علاء عزت مجددًا أطل فساد الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا»، عندما خرج السويسري جوزيف بلاتر رئيس «إمبراطورية الفيفا» منذ أيام يعلن بدم بارد عن براءة ملفي استضافة روسياوقطر للنسختين القادمتين من كبري بطولات كرة القدم بطولتي كأس العالم 2018 و 2022 علي الترتيب. جاء إعلان بلاتر عن براءة ملفي روسياوقطر، بزعم أن نتائج التحقيقات التي أجريت بشأن الانتهاكات والمخالفات التي شابت الملفين لم تدن أحدا، وهو الأمر الذي جاء بمثابة الصدمة للعالم أجمع، وعلي رأسهم المحقق الفيدرالي الأمريكي مايكل جارسيا، رئيس للجنة التحقيقات فى لجنة الأخلاقيات التابعة للفيفا، الذي هاج وماج غاضبا من تصريح بلاتر ، مؤكدا أن التحقيقات كشفت عن كم من الانتهاكات والمخالفات التي من شأنها سحب التنظيم من الدولتين، قبل أن يعلن نيته فى التقدم بطعن ضد ملخص التقرير الذي كشفه الفيفا أخيرًا، وما زال العالم كله يعيش حالة من الاندهاش على وقع إغلاق ملف جارسيا علي فراغ. كانت "الأهرام العربي" قد نشرت فى عددها الصادر بتاريخ 25 أكتوبر الماضي، تقرير بعنوان "فضائح المونديال.. ممنوعة من العرض"، تؤكد فيه أن ملف تحقيقات جارسيا لن يري النور، لأن نشر كامل ملف نتائج التحقيق سيضع الفيفا فى موقف حساس جدا من الناحية القانونية.. وهو ما يعني وجود من هو شأنه تهديد دولة الفيفا برئاسة جوزيف بلاتر، وهو ما حدث بالفعل. كما تحدثت كبريات وسائل الإعلام عن تورط عدد من رؤساء دول العالم منهم الحاليون ومنهم سابقون فى قضايا رشوة حصلوا عليها من قطر، وكذا تورط مسئولين كبار فى نفس الفضيحة، بعد أن تم إدانتهم بالفعل فى سياق التحقيقات، وسيتم إعلان نتائج التحقيقات فى بيان مقتضب سيخرج للعالم الشهر المقبل. أوروبا تعلن الحرب العالمية ولأن أدلة فساد ملفي مونديالي روسياوقطر واضحة وكشفتها وسائل الإعلام العالمية بالصوت والصورة من قبل، وأسقطت معها عدد من مسئولي " الفيفا " الذين أدينوا فى فضائح رشوة، لم يكن غريبا أن تعلن القارة الأوروبية الحرب العالمية علي الفيفا وبالتالي علي مونديالي 2018 و2022 ، حتي وصل الأمر إلي حد التهديد بمقاطعة كأس العالم ، وكان اللافت للنظر توحد أوروبا التي فرقتها الحربان العالميتان الأولي والثانية، لاسيما بريطانيا العظمي وألمانيا. وهي الحرب التي مهدت إليها الصحف الإنجليزية التي عاودت شن إطلاق النيران الكثيفة علي الفيفا ورئيسها بلاتر، خصوصا بعد أن خرج نفس التقرير الذي برأ روسياوقطر يدين ملف إنجلترا التي دخلت سباق الاستضافة قبل أن تخسره، وكذلك أدان التقرير ملف استضافة أستراليا .. وهو ما دعا صحيفة إنجليزية كبري بوصف الأمر بالمزحة السخيفة. وقالت صحيفة "التليجراف" الإنجليزية فى غلافها:"عار على كرة القدم".. ونشرت تصريحا لعضو فى الفيفا، دون ذكر اسمه ، يفضح فيها مملكة كرة القدم فى العالم بأن قطر زورت الأصوات وإنجلترا حاولت أن ترشى. أما صحيفة "ميرور" فكتبت على غلافها عنوانا عريضا ومثيرا:"كرة القدم فى حرب" وتحدثت عن فساد الفيفا والتقارير الأخيرة التي ستفضحها قريباً، فيما طالبت وسائل إعلام أمريكية بلاتر بالتحلي بالشجاعة ونشر كامل ملف جارسيا. وإذا كانت بريطانيا تعول علي كشف الفضائح إعلاميا، وبالتالي إسقاط إمبراطورية الفيفا، فإن ألمانيا أخذت علي عاتقها تزعم حملات مقاطعة مونديالي 2018 و2022 بعد أن صبغت الحملات بالطابع السياسي، حيث خرج المدير العام لرابطة الدوري الألماني لكرة القدم "البوندزليجا " كريستيان شيفرت معربا عن تأييده لمقاطعة أوروبية لمونديالي روسياوقطر بعد شكوك بالفساد فى عملية منح تنظيمهما. وقال شيفرت فى مقابلة نشرتها صحيفة "سودويتش تسايتونج" الألمانية السبت "٪75 من لاعبي كأس العالم يلعبون فى أوروبا، وإذا قالت الأخيرة لن نشارك فكل شيء سيتبدل". وتابع :"يستطيع الاتحاد الدولي (فيفا) إيقاف ألمانيا وفرنسا وإنجلترا وإسبانيا ثلاثة مونديالات مقبلة، لكن لا أهمية لذلك لأنه لن تكون هناك كأس عالم". ومن جانبه دعا ديفيد برنستاين الرئيس السابق للاتحاد الإنجليزي إلي مساندة أوروبا للحملة الألمانية من أجل فرض عملية إصلاح من جانب الفيفا والانضمام إلى الاتحاد الأوروبي للعبة (يويفا) فى مقاطعة النسخة المقبلة من كأس العالم إذا لم يحدث أي تغيير. وقال برنستاين ل " بي.بي.سي" : " فى مرحلة ما عليك أن تنحي الحديث جانبا، تتوقف عن الكلام وتقوم بشيء على أرض الواقع". ومن المنتظر أن تتجسد حملة المقاطعة الأوروبية علي أرض الواقع خلال الأيام القليلة المقبلة، حيث سيدخل تقرير جارسيا حيز النقاش فى مدينة فرانكفورت الألمانية خلال المحادثات التي ستجمع العديد من أعضاء الاتحاد الأوروبي " اليوفا " برئاسة الفرنسي ميشيل بلاتيني الذي تحول أخيرًا إلى ألد أعداء بلاتر . وتعرض الفيفا لانتقادات قوية الأسبوع الماضي بعد رفضه نشر التقرير الكامل لكبير المحققين بالاتحاد الدولي المحامي الأمريكي مايكل جارسيا، والمتعلق بالفساد الذي صاحب فوز روسيا بتنظيم نسخة 2018 وتنظيم قطر لنسخة 2022. وانتقد جارسيا ملخص تقريره الذي قدمه إكيرت، وأكد للفيفا أنه سيطعن على تقرير قاضى لجنة القيم بالاتحاد الدولي للعبة. وأوضح برنستاين:"أعتقد أن إنجلترا إلى جانب اليويفا بدون شك لديهما السلطة للتأثير على الفيفا، ولكن من أجل تحقيق ذلك علينا التفكير فى الانسحاب من كأس العالم، المقبل، إلا فى حال إجراء إصلاح مناسب يتضمن عدم ترشح السيد سيب بلاتر لولاية خامسة فى رئاسة الفيفا". ولدى سؤاله حول ما إذا كان سيساند مقاطعة اليويفا لكأس العالم، قال الرئيس السابق للاتحاد الإنجليزي "طالما بإمكان ذلك تحقيق الإصلاحات التي تعيد الفيفا إلى المجتمع الدولي المحترم، نعم سأفعل"..لافتا النظر إلي أن هناك 54 دولة أوروبية تابعة ل "يوفيا" وقال:"هناك ألمانيا وإسبانيا وإيطاليا وفرنسا وهولندا وكلهم أقوياء .. ولا يمكن أن تقيم كأس عالم بدونهم، لديهم القدرة على إحداث الأثر إذا كانت لديهم الرغبة فى ذلك". وتوافقت كلمات برنستاين مع حديث رينارد راوبول رئيس الاتحاد الألماني، والذي أكد من خلالها أن اليويفا قد ينسحب من كأس العالم إلا إذا غير الفيفا من طريقة تعامله ووافق على نشر تقرير جارسيا كاملا، واتفق رئيس الاتحاد الألماني مع ما قاله رئيس الاتحاد الإنجليزي السابق على أن منح الفيفا شرف تنظيم مونديال 2022 لقطر يعد واحدا من أكثر القرارات سخافة فى تاريخ كرة القدم.. وأشار " قطر مكان غير مناسب على الإطلاق لاستضافة كأس العالم". ومن جانبه، دعا السكرتير العام للاتحاد الدولي لكرة القدم " فيفا" جيروم فالكه، لعدم تسييس مونديال روسيا 2018، واصفا التهديدات بمقاطعة الحدث الرياضي بأنها " سخيفة". ونقلت وسائل الإعلام المحلية عن فالكه تصريحات للصحافة الروسية، قال فيها:"أعتقد أن الجميع سيتفهم أن كأس العالم لا شأن لها بالسياسة، ولا يصح استخدامها كأداة سياسية.. إنها احتفالية للمشجعين". وكانت دعوات سياسية قد دعت إلي مقاطعة مونديال روسيا احتجاجا علي سياسة الرئيس الروسي بوتين ضد أوكرانيا. فيما رد وزير الرياضة الروسي فيتالي موتكو، علي هذه الدعوات متهما بريطانيا، بأنها هي التي تتزعم دعوات المقاطعة، مؤكدا أن بريطانيا لا تعرف كيف تخسر حين شككت فى نزاهة عملية اختيار روسياوقطر لاستضافة كأس العالم عامي 2018 و2022 على الترتيب. وفازت روسيا بشرف استضافة مونديال 2018 خلال جولة التصويت الثانية بعد استبعاد بريطانيا خلال الجولة الأولى، حيث تفوقت روسيا على باقي الدول ب13 صوتا، بينما حصلت إسبانيا والبرتغال على سبع أصوات فيما حصلت هولندا وبلجيكا على صوتين فقط.