور)    أول أيام عيد الأضحى المبارك.. سينمات وسط البلد كاملة العدد | فيديو    تنسيق الجامعات 2024.. شروط القبول ببرنامج جورجيا بتجارة القاهرة    الرياضة: حملة بشبابها تشارك في احتفالات عيد الأضحى وزيارات للمحافظين للتهنئة    "Inside Out 2" يزيح "Bad Boys 4" من صدارة شباك التذاكر الأمريكي    ماذا يحدث في أيام التشريق ثاني أيام العيد وما هو التكبير المقيّد؟    وكيل «صحة كفر الشيخ» يتابع انتظام العمل بالمستشفيات في أول أيام عيد الأضحى    «أتوبيس الفرحة».. أمانة شبرا بمستقبل وطن توزع 3000 هدية بمناسبة عيد الأضحى| صور    سويسرا تعتزم إجراء محادثات مع روسيا بعد قمة السلام بشأن أوكرانيا    الغندور ينتقد صناع "أولاد رزق" بسبب "القاضية ممكن"    الدراما النسائية تسيطر على موسم الصيف    ريهام سعيد تبكي على الهواء (تعرف على السبب)    «العيدية بقت أونلاين».. 3 طرق لإرسالها بسهولة وأمان إلكترونيا في العيد    محد لطفي: "ولاد رزق 3" سينما جديدة.. وبتطمئن بالعمل مع طارق العريان| خاص    مرور مكثف على مكاتب الصحة ومراكز عقر الحيوان بالإسماعيلية    في أقل من 24 ساعة.. "مفيش كدة" لمحمد رمضان تتصدر التريند (فيديو)    وزير الداخلية الباكستاني يؤكد ضمان أمن المواطنين الصينيين في بلاده    فلسطينيون يحتفلون بعيد الأضحى في شمال سيناء    التصعيد مستمر بين إسرائيل وحزب الله    لتحسين جودتها.. طبيبة توضح نصائح لحفظ اللحوم بعد نحر الأضحية    قصور الثقافة بالإسكندرية تحتفل بعيد الأضحى مع أطفال بشاير الخير    موراي يمثل بريطانيا في أولمبياد باريس.. ورادوكانو ترفض    عيد الأضحى 2024.. اعرف آخر موعد للذبح والتضحية    وصية مؤثرة للحاجة ليلى قبل وفاتها على عرفات.. ماذا قالت في آخر اتصال مع ابنها؟    قرار عاجل في الأهلي يحسم صفقة زين الدين بلعيد.. «التوقيع بعد العيد»    وفاة ثانى سيدة من كفر الشيخ أثناء أداء مناسك الحج    يقام ثاني أيام العيد.. حفل أنغام بالكويت يرفع شعار "كامل العدد"    تقارير: اهتمام أهلاوي بمدافع الرجاء    هالة السعيد: 3,6 مليار جنيه لتنفيذ 361 مشروعًا تنمويًا بالغربية    «سقط من مركب صيد».. انتشال جثة مهندس غرق في النيل بكفر الزيات    ضبط 70 مخالفة تموينية متنوعة فى حملات على المخابز والأسواق بالدقهلية    حصاد أنشطة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في أسبوع    روسيا: مقتل محتجزي الرهائن في أحد السجون بمقاطعة روستوف    القوات الروسية تحرر بلدة «زاجورنويه» في مقاطعة زابوروجيه    3 فئات ممنوعة من تناول الكبدة في عيد الأضحى.. تحذير خطير لمرضى القلب    رئيس دمياط الجديدة: 1500 رجل أعمال طلبوا الحصول على فرص استثمارية متنوعة    سعر الدولار في البنوك المصرية اليوم الأحد 16 يونيو 2024    عيد الأضحى 2024.. "شعيب" يتفقد شاطئ مطروح العام ويهنئ رواده    قائمة شاشات التليفزيون المحرومة من نتفليكس اعتبارا من 24 يوليو    النمر: ذبح 35 رأس ماشية خلال أيام عيد الأضحى بأشمون    ما أفضل وقت لذبح الأضحية؟.. معلومات مهمة من دار الإفتاء    محافظ السويس يؤدي صلاة عيد الأضحى بمسجد بدر    بالصور.. محافظ الغربية يوزع هدايا على المواطنين احتفالا بعيد الأضحى    حاج مبتور القدمين من قطاع غزة يوجه الشكر للملك سلمان: لولا جهوده لما أتيت إلى مكة    محافظ الفيوم يؤدي صلاة عيد الأضحى بمسجد ناصر الكبير    المالية: 17 مليار دولار إجمالي قيمة البضائع المفرج عنها منذ شهر أبريل الماضى وحتى الآن    محافظ كفرالشيخ يزور الأطفال في مركز الأورام الجديد    ما هي السنن التي يستحب فعلها قبل صلاة العيد؟.. الإفتاء تُجيب    بالسيلفي.. المواطنون يحتفلون بعيد الأضحى عقب الانتهاء من الصلاة    ارتفاع نسبة الرطوبة في الجو.. الأرصاد تكشف تفاصيل طقس عيد الأضحى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بعد اغتيال محرريها بزعم الدفاع عن الإسلام.. شارلى إبدو وأخواتها.. بين رحى الاستفزاز وسندان الإرهاب
نشر في الأهرام العربي يوم 20 - 01 - 2015


رشا عامر
أسبوع مر على حادث جريدة شارلى إبدو الفرنسية، وقع فيه الكثير من الأحداث من ضمنها إضرام النيران فى مقر إحدى الصحف الألمانية، ردا على إعادة نشرها الصور المسيئة للرسول التى سبق ونشرتها شارلى إبدو، والتى أودى الهجوم عليها بحياة رئيس التحرير وأربعة من رسامي الصحيفة المشهورين، لسنا هنا بصدد الدفاع عن الصحيفة ولا بالطبع عن القتلة، فالصحيفة تنتمي لتيمة معروفة في الصحافة الفرنسية منذ الثورة الفرنسية (1789م) وهو تقليد يجمع ما بين التطرف اليساري مع استفزاز و"بذاءة" في المصطلحات ورسوم كاريكاتورية هازئة عن الساسة ورجال الأعمال والمشاهير، والأهم رجال الدين بل و الأنبياء والرسل، كذلك تقوم بعمل تحقيقات صحفية حول المجموعات الدينية واليمين المتطرف، ولعل هذا ما جعل جون مارى لوبان مؤسس ورئيس حزب الجبهة الوطنية المنتمي إلى أقصى اليمين يعلن قائلا:"أنا لست شارلى" ردا على الهاشتاج الشهير "أنا شارلى" الذى جاء كرد فعل سريع للتضامن مع الضحايا.
من المعروف أن صحيفة شارلى إبدو تهزأ من جميع الأديان، ولم تكن حادثة نشر رسوم مسيئة للرسول بالحادثة الأولى، فقد سبق وأصدرت عام 2011 عددا خاصا بعنوان "الشريعة" تضمن رسومًا مسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم، وكان هذا بعد فوز حزب النهضة الإسلامي في الانتخابات في تونس، وقد تم شراء كل نسخ هذا العدد خلال ساعات من نشره، ولكن بمجرد نشره كان مقر الصحيفة المكون من طابقين قد تم تفجيره، وتمت قرصنة موقعها الإلكتروني وفي الأسبوع التالى نشرت الصحيفة رسمًا جديدًا يُظهر أحد الرسامين مع مسلم ملتحٍ أمام المكاتب المحترقة بسبب التفجير، وهما يقبلان بعضهما مع عبارة "الحب أقوى من الكراهية"! ثم جاء عام 2013 لتصدر الصحيفة مؤلفًا من 64 صفحة، وصف بأنه الجزء الأول من سلسلة لرسوم كاريكاتورية صادمة، تُصوِّر حياة النبى صلى الله عليه وسلم. وقد علق رئيس التحرير ستيفان شاربونييه المعروف ب"شارب" والذى قتل فى الحادث على هذا العدد قائلًا: إذا أراد الناس الشعور بالصدمة، فإنهم سيشعرون بالصدمة عند تصفح هذا الإصدار من الصحيفة". ومنذ هذا العدد وُضع شارب على قوائم المطلوبين لدى تنظيم القاعدة وتم تنفيذ التهديد !
ردا على هاشتاج كلنا شارلى
أنا لست شارلى.. أنا كواتشى.. وحسنا فعلتم
فور وقوع حادث مجلة شارلى إبدو، انطلقت على الفور حملة هاشتاج كلنا شارلى فى إشارة إلى شارلى إبدو، والتى ضمت 3,5 مليون شخص عبر أنحاء العالم، حيث اعتبر وقتها أن الفيس بوك سيصبح أداة ووسيلة للتعبير عن الشعور بالألم وربما الاعتذار، ولكن فجأة انطلقت عدة حملات أخرى تحمل هاشتاجا مختلفا، أشهرها هاشتاج "أنا كواتشى" نسبة إلى الأخوين كواتشى اللذين أدين بارتكاب الجريمة.
هاشتاج "أنا كواتشى" ضم فى أول بداية له 20 ألف شخص مما حدا بالكثيرين إلى تقديم بلاغات إلى وزارة الداخلية الفرنسية، والتى أعلن وزيرها عن قرب القبض على هؤلاء أصحاب هذا الهاشتاج والذين ينتمون إلى اليمين المتطرف. ويبدو أن رئيس الوزراء الفرنسى أصابته الصدمة جراء هذا الهاشتاج تحديدا، فخرج يقول إن "الشر متعمق جدا فى المجتمع الفرنسى" ولعل هذا ما دعا السلطات فى ستراسبورج للتحقيق بشكل جدى فى هذه الظاهرة.
وقد اشترك مع هذا الهاشتاج هاشتاج آخر اسمه "حسنا فعلتم" رحب فيه بعض مستخدمى الإنترنت بما حدث لرسامى الصحيفة الساخرة، فكتب أحدهم يقول "قبلة على جبينكم يا جنود الله..جزاكم الله خيرا...أما أنتم يا أمة المسلمين يا من تبكون "شارب" ورفاقه فما أنتم سوى "ممسحة أرض"!
ولم يكن هاشتاج "أنا كواتشى" فقط هو الذى اكتسح الفيس بوك وتويتر، ولكن كان هناك أيضا هاشتاج "أنا لست شارلى" الذى تبناه عدد كبير من طلبة المدارس تحديدا والتى تسببت فى صدمة شديدة جدا بين المعلمين هناك، خصوصا بعد رفض العديد منهم - وهم أبناء المهاجرين العرب - الوقوف دقيقة حداد على أرواح قتلى المجلة. إلا أن الطلبة برروا رد فعلهم بأنه ما كان يحق للمجلة الفرنسية، أن تسخر من النبى صلى الله عليه وسلم لتبوء محاولات المعلمين بإقناعهم بأنه هناك ما يسمى حرية تعبير ولكن دون جدوى. إذ جاء الرد قاطعا من أحد الطلبة "ولماذا لاتكون تكون حرية التعبير إلا بالسخرية من النبى؟"
وبرغم اقتناع المعلمين بأن ما قاله الطلاب ما هو إلا ترديد لما يسمعوه من أفراد أسرتهم فى المنزل فإن الموضوع أثار قلقهم بشدة إزاء ما أطلقوا عليه احترام حقوق الإنسان فى فرنسا.
لم يقتصر عدم التعاطف مع ضحايا شارلى إبدو على المسلمين أو أبناء المهاجرين فقط ولكنه امتد ليشمل بعضا من الفرنسيين المسيحيين أنفسهم، إذ وصفت إحدى الطالبات الفرنسيات مقتها لهم، لأنهم على حد تعبيرها لم يهينوا فقط الإسلام، ولكنهم أهانوا الديانات الأخرى، وإن كان الجميع فى النهاية استنكر فكرة القتل، ولكن مع استنكاره أيضا عنصرية الصحيفة الفرنسية مع تعمدها الدائم إهانة الأديان والرسل.
ماذا فعل الأخوان كواتشى فى اليمن؟
انفردت مجلة الإكسبريس الفرنسية بنشر معلومات حول تحركات كل من لأخوين كواتشى فى اليمن، إذ أكدت أنهما ذهبا إلى هناك عام 2011 ولكن وفق المعلومات التى حصلت عليها المجلة، فإن الأخ الأصغر شريف هو الذى كان خاضعا وهو هناك للرقابة القضائية.
ويعكف الآن مجموعة من ضباط الشرطة والقضاة على تتبع مسار الأخوين بدقة. ففى عام 2011 سافرا إلى شبه الجزيرة العربية، وإلى اليمن التى أصبحت على مر السنين معقل الجهاد والإرهاب الدولى. وفقا لمصادر مقربة فإن الشقيقين، وليس أحدهما كما يتم لترويج الآن، قد ذهبا أخيرا إلى اليمن. فقد ذهب "سعيد" الشقيق الأكبر بشكل مؤكد إلى عمان فى يوليو 2011 قبل أن يطير إلى اليمن فى الجنوب، حيث كان فى ذلك الوقت يمتلك حرية الانتقال بلا أية اتهامات. وظل سعيد هناك لعدة أشهر، حيث خضع للتدريب العسكرى فى صفوف الجهاديين، ثم ما كان منه فإن تقرب من قادة تنظيم لقاعدة فى شبه الجزيرة العربية والتى تطلق على نفسها اسم "عقبة". أما شقيقه الأصغر شريف فإن ماضيه الإجرامى يبعث المزيد من الأسئلة. فهذا الأخير صرح فى إحدى القنوات التليفزيونية، بأنه زار اليمن بدعوة من "أنور العولقى"- والذى اغتيل فيما بعد فى غارة أمريكية فى سبتمبر 2011 – والذى قال له :"باسمنا نحن المدافعين عن النبى نرسلك أنت يا شريف عن طريق تنظيم القاعدة إلى اليمن." وسافر شريف إلى هناك بالفعل بعدما تم تمويله من قبل الشيخ العولقى.
لم يمكث شريف هناك كثير بعكس شقيقه الأكبر ولكنه كان تحت المراقبة القضائية وفق تأكيد أحد القضاة الفرنسيين ذلك أنه كان مشتبها به كقائد لاحق الهجمات التى وقعت فى 1995 فى فرنسا ولكن فى النهاية يتم رفع المراقبة عنه.
والسؤال الآن هو إذا كانت هذه الرحلة قد تمت أخيرا، فكيف استطاع هذا المتطرف الهرب من عيون المراقبين؟ الإجابة عن هذا السؤال لم تتوافر بعد لأنه جار التحقيق لمعرفة هل هذا الانتقال غير القانونى تم الكشف عنه من قبل الاستخبارات الأمريكية أم الاستخبارات الفرنسية؟
وعلاوة على ذلك فإنه تم الكشف عن الكثير من الاتصالات التى قام بها شريف فى اليمن وكذلك سوريا.
وجوه أثارت الجدل فى المسيرة الباريسية!
بدلا من الثناء عليهم وتوجيه الشكر لهم هاجمت الصحف الفرنسية الأسبوع الماضي حضور بعض المسئولين السياسيين، الذين جاءوا تضامنا مع "مسيرة الجمهورية" للتنديد بحادث شارلى إبدو. والسبب هو أن المسيرة ليست فقط لإعلان رفضهم للإرهاب ولكنها أيضا لإعلاء حرية التعبير..وهنا يقع بيت القصيد. فبعض المشاركين يفتقدون – من وجهة النظر الفرنسية – أى نوع من أنواع حرية التعبير، الأمر الذى جعل حضورهم يثير جدلا واسعا.
جاء رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نيتانياهو من أكثر المثيرين للجدل بحضوره لاسيما بعد تعليقه على تويتر عقب حادث المتجر اليهودى حيث غرد قائلا:"يا كل يهود فرنسا...يا كل يهود أوروبا...إن اسرائيل ليست فقط الجهة التى تتوجهون لأداء الصلاة، إن إسرائيل هى بيتكم ." مضيفا فى النهاية أنه يقدم كل تعازيه لأشقائه اليهود الذين قتلوا لمجرد أنهم- فقط - يهود ! مما حدا برئيس الوزراء الفرنسى للتأكيد بشدة على أن فرنسا بدون يهود فرنسا ليست فرنسا ! انتهى المشهد وجاء مشهد نيتانياهو وهو يتوسط المسيرة المنددة بالقتل بجوار نفتالى بينت وزير الاقتصاد ورئيس حزب البيت اليهودى المتطرف، ليقابل هذا المشهد بانتقادات لاذعة، باعتبار أنه ليس من المنطقى على شخص مثل نيتانياهو ونفتالى بينت الذى طالما أعلن أنه قتل آلاف الأطفال الفلسطينيين والعرب بدم بارد، وأنه لم يشعر حتى الآن بلحظة ندم واحدة، أن يحضر مسيرة الآن تندد بسفك الدماء. فالدماء هى الدماء أيا كانت جنسيتها أو ديانتها.
الوجه الآخر الذى قوبل باستهجان شديد هو وجه أحمد داوود أوغلو رئيس الوزراء التركى وقد جاء الاستهجان أولا من قبل المنظمات الأرمنية فى فرنسا واصفين المشاركة بأنها وصمة عار وإهانة لروح شارلى إبدو أن يشارك فى هذا الحدث ممثل الدولة التى تحمل الرقم القياسى لعدد الصحفيين القابعين فى السجن!
لم يسلم على بونجو رئيس الجابون هو الآخر من الاستهجان، فهذا الرئيس التى تطبق أسرته على أنفاس السلطة منذ قرابة الخمسين عاما تفتقد صحافته لكل أشكال حرية التعبير فوفقا لتقارير منظمة مراسلون بلا حدود فإن أحد الصحفيين فى ليبرفيل كان قد نشر مقالا يدين الجرائم التى ترتكبها السلطة فقد كان جزاءه الخطف والتهديد من قبل أعضاء الحكومة. وتأتى الجابون فى المركز ال98 إفريقيا فى حرية الصحافة.
وكما فعلت تركيا التى غاب رئيسها واكتفت بإرسال رئيس وزرائها فعلت روسيا ولكنها أرسلت وزير خارجيتها، وكما فعلت الصحف مع تركيا فعلت كذلك مع روسيا التى تنتهج سياسة الذراع الحديدية مع بروكسل بشأن الأزمة الأوكرانية، مما يعنى غيابا تاما لحرية الصحافة فى البلاد ما جعلها تأتى فى المرتبة ال148 من ال181 فى ترتيب مراسلون بلا حدود.
جاء وجود فيكتور أوربان رئيس الوزراء المجرى هو الآخر ليثير موجة من الانتقادات بسبب تآكل الحريات المدنية فيها ووجود القوانين التى تهدد حرية الصحافة، مما جعلها تحتل المركز ال64 فى مؤشر حرية الصحافة.
«عُقبة».. أخطر فروع «تنظيم القاعدة»
لا يحتل اليمن عادة جزءا كبيرا من عناوين الصحف أو الإعلام الفرنسى، فهذا البلد ذو ال 25 مليون نسمة الواقع فى نهاية شبه الجزيرة العربية مع التقاء القرن الإفريقى ما هو فى نظر الفرنسيين إلا مجموعة من الصحارى والجبال. ولكن فجأة برز هذا الاسم باعتباره يضم واحدة من أخطر المجموعات الإرهابية فى العالم.
أنها جماعة «عقبة» التى برز اسمها أخيرا عقب أحداث صحيفة "شارلى إبدو" فضلا عن أنها أكثر الفروع نشاطا، وتعتبر أكثر الشبكات المتطرفة خطورة...فما هى «عقبة» ؟
ولدت جماعة «عقبة» فى يناير 2009 بدمج فروع تنظيم القاعدة فى كل من السعودية واليمن بعد إدراج التنظيم على لائحة المنظمات الإرهابية. وعدت واشنطن بتقديم 10 ملايين دولار لكل من يمدها بمعلومات تقود للقبض على زعيم «عقبة» فى جزيرة العرب والذى يدعى ناصر الوحيشى وهو يمنى الجنسية هو وسبعة من قادة المجموعة.
كان الوحيشى قد أعلن فى يوليو 2011 مبايعته لأيمن الظواهرى الزعيم الجديد لتنظيم القاعدة، خلفا لأسامة بن لادن، جماعة «عقبة» قادت فى السنوات الأخيرة سلسلة من الهجمات الكبرى سواء فى اليمن أم خارجه بما فى ذلك محاولة تفجير طائرة ركاب أمريكية يوم عيد الميلاد عام 2009.
ودعت الجماعة مرارا لذهاب أنصارها إلى فرنسا، لأنها تعمل فى العراق مع قوات التحالف ضد تنظيم الدولة الإسلامية وتعمل فى إفريقيا ضد الجهاديين.
وأصدرت الجماعة مجلة إنجليزية تتحدث بلسانها أطلقت عليها اسم "Inspire" وذلك بهدف تشجيع من أطلقت عليهم "الذئاب الوحيدة" فى الغربة..حيث دعت من خلالها جميع أنصارها لشن هجمات فى فرنسا مدرجة فى نفس الوقت اسم "ستيفان تشاربونيير" الشهير ب "شارل" مدير تحرير صحيفة شارلى إبدو ضمن قائمة المطلوبين للقتل. وقد تم تصفية هذا الأخير بالفعل فى الهجوم الذى شن أخيرا على الصحيفة.
وقد أعلنت جماعة "عقبة" مسئوليتها عن عدة هجمات شنت فى السنوات الأخيرة. ففى نوفمبر 2010 أعلنت الجماعة مسئوليتها عن إرسال الطرود المفخخة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وكذلك مسئوليتها عن انفجار طائرة شحن أمريكية قبل ذلك بشهرين فى دبى. وفى عام 2009 قام انتحارى من جماعة "عقبة" بمحاولة اغتيال محمد بن نايف وزير الداخلية السعودى آنذاك وذلك بتفجير نفسه على مقربة منه إلا أن الوزير السعودى نجا من الحادث بينما تناثرت أشلاء الانتحارى فى كل مكان.
أما على الأراضي اليمنية فإن المجموعات المتطرفة تقود بانتظام سلسلة هجمات قاتلة ضد قوات الأمن، كما تشن هجمات أكبر ضد المتمردين الحوثيين الذين استولوا على العاصمة صنعاء فى سبتمبر.
واستفادت جماعة "عقبة " من ضعف الحكومة المركزية عام 2011 إبان الثورة الشعبية ضد الرئيس السابق على عبدالله صالح لتعزيز قبضتها على البلاد خصوصا فى الجنوب.
بنهاية عام 2012 قتل الرجل الثانى سعودى الجنسية سعيد الشهرى، والذى قضى خمس سنوات في سجن جوانتنامو، وسلم للسطات السعودية في عام 2007. وقد قتل الشهرى فى إحدى الغارات الأمريكية بطائرة بدون طيار، ليتولى أنور العولقى - وهو رجل دين يمينى متشدد ولد فى الولايات المتحدة الأمريكية – مكان سعيد الشهرى. ثم ما يلبث العولقى أن يلقى مصرعه فى إحدى الغارات الأمريكية أيضا وبنفس الطريقة.
بقى أن نعرف أن "عقبة " هى السبب وراء خلع المسافرين لأحذيتهم فى كل مطارات العالم عقب محاولة عمر فاروق عبد المطلب تفجير طائره نورث إير لاين 253 المتجهة من أمستردام إلي ديترويت، ميتشيجان في يوم عيد الميلاد 25 ديسمبر 2009، وقد وجهت إليه تهمتان وهما وضع متفجرات علي طائرة مدنية ومحاولة تفجير طائرة عن طريق إخفاء المتفجرات فى ملابسه، أما الذى صمم له المتفجرات فلم يكن سوى إبراهيم حسن العسيرى وهو سعودى الجنسية وصفته الصحف العالمية بأنه عبقرى فى تصميم المتفجرات.
وبرغم ظهور تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق وسوريا فإن "عقبة" تظل هى اللعنة التى تطارد الولايات المتحدة، لدرجة أن مجلة فورن بوليسى الأمريكية تنبأت بأن القاعدة ستظل المنظمة الإرهابية الأكثر خطورة بالنسبة للغرب، وليس داعش لأنها هى التى ستدعم الجهاديين لمهاجمة الغرب طيلة الخمس سنوات المقبلة على الأقل، فحتى لو كانت داعش تمتلك آلاف المجاهدين فإن القاعدة تمتلك أقواهم وأكثرهم موهبة.
ولا ننس أيضا أن جماعة خراسان انحدرت من "عقبة" حيث استطاعت أن تدرب خبراء فى استخدام المتفجرات بشمال إفريقيا والشرق الوسط وجنوب آسيا وأوروبا.
إسرائيل تستغل مذبحة شارلى إبدو بمزيد من التهويد
كيف رأت إسرائيل العمليات الإرهابية الأخيرة فى باريس؟ وهل استفادت تل أبيب من هذه العمليات؟ الإجابة جاءت من المراكز البحثية الإسرائيلية التى طرحت أخيرا عددا من التقارير أو الدراسات التى تتطرق إلى هذه القضية، مشيرة إلى أن الأعمال الإرهابية التى وقعت فى العاصمة الفرنسية باريس أخيرا تنضم إلى مجموعة متنوعة من الفظائع التى تم تنفيذها فى السنة الماضية من قبل إسلاميين متطرفين، بدءًا بقطع رؤوس الصحفيين الغربيين فى سوريا، وصولا إلى قتل 132 تلميذًا باكستانيًّا. معهد ميدل نيوز للدراسات البحثية الإسرائيلية أشار فى تقرير له نشره أخيرا إلى أهمية طرح عدد من زعماء العالم وعلى رأسهم الرئيس عبد الفتاح السيسى لقضية جوهرية من شأنها أن توضح طبيعة العنف المستشرى بالمنطقة والعالم باسم الإسلام وتتصدى له بنجاح، موضحة أن السيسى يؤكد أن الفهم الحالى للدين يؤدى إلى انتهاج هذا السلوك العنيف للإسلاميين المتشددين، الأمر الذى يفرض على الأنظمة السياسية من جهة ورجال الدين من جهة أخرى إلى إصلاح طريقة تعليم الإسلام، وعرض التقرير نص كلمة الرئيس المصرى الداعى إلى ال"ثورة" فى التصور الدينى فى الإسلام.
ويوضح التقرير أن ما اسماه «بمصادر العنف» والمتسبب فى تفشيها بين الكثير من الشبان الإسلاميين هى الاغتراب والضغينة، الأمر الذى يؤدى إلى الوضع الذى يعيشه العالم الآن.
ويشير التقرير أيضا إلى الدراسة التى أجراها الخبير الأمريكى ستيفن فيش، وهو خبير فى العلوم السياسية من جامعة كاليفورنيا فى بيركلى، والذى حاول من خلال دراسة له تحديد الارتباط بين الإسلام والعنف.
ووجد أنّ معدلات القتل باسم الدين فى العمليات الإرهابية كانت أقل بشكل ملحوظ فى الدول ذات الغالبية المسلمة، وكانت نماذج العنف السياسى أكثر ندرة هى أيضًا.
اللافت للانتباه عند قراءة الصحف ووسائل الإعلام الإسرائيلية الصادرة هذه الأيام سنجد أن هناك استغلالا واضحا لهذا الحادث من قبل الحكومة الإسرائيلية لتهويد المزيد من الأرض، وجلب العشرات من اليهود سواء الفرنسيين أو فى أوروبا والعالم للحياة فى إسرائيل.
وبات واضحا أن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نيتانياهو ينتهج سياسة واضحة وهى أن إسرائيل أكثر أمنا من أوروبا، وهى السياسة التى لا ينتهجها نيتانياهو وحده، لكن أيضا الكثير من السفارات الإسرائيلية والمؤسسات اليهودية فى العالم، الأمر الذى يؤكد أن هناك تعليمات حكومية إسرائيلية لاستغلال هذا الحدث من أجل جذب أكبر عدد ممكن من اليهود إلى إسرائيل .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.