رويترز اعترف جان إيرفيه برادول المسؤول في منظمة (أطباء بلا حدود) :إن المنظمة "أضاعت وقتا" حين انتظرت فترة طويلة جدا قبل أن تدعو لتطوير لقاحات لمكافحة موجة تفش غير مسبوقة لفيروس الإيبولا في دول غرب أفريقيا. أضاف : "كانت استجابتنا موجهة أكثر من اللازم في الاتجاه الذي رسمته إدارة موجات تفش سابقة." وقال إن الدعوة العامة التي وجهتها المنظمة لتطوير لقاح للإيبولا في سبتمبر -أيلول الماضي تأخرت شهورا. من ناحية أخرى قالت أطباء بلا حدود اليوم الخميس إن التجارب الإكلينيكية لثلاثة عقاقير جديدة ستبدأ في ديسمبر كانون الأول في غينيا وليبيريا في المراكز الطبية التي تديرها. وانتقلت عدوى الإيبولا في غرب أفريقيا لأكثر من 13 ألف شخص. يذكر أن منظمة أطباء بلا حدود تشكلت عام 1971 حين أسسها مجموعة من الاطباء والصحفيين الفرنسيين الذين أثار سخطهم سكوت منظمات الإغاثة عن حصار نيجيريا وتجويع انفصاليي إقليم بيافرا. وهي تفخر بسرعتها واستقلاليتها إذ أن 90 في المئة من ميزانيتها العالمية البالغة 1.3 مليار دولار توفره مجموعة من المانحين الأفراد الصغار مما لا يدفعها لطلب إذن من أي داعم رئيسي واحد قبل أن تتحرك. وطرحت موجة تفشي الإيبولا الحالية عددا من التحديات الاخلاقية امام المنظمة. فبينما كان خبير الإيبولا الأبرز في سيراليون الدكتور شيخ عمر خان على فراش الموت جراء إصابته بالمرض في يوليو تموز الماضي قرر أطباء المنظمة بعد جدالات مشحونة ألا يعالجوه بدواء تجريبي مبررين قرارهم بأن آثاره غير معروفة كما أن مخزونه ضئيل ومن ثم لن يكون من الإنصاف منحه رعاية متميزة. لكن عندما اصيب افراد في الطاقم الطبي الدولي بالمرض -بينهم ممرضتان اوروبيتان تعملان مع المنظمة- تم اجلاؤهم وعلاجهم بالدواء عينه. مثل هذه الوقائع أثارت جدلا داخل المنظمة عن الأسباب التي تمنع تقديم هذه العلاجات التجريبية للمرضى وأطقمها الطبية المحلية التي توفي منها عدد غير مسبوق بلغ 15 شخصا. ونشرت المنظمة أكثر من 700 شخص من العمالة الأجنبية اجمالا لمحاربة الإيبولا وهي تبدل فرق العاملين كل ستة اسابيع.