دفع التوتر السياسى الذى تصاعدت حدته في العراق بالعنف إلى أعلى مستوياته ، ليعود لون الدماء ورائحة البارود ليغلف المشهد العراقى ، مما يرفع حدة المخاوف من العودة إلى المربع الأول ، ودخول العراق إلى نفق العنف الطائفى والقومى المظلم. وضربت العراق اليوم سلسلة تفجيرات منسقة طالت العاصمة بغداد ومحافظات ديالى وصلاح الدين وكركوك، وأدت إلى مقتل واصابة حوالى 200 شخص بالإضافة إلى تدمير عدة مناطق واحتراق عدد كبير من السيارات. وتتزامن تلك التفجيرات التى تؤشر إلى عودة قوية للعنف ذى الطابع الطائفى مع اشتداد الخلافات بين شركاء العملية السياسية بالعراق، بعد تعرض قيادات سنية رفيعة لضغوط من الحكومة ذات الأغلبية الشيعية، بالإضافة إلى تصاعد التوتر بين الحكومة المركزية برئاسة نورى المالكى وحكومة اقليم كردستان. ويأتى هذا التدهور فى الأوضاع الأمنية أيضا متواكبا مع تحذيرات متكررة من رئيس القائمة العراقية الدكتور اياد علاوى من ان "العراق ينحدر نحو الحكم الفردي الذي سيؤدي حتما الى عودة الديكتاتورية". وقد اتهم علاوي رئيس الوزراء العراقي الحالي نوري المالكي بانتهاك الدستور لتعزيز سلطته الشخصية باستخدام الجيش والاجهزة الامنية لقمع خصومه السياسيين والشعب العراقي مستغلا في ذلك دعم ايران اللا محدود وعدم اكتراث واشنطن ، متهما فى الوقت نفسه الجهاز الحكومي ب "الفساد".