محمد فاروق هندى بصعوبة بالغة وبعد معاناة استمرت حتى الدقيقة الأخيرة من الوقت بدل الضائع، نجح الأهلى المصرى فى التغلب على سيوى سبور الإيفوارى بهدف قاتل لعماد متعب، ليتوج بلقب كأس الكونفيدرالية الإفريقية للمرة الأولى فى تاريخه وتاريخ الأندية المصرية، لينجح أبناء القلعة الحمراء بذلك فى فك شفرة البطولة التى استعصت كثيرًا على المصريين منذ انطلاقها عام 1992، ويرسمون الفرحة الكروية المصرية الوحيدة هذا العام. يدين الأهلى بالفضل فى تحقيق هذا الفوز إلى روح الفانلة الحمراء التى استمرت حتى اللحظات الأخيرة من عمر المباراة عندما تمكن النجم المخضرم عماد متعب من تسجيل هدف المباراة الوحيد فى الدقيقة السادسة والأخيرة من الوقت المحتسب بدل الضائع بضربة رأس رائعة من عرضية متقنة لوليد سليمان. كان لقاء الذهاب بين الفريقين بمدينة أبيدجان قد انتهى بفوز سيوى سبور 2-1، ليفوز الأهلى بفارق الأهداف خارج الأرض. وتعد هذه هى البطولة الثانية التى يحصل عليها الأهلى على حساب أحد أندية كوت ديفوار بعدما توج الأحمر ببطولة كأس الأندية الإفريقية أبطال الكئوس "قبل دمجها فى بطولة الكونفيدرالية الإفريقية" بالفوز على أفريكا سبور الإيفوارى فى نهائى المسابقة عام 1993. التتويج بالكونفيدرالية لم يكن سهلًا على الإطلاق سواء داخل الملعب أو خارجه فى ظل ظروف صعبة أحاطت بالأحمر طوال الفترة الماضية، وأبرزها الغيابات الكثيرة التى ضربت الفريق سواء لاستبعاد عدد كبير من اللاعبين المقيدين بالقائمة الإفريقية من الفريق وأبرزهم السيد حمدى وأحمد رؤوف الذى يدين له الفريق ببعض من الفضل فى هذا الفوز بهدفه القاتل فى مرمى الدفاع الجديدى المغربى الذى أعاد الفريق للمنافسة من جديد. كما تعرض الفريق للعديد من الإصابات طوال الفترة الماضية، وأبرزهم محمد ناجى جدو وعبدالله السعيد وعمرو جمال وشريف إكرامى وشريف عبدالفضيل فضلا عن إيقاف محمود حسن تريزيجيه للحصول على إنذارين وعدم مشاركته فى المباراة النهائية. وقبل انطلاق المباراة كاد ألتراس الأهلى أن يتسبب فى مشكلة كبيرة عندما اقتحم مجموعة منهم باب الاستاد البحرى باستخدام سيارة نقل "لورى" قبل المباراة بساعات وتمكن نحو 2000 منهم من الوصول إلى مدرجات الاستاد، قبل انتظام خدمات تأمين المباراة، واضطر وزير المهندس خالد عبد العزيز وزير الشباب والرياضة، وعدد من قيادات وزارة الداخلية للتعامل مع الواقعة بهدوء شديد لإنهاء الأزمة وخوفًا من تفاقم الأمور وإلغاء المباراة. وبرغم الأزمات والغيابات الكثيرة التى عانى منها الأهلى فإنه نجح فى حسم الأمور لصالحه فى النهاية ليعيد الفرحة مجددا إلى الجماهير المصرية التى شعرت بخيبة أمل كبيرة فى الآونة الأخيرة، عقب فشل منتخب الفراعنة فى التأهل لنهائيات كأس الأمم الإفريقية للمرة الثالثة على التوالى الشهر الماضى، فضلا عن الإخفاقات المتتالية لجميع المنتخبات المصرية فى مختلف الأعمار السنية باستثناء المنتخب الأوليمبى الذى لم يبدأ مشواره الرسمى مع حسام البدري. وعزز نادى القرن فى إفريقيا بهذا الانتصار رقمه القياسى كأكثر الأندية تتويجا بالألقاب القارية فى العالم بعدما رفع رصيده من البطولات الدولية إلى 20 لقبا، ليوسع الفارق مع أقرب ملاحقيه فريقى ميلان الإيطالى وبوكا جونيورز الأرجنتينى اللذين حصل كل منهما على 18 لقبا. وعلى مدار تاريخه الطويل مع المسابقات الإفريقية الذى بدأ عام 1976، توج الأهلى بلقب دورى الأبطال ثمانى مرات وكأس السوبر فى ست مناسبات وكأس الأندية أبطال الكئوس أربع مرات وكأس الأفروآسيوية مرة واحدة، ليضيف لقب الكونفيدرالية الإفريقية إلى خزينة بطولاته. ويعتبر هذا اللقب هو الثانى الذى يحققه خوان كارلوس جاريدو المدير الفنى للأهلى بعد السوبر المصري، والأول على المستوى القارى منذ أن تولى تدريب الفريق فى شهر يوليو الماضي، ليصبح أول مدرب إسبانى يتوج بإحدى البطولات الإفريقية مع الأهلي. وحافظ الأهلى بهذا الفوز على تفوق أندية شمال إفريقيا الكاسح فى البطولة التى توجت بها للمرة الثامنة منذ انطلاقها بنظامها الحديث عام 2004، وضرب الأهلى بذلك موعدا مع وفاق سطيف الجزائرى، حامل لقب دورى أبطال إفريقيا هذا العام، وذلك فى بطولة كأس السوبر الأفريقى والتى ستقام بالجزائر فى شهر فبراير المقبل. وبات الأهلى صاحب الريادة بين الفرق المصرية بعدما توج بلقب البطولة التى عجزت جميع أندية مصر الأخرى عن الفوز بها منذ انطلاقها عام 1992. وشارك 11 فريقًا مصريًا فى بطولة الكونفيدرالية الإفريقية منذ انطلاقها عام 2004 وفشلت جميعها فى بلوغ منصة التتويج من قبل، حيث شارك كل من الإسماعيلى وحرس الحدود بالبطولة 5 مرات، وإنبى 3 مرات، والأهلى مرتين وكل من الاتحاد السكندرى والترسانة والزمالك والمقاولون العرب وبتروجت ووادى دجلة مرة واحدة وفشلت جميعها فى التتويج باللقب. فيما كان لقب الكونفيدرالية من نصيب العرب فى مناسبات عديدة، حيث نجحت الفرق التونسية والجزائرية والمغربية بالفوز بها مرات عديدة، ففاز بها الصفاقسى التونسى 4 مرات، والنجم الرياضى الساحلى التونسى وشبيبة القبائل الجزائرى 3مرات، وكل من الفرق المغربية الفتح الرباطى والجيش الملكى والرجاء الرياضى والمغرب الفاسى والترجى والكوكب المراكشى التونسيين مرة واحدة. كما فاز باللقب فرق إفريقية لا تحمل تاريخا كبيرا فى القارة السمراء، مثل الملعب المالى وهارتس أوف أوك الغاني، وليوبار الكونغولى. وأخيرًا نجح الأهلى فى كسر عقدة الكونفيدرالية والتتويج باللقب لأول مرة فى تاريخ الأندية المصرية.