المعتصم بالله حمدي قالت الفنانة سلوي خطاب إنها سعيدة بردود الأفعال الإيجابية تجاه دورها في المسسلسل التليفزيوني "سجن النسا" الذي عرض في شهر رمضان الماضي، وهو "عزيزة" تاجرة المخدرات والتي احتاجت منها لمجهود كبير لتجسيدها بالشكل المقنع المميز الذي ظهر علي الشاشة. وأضافت في حوارها مع "الأهرام العربي" أنها خرجت الآن من شخصية "عزيزة" بعد أن عاشت بداخلها لفترة فهي كانت تحاول طوال فترة تصوير المسلسل أن تحافظ على طريقة سيرها أمام الكاميرا وأسلوب كلامها، وكذلك نبرة صوتها حتى طريقة جلوسها وإشاراتها، وهناك بعض من المشاهد التى تطلبت جهدا نفسيا خارقا، ولحظات التحول والتغيير فى شخصية عزيزة من النقيض إلى النقيض، بعدما علمت بزواج هنادى من زوجها وكانت بمثابة صدمة كبيرة لها بعدما قامت برعايتها وحمايتها داخل السجن وهذه المشاعر صعبة كثيرا، فأي إنسان يشعر بخيانة إنسان مد له يد العون يشعر بخيبة أمل كبيرة. وبالنسبة لنبرة صوت المعلمة عزيزة وطريقة كلامها التي جذبت انتباه الجمهور وكيفية محافظتها عليها قالت: عزيزة تتاجر فى المواد الممنوعة، ومعظم حياتها ومعاملتها تقضيها بين الرجال وزوجها كان يعمل تحت قيادتها، وأنا لم أختر نبرة الصوت بشكل منفرد ومحدد، ولكنى عملت على تكوين الشخصية بالكامل وتصورت شكلها وأسلوب كلامها بمعاونة المخرجة الكبيرة كاملة أبوذكري والمؤلفة المميزة مريم ناعوم، ووجدت أن أنسب طريقة لكلامها تكون بهذه الطريقة التى تقترب للرجولة والخشونة والقوة وكنت مرعوبة جدا من أن أفقد السيطرة على تقمصي لشخصية "عزيزة"، وكنت أحاول السيطرة والحفاظ على طريقة الصوت والحركة وحتى طريقة جلوسها، وشخصية عزيزة صعبة بطبيعتها، وتتغلب بنفسها على الضعف الإنسانى بداخلها. وأكدت سلوي أن المخرجة كاملة أبوذكرى من المخرجين الذين لهم بصمة فنية كبيرة، ولديها طاقة هائلة وهي تعرفها منذ فترة طويلة وتعاونا سويا من قبل، وأثناء التصوير كان فريق العمل يرهق بشدة بسبب طول ساعات التصوير وحرارة الجو ولذلك كانوا يحتاجون لبعض الراحة بعد كل مشهد، أما هى فلا تستريح وتستمر فى العمل لفترات متواصلة دون أدني ضيق وهى حريصة جدا على أدق التفاصيل الصغيرة سواء فى الحوار الذى تعيد النظر فيه أكثر من مرة، أو المشاهد التى تقوم بتصويرها من أكثر من زاوية لتحصل على المشهد النهائى الذى تراه الأفضل. وشددت سلوي علي أنها قالت إن الفنانة نيللي كريم تستحق جائزة الأوسكار، لأنها فنانة عظيمة أبهرت الجمهور العربي، ودورها كان صعبا للغاية لأن تركيبته النفسية معقدة وبه مشاعر إنسانية متدفقة، واستطاعت أن تصل بالشخصية للأداء العالى حتى من خلال الحركة، وبدون أن تتحدث كانت تظهر الكثير من المعانى والمشاعر بدون مبالغة في الأداء. وردا علي الانتقادات التى قالت إن العمل يشوه المجتمع المصري وبه كثير من المبالغة قالت: لا يمكن للدراما أن تجسد الواقع بكل ملامحه و العمل الناجح دائما يدور حوله الكثير من الجدل، وأنا لا أري مبالغة كبيرة في المسلسل فهو يرصد حياة السجينات داخل سجن النساء، وهو عالم ملىء بالقسوة والجرائم والمعاناة ولا أري هناك داع لمن يقول إن المسلسل يشوه صورة المجتمع أو أشياء من هذا القبيل. وأشارت إلي أن مشاركتها فى ثلاثة أعمال تليفزيونية درامية في شهر رمضان أرهقها ولكنها شعرت بقيمة ما قدمته في مسلسلات "سجن النسا" و"إمبراطورية مين؟" و"جبل الحلال" بعد نجاح هذه الأعمال مع الجماهير العربية فهي تقدر الفن جيدا وتبذل قصاري جهدها في عملها لتقديم أفضل أداء، كما أن الجميل في أدوارها الفنية الثلاثة أنها كانت متنوعة فمنها الشخصية الكوميدية وأخرى متسلطة وانتهازية، والأخيرة تاجرة مخدرات. وأشادت سلوي خطاب بتعاونها مجددا مع الفنان محمود عبدالعزيز فى مسلسل "جبل الحلال" لما يملكه من إمكانات فنية هائلة وكل أعمالها معه تعد محطات فنية فارقة فى مشوارها الفنى وتتمني أن تتكرر أعمالهما المشتركة في الفترة المقبلة لأنها تستمتع بالعمل معه. وراهنت سلوي علي نجاح مسلسل "إمبراطورية مين؟" في عرضه الثاني لأنه عمل متميز في النص الدرامي والعناصر الموجودة كلها رائعة ، وشعرت بالراحة في تعاملها مع المنتج " طارق الجنايني " ، لأنه يوفر للعمل كل عناصر النجاح ، بالإضافة للفنانة المتألقة "هند صبري" التي تمتلك موهبة كبيرة، و المخرجة "مريم أبو عوف" شغلها جيد جدا، فكان عملا متكاملا ناقش موضوعات مهمة شغلت الشارع المصري بعد ثورة 25 يناير ورصد التغيير في سلوكيات الكثيرين سواء بالسلب أم بالإيجاب. ورفضت سلوي ما يقال عن إن دراما البطل الأوحد هي الأفضل في الدراما التليفزيونية معتبرة أنها تصلح فقط فى الأفلام السينمائية فقط، ودائما كانت المسلسلات التليفزيونية تعتمد على البطولة الجماعية وتتخللها صراعات ومواقف درامية مهمة بين أكثر من طرف وتخلق حالة من التشويق فى العمل، بينما الأعمال التى تعتمد على البطل الأوحد تكون مملة وفي اتجاه واحد. واعترفت أنها تحظي بمعاملة خاصة من كل العاملين معها في الوسط الفني لأنها متصالحة مع نفسها وتحب الخير للجميع وهي تنافس زميلاتها في التجويد فقط، ولا تلتفت للشائعات أو أي كلام يشتت تركيزها وهي تعي جيدا أهمية الفن في التواصل مع هموم وقضايا المجتمع وتقدر ذلك في انتقاء الأدوار التي تلعبها. وأكدت أنها مقلة في الظهور الإعلامي لأنها تنتقي البرامج التليفزيونية التي تظهر فيها ولا تحب الوجود كضيفة دون وجود مبرر لذلك، كما تنتقي أسماء برامج بعينها لها قيمة مع الجمهور وهي ترفض أن تكون ضيفة في برامج المقالب أيا كانت الإغراءات المادية والجميع يعرف عنها ذلك، وبالتالي لا يفكر أي برنامج مقالب في استضافتها. ونفت أن تكون قد رفعت أجرها بعد تألقها الكبير خلال الفترة المقبلة معتبرة أنها لا تهتم بالتفاصيل المادية بقدر اهتمامها بقيمة ما تقدمه للجمهور، ولذلك فهي مقلة في الظهور الفني، خصوصا في السينما وتبحث عن الأعمال الجيدة مثل فيلم "فتاة المصنع" الذي حقق ردود فعل جيدة للغاية، وأكدت أن السينما المصرية بخير. وأكدت سلوي خطاب في نهاية حوارها أنها لا تقحم نفسها في الأمور السياسية ولكن السياسة عندها هي "حب مصر" التي تحتاج لتكاتف الجميع من أجل تحقيق نهضة حقيقية وهي متفائلة بمشروع قناة السويس الجديد لأنه يؤكد عزيمة الشعب المصري ويعطي الأمل للأجيال الجديدة بعيدا عن جو الإحباط الذي يريد بعض الحاقدين أن يحاصرونا داخله.