أ ف ب يتوجه فلاديمير بوتين الرئيس الروسي إلى الصين الثلاثاء لتعزيز العلاقات مع الشرق بينما تواجه موسكو اسوأ ازماتها مع الدول الغربية منذ الحرب الباردة على خلفية التطورات في أوكرانيا. وخلال زيارته التي تستمر يومين إلى شنغهاي، سيسعى بوتين ونظيره الصيني شي جينبينغ لحسم عدة اتفاقات بين الدولتين من بينها اتفاق غاز ضخم يعتبر حاسما لموسكو خاصة في ظل الازمة التي تواجهها مع اوروبا التي تسعى الى وقف اعتمادها على الغاز والنفط الروسيين. وسيشارك الرئيسان في منتدى امني اقليمي وسيشرفان على تدريبات عسكرية بحرية مشتركة قبالة شنغهاي في بحر الصين الشرقي. وقد توترت علاقات موسكو مع الغرب خلال الاشهر الاخيرة على خلفية الازمة الاوكرانية وخاصة بعد الحاق شبه جزيرة القرم بروسيا واتهام الاخيرة بزعزعة الاستقرار في شرق اوكرانيا. وفرض الغرب عقوبات على شخصيات من الدائرة المحيطة لبوتين وهدد بتشديدها في حال عرقلت موسكو اجراء الانتخابات الرئاسية في اوكرانيا في 25 مايو/آيار. ويعتقد محللون ان لزيارة بوتين الى الصين التي اعلن اليها سابقا انها ستكون مخصصة لملف الطاقة، طابعا رمزيا آخر. وقال المحلل في مركز كارنيجي في موسكو بيوتر توبيشكانوف انه "في مواجهة العقوبات، تحتاج روسيا للبرهنة على انها ليست معزولة". واضاف ان "هذا سيكون الهدف من زيارة بوتين. يريد ان يظهر ان روسيا لديها حلفاء". وسيرافق بوتين وفد يضم العشرات من رجال الاعمال الاقوياء وقياديين اقليميين. وسيشرف الرئيس الروسي على توقيع حوالى ثلاثين اتفاقا، وفق ما قال مستشاره للشؤون الخارجية يوري اوشاكوف. وتعاونت روسياوالصين في السنوات الماضية باستمرار في مجلس الامن الدولي عبر استخدام حق النقض (الفيتو). وقد عززا علاقتهما وعملوا سوية من اجل احتواء واشنطن. وفي ما يعكس قوة العلاقات بين الدولتين عمد شي الى زيارة روسيا في أول رحلة خارجية له بعد وصوله الى السلطة العام الماضي، وشارك في اولمبياد سوتشي في مارس/آذار. لكن الازمة الاوكرانية عكرت الاجواء، خصوصا ان الصين وجدت نفسها في موقع صعب بين دعم موسكو من جهة والحفاظ على موقفها ب"عدم التدخل" في الشؤون الداخلية لدول أخرى.